لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/egab.mp3
قال ابن كثير في تفسيره :
قال أبو عيسى الترمذي: حدثنا سعيد بن
يعقوب الطَالَقَاني (ثقة عند ابن حجر) ، حدثنا
عبد الله بن المبارك (ثقة ورِع عند ابن حجر) ،
حدثنا عتبة بن أبي حكيم (صدوق يخطئ كثيرًا عند
ابن حجر) ، حدثنا عمرو بن جارية اللخمي (مقبول
عند ابن حجر) ، عن أبي أُمَيَّةَ الشَّعْباني
(مقبول عند ابن حجر) قال: أتيت أبا ثعلبة
الخُشَنِي فقلت له: كيف تصنع في هذه الآية؟
فقال: أيَّةُ آية؟ قلت: قوله تعالى: (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ
أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا
اهْتَدَيْتُمْ) .
فقال: أمَا والله لقد سألت عنها خبيرًا ،
سألتُ عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: (بل ائْتَمِروا بالمعروف ، وتناهَوا عن
المنكر، حتى إذا رأيتَ شُحّا مُطاعًا ، و
هَوًى مُتَّبعًا، و دنيا مُؤْثَرةً ،
و إعجابَ كل ذي رأي برأيه ،
فعليك بخاصّة نفسك ،
و دَعْ العوامَّ (و منهم غَوْغَائية
التعدُّدية الديمقراطية)
.. فإن من ورائكم أيامًا ، الصبرُ فيهنّ مثل
القَبْضِ على الجَمْرِ، للعامل فيهنّ مثلُ أجر
خمسين رجلا يعملون كعملكم) .
قال عبد الله بن المبارك: وزاد غير عتبة
: قيل يا رسول الله، أجر خمسين رجلا منهم أو
منا ؟ قال: (بل أجرُ خمسين منكم) .
ثم قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب صحيح
.. و كذا رواه أبو داود من طريق ابن المبارك
ورواه ابن ماجه ، وابن جرير، وابن أبي حاتم ،
عن عتبة بن أبي حكيم .
و قال ابن جرير في تفسيره :
حدثنا علي بن سهل ، قال أخبرنا الوليد بن
مسلم ، عن ابن المبارك وغيره ، عن عتبة بن أبي
حكيم ، عن عمرو بن جارية اللخمي ، عن أبي أمية
الشعباني قال : سألت أبا ثعلبة الخشني: كيف
نَصنع بهذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا
يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)
؟ فقال أبو ثعلبة: سألت عنها خبيرًا، سألت
عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
(ائتمروا بالمعروف و تناهَوا عن المنكر، حتى
إذا رأيت شُحًّا مطاعًا، وهوًى متبعًا،
وإعجاب كل ذي رأي برأيه ،
فعليك بِخُوَيصَّة نفسك،
و ذَرْ عَوَامَّهم (و منهم غَوْغَائية
التّعَدُّدية الديمقراطية)
،
فإن وراءكم أيامًا ، أجر العامل فيها كأجر
خمسين منكم) .
قال أحمد محمد شاكر في تحقيق هذا الحديث في
تفسير ابن جرير :
و هذا هو نفسه إسناد الترمذي ، وهذا
الخبر ، رواه الترمذي في كتاب التفسير من طريق
سعيد بن يعقوب الطالقاني ، عن عبد الله بن
المبارك ، عن عقبة بن أبي حكيم ، بنحو لفظه
هنا. ثم قال الترمذي: " قال عبد الله بن
المبارك: وزادني غير عتبة قيل: يا رسول الله
، أجر خمسين رجلا منا أو منهم؟ قال: لا ، بل
أجر خمسين رجلا منكم ". ثم قال الترمذي: "هذا
حديث حسن غريب".
و أخرجه ابن ماجه في سننه رقم: 4014 من
طريق هشام بن عمار ، عن صدقة بن خالد ، عن
عتبة بن أبي حكيم ، بنحو لفظه .
و رواه أبو داود في سننه 4: 174 ، رقم:
4341 ، من طريق أبي الربيع سليمان بن داود
العتكي ، عن ابن المبارك ، بمثله .
و أخرجه ابن كثير في تفسيره 3: 258 ،
والسيوطي في الدر المنثور 2: 339 ، وزاد نسبته
إلى البغوي في معجمه ، وابن المنذر ، وابن أبي
حاتم ، والطبراني ، وأبي الشيخ ، وابن مردويه
، والبيهقي في الشُّعَب ، والحاكم في
المُستَدرك و صحّحه ( قال الحاكم : هذا حديث
صحيح الإسناد و لم يخرجاه ، و قال الذهبي :
صحيح) .
والحديث و إنْ ضعَّفه بعض العلماء ، فإن معناه
صحيح في ضوء الأدلة و الواقع ، و قد صحّحه بعض
الأئمة كما ذكرنا .
من التشجيع على إعجاب كلّ ذي رأيٍ برأيِه ،
النَّفْخُ في العوامّ لِلتَّمَرُّد ،
(غَوْغَائِية الديمقراطية) ، و المساواة
الّلادينيّة ، و رفْض المرجِعِيّات الشرْعيّة:
إن إعجاب كل ذي رأيٍ برأيه (و معناه
التعدُّدية و الأنانيّة و التّباعُد عن فتْوى
الدين) ، صفةٌ مذمومةٌ في ديار المسلمين في
آخر الزمان ، بسبب المناهج المستوردة و منها
الديمقراطية ، التي تُشَجِّع ما يُسَمّى الرأي
و الرأي الآخر ، و هو نوعٌ من التّمَرُّد لا
يَحتَرم المرجعيات الشرعية ، و تزول بسببه
الأمانة أكثر و أكثر ، و الأمانة هنا بمعنى
الالتزام بالمسؤولية و احترام التكاليف ..
و في حديث زوال الأمانة الذي رواه حذيفة
، عن الرسول صلى الله عليه و سلم :
(...فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ لاَ
يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّى الأَمَانَةَ ، حَتَّى
يُقَالَ إِنَّ فِى بَنِى فُلاَنٍ رَجُلاً
أَمِينًا ، حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ مَا
أَجْلَدَهُ مَا أَظْرَفَهُ مَا أَعْقَلَهُ!
وَمَا فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ
خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ) .. وَلَقَدْ أَتَى
عَلَىَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالِى أَيَّكُمْ
بَايَعْتُ ، لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا
لَيَرُدَّنَّهُ عَلَىَّ دِينُهُ ، وَلَئِنْ
كَانَ نَصْرَانِيًّا أَوْ يَهُودِيًّا
لَيَرُدَّنَّهُ عَلَىَّ سَاعِيهِ ، وَأَمَّا
الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ لأُبَايِعَ مِنْكُمْ
إِلاَّ فُلاَنًا وَفُلاَنًا) .
و في (فتح الباري) :كان (حُذَيْفة) يَثِق
بالمؤمن لِذَاته ، وبالكافر لوجود ساعِيهِ ،
وهو الحاكم ، و كانوا لا يستعملون في كل عملٍ
قَلّ أو جَلّ إلا المسلم ، فكان واثقًا
بإنصافه وتخليص حقِّه من الكافر إنْ خانه .اهـ
.
و بسبب إعجاب كل ذي رأيٍ برأيه و عدم
التوافُق و عدم المُطاوَعة عملاً الحديث
المتفق عليه : (وتطاوَعَا و لا تخْتَلِفا) ..
يصعُب جمع الكلمة و تكثر الاختلالات و
الانحرافات و الفتن ، و ينتشر الخروج عن
القِيَم ، و التّمَرُّد على الضوابط ، كما في
حديث أبي ثعلبة ، و كما في حالة : (تَحْسَبُهم
جميعًا و قُلوبُهم شَتّى ذلك بأنّهم قوم لا
يعقلون) الحشر ، و يقع بسبب ذلك الفشل ، قال
تعالى : (و لا تَنازَعوا فتفْشلوا و تذْهَبَ
ريحُكم) الأنفال ..
و عند ذلك على الشخص أن يهتمّ بنفسه كما
في الآية السابقة و كما في حديث أبي ثعلبة ، و
أن يترك العوامّ ( و مِن ذلك غَوْغَائية
التعدّديّة الديمقراطية) ..
و من مظاهر الإعجاب بالرأي :
1ـ عدم طاعة العلماء وَرَثَة الأنبياء ، و في
مقدمتهم علماء الأسلاف :
و الله يقول : ( و من يُضلِلْ فلن تجِدَ
له وليًّا مُرْشِدًا) الكهف . و يقول : (و لا
يُنَبِئُكَ مِثْلُ خبير) فاطر . و لا يوجَد
أرْشَدَ و لا أخْبَرَ من العلماء الربانِيّين
، الذين في طاعتهم الهداية ، قال تعالى :
(بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ
الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) العنكبوت ، و
قال تعالى : (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا
الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن
رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى
صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) سبأ .
2ـ عدم طاعة الأبَوَيْن :
رغْم عاطفة الأبوين و حرصهما و تجاربهما
و وجوب طاعتهما و الإحسان إليهما .. قال تعالى
: (وَ قَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ
إِلاَّ إِيَّاهُ وَ بِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ
الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ
تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَ لاَ تَنْهَرْهُمَا وَ
قُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ،
وَ اخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ
الرَّحْمَةِ وَ قُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا
رَبَّيَانِي صَغِيراً ) الإسراء .
و عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رجلا
أتاه فقال : (إن لي امرأةً وإنّ أمّي تأمرني
بطلاقها ، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : (الوالدُ أوسطُ أبواب الجنة ، فإن
شئتَ فأضِعْ هذا البابَ أو احفظْه) رواه ابن
ماجه والترمذي واللفظ له ، وقال : ربما قال
سفيان أُمِّي ، وربما قال أَبي ، قال الترمذي
حديث صحيح .
و رواه ابن حبان في صحيحه ولفظه : أن
رجلا أتى أبا الدرداء فقال : إن أبي لم يزل بي
حتى زوّجني ، و إنه الآن يأمرني بطلاقها ، قال
ما أنا بالذي آمُرك أن تعُقّ والديك ، ولا
بالذي آمُرك أن تطلّق امرأتك ، غير أنك إن
شئتَ حدثتُك بما سمعتُ من رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، سمعتُه يقول : (الوالدُ أوسطُ
أبوابِ الجنةِ فحافظْ على ذلك البابِ إن شئت ،
أو دعْ) . قال فأحسَب عطاءً قال : فطلّقَها .
قال الألباني صحيح .
و العقوق من الكبائر ، التي يُعَجِّل
الله عقوبتها في الدنيا ، فالجزاء من جنس
العمل ، مع ما يدّخِره الله من العقوبة في
الآخرة ، قال تعالى : (وَالَّذِي قَالَ
لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي
أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن
قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ
وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ
فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ
الْأَوَّلِينَ ،
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ
الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن
قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ
إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ) الأحقاف .
و ليس بالضرورة أن يكفُر الولد ، بل
يُعاقَب حتى لو كان عابدًا من أولياء الله !!
، إذا عصَى الأبَوَيْن ..
ففي حديث أَبِى هُرَيْرَةَ: (كَانَ
جُرَيْجٌ يَتَعَبَّدُ فِى صَوْمَعَةٍ
فَجَاءَتْ أُمُّهُ ، قَالَ حُمَيْدٌ فَوَصَفَ
لَنَا أَبُو رَافِعٍ صِفَةَ أَبِى هُرَيْرَةَ
لِصِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
أُمَّهُ حِينَ دَعَتْهُ كَيْفَ جَعَلَتْ
كَفَّهَا فَوْقَ حَاجِبِهَا ، ثُمَّ رَفَعَتْ
رَأْسَهَا إِلَيْهِ تَدْعُوهُ ، فَقَالَتْ :
يَا جُرَيْجُ أَنَا أُمُّكَ كَلِّمْنِي ،
فَصَادَفَتْهُ يُصَلِّي ، فَقَالَ اللَّهُمَّ
أُمِّى وَصَلاَتِى ، فَاخْتَارَ صَلاَتَهُ ،
فَرَجَعَتْ ثُمَّ عَادَتْ فِى الثَّانِيَةِ
فَقَالَتْ : يَا جُرَيْجُ أَنَا أُمُّكَ
فَكَلِّمْنِى ، قَالَ : اللَّهُمَّ أُمِّى
وَصَلاَتِى ، فَاخْتَارَ صَلاَتَهُ ،
فَقَالَتِ : اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا جُرَيْجٌ
وَهُوَ ابْنِى ، وَإِنِّى كَلَّمْتُهُ فَأَبَى
أَنْ يُكَلِّمَنِى ، اللَّهُمَّ فَلاَ
تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ الْمُومِسَاتِ .
قَالَ وَلَوْ دَعَتْ عَلَيْهِ أَنْ
يُفْتَنَ لَفُتِنَ ، قَالَ وَكَانَ رَاعِى
ضَأْنٍ يَأْوِى إِلَى دَيْرِهِ ، قَالَ :
فَخَرَجَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْقَرْيَةِ
فَوَقَعَ عَلَيْهَا الرَّاعِى ، فَحَمَلَتْ
فَوَلَدَتْ غُلاَمًا ، فَقِيلَ لَهَا : مَا
هَذَا ؟ قَالَتْ : مِنْ صَاحِبِ هَذَا
الدَّيْرِ ، قَالَ فَجَاءُوا بِفُئُوسِهِمْ
وَمَسَاحِيهِمْ فَنَادَوْهُ ، فَصَادَفُوهُ
يُصَلِّى فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ ، قَالَ :
فَأَخَذُوا يَهْدِمُونَ دَيْرَهُ ، فَلَمَّا
رَأَى ذَلِكَ نَزَلَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالُوا
لَهُ : سَلْ هَذِهِ ، قَالَ : فَتَبَسَّمَ
ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَ الصَّبِىِّ ، فَقَالَ :
مَنْ أَبُوكَ ؟ قَالَ أَبِى رَاعِى الضَّأْنِ
..
فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْهُ ،
قَالُوا: نَبْنِى مَا هَدَمْنَا مِنْ دَيْرِكَ
بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، قَالَ لاَ ، وَ
لَكِنْ أَعِيدُوهُ تُرَابًا كَمَا كَانَ ،
ثُمَّ عَلاَهُ) . و الحديث مرفوعٌ في غير هذا
اللفظ ، متفق عليه .
3ـ عدم احترام الكبير في السِّن
:
و قد وردتْ بإكرام ذي الشيبة المسلم ، و
توقير الكبير نصوص ، قال عليه الصلاة والسلام
: (ليس منا من لم يُجِلَّ كبيرنا و يرحمْ
صغيرنا ! و يعرفْ لعالِمنا حقه) . رواه أحمد و
الحاكم عن عبادة بن الصامت ، و قال الألباني:
حسن .
4ـ عدم طاعة المسؤولين في المعروف :
و الإسلام دين الترتيب و النظام و
المسؤولية في كل حين ، حتى في الحالات
الاستثنائية كالسفر ، قال تعالى : (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ
اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي
الأَمْرِ مِنكُمْ) النساء . و يدخل في
الأُمَراء المدرِّسون و أمراء السفر و
المديرون... قال عليه الصلاة والسلام : (إذا
خرج ثلاثةٌ في سفر فليُؤمِّروا أحدَهم) رواه
أبو داود و الضياء عن أبي هريرة ، وأبي سعيد ،
و قال الألباني : صحيح .
و يدخل في الأُمَراء كافّةُ المسؤولين ،
فكل الناس راعٍ و مسؤول عن رعيّته ، كما في
الحديث المتفق عليه .
و روح التمَرّد و الإعجاب الديمقراطي
بالرأي ظاهرةٌ في هذا الزمان ، و كلّ فرْدٍ
غالبًا يُردِّد: (أنا حُرّ) !! .
5ـ
عَدَم طاعة النساء لأوليائهن الرجال :
بإنكار حقيقة أنهنّ ناقصات عقل و دين ، كما في
الحديث المتفق عليه ، و إنكار حقيقة : (الرجال
قوّامون على النساء) النساء ، و حقيقة (و
لِلرجالِ عليهنّ درَجَة) البقرة ، و لذلك
تُسْتَدْرج النساء في مجالات كثيرة ، و
يُصْبِحْنَ فتنةً مُتَنَقِّلة ، بِزَعْم
مساواة النساء بالرجال في الديمقراطية .. إلى
درجة السّعْي لِمنْع الآباء من تزويج بناتهم
قبل الثامنة عشرة في بلدنا باسم الحوار الوطني
، و الاتفاقات الدولية ، و محاولة تَقْنين ذلك
في البرلمان .
مع أن المعلوم شرعًا أن البِنت البِكْر
المكلّفة إذْنها صُماتها ، كما في الحديث
المتفق عليه ، و حكَى لنا سُبحانه عن الرجل
الصالح : (قال إني أريدُ أنْ أُنْكِحَكَ
إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتينِ) القَصَص .
و معلومٌ كما في الحديث المتفق عليه أن
النساء في آخر الزمان عند الشِّدّة ، ليس لهنّ
مَلْجأٌ إلّا الرجال ، رغْم قِلّة الرجال ،
عندما يكون لكلِّ خمسين امرأةً قَيِّمٌ واحد..
فلماذا التَّمَرُّد على الرجال الآن؟!.
إعجاب كل ذي رأيٍ برأيه ، و مَقْرَطَةُ
العوامّ معناها
التَّمادي في الضلال :
و إعجاب كل ذي رأيٍ برأيه معناه
المَقْرَطَة ، و هي : تعميم الفِكْر
الديمقراطي ، فِكْر النَّفْخ في العوامّ
بالاستقلاليّة السائد هذه الأيام ، المعتمِد
على ثقافة الأهواء والإعلام الواسع المنحرف ،
و الإعجاب بمن يُسَمَّون بالنجوم و الفنانين
و اللاعبين ، و بكل ناعقٍ ، و الإعجاب
بالأجانب و الأفكار المستوردة ، و بالجملة
بشياطين الإنس والجن ..إلخ .
و ذلك معناه الضلال ، قال تعالى : (وَ إِن
تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ
عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ
الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ
يَخْرُصُونَ)الأنعام .
و قال تعالى : (فَإِن لَّمْ
يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا
يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ
مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى
مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) القصص .
و لا
علاج إلا برفْض مَقْرَطة الإعجاب بالرأي ، و
العودة إلى الدين ، و احترام المرجعيات
الشرعية ، و لن تعود الخلافة الراشدة إلا بذلك
، لأن الله لا يُغَيِّر ما بقومٍ حتى
يُغَيِّروا ما بأنفسهم.
قال تعالى : (استجيبوا لِربِّكم من قبلِ
أنْ يأتِيَ يومٌ لا مَرَدَّ لهُ من اللهِ ما
لكم مِن مَلْجَأٍ يومئِذٍ و ما لكم مِن
نَكِير) الشورى . |