لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
www.ssadek.com/jomaa/slib.mp3
*لا ينسى النصارى الأوربيون صليبيتهم فقد
جعلتْهم يتعاقبون على بلاد الشام و مصر على
مدى مائتي سنة في القرون التي يصفونها بالوسطى
فيما سمِّي بالحروب الصليبية ، كما أنهم فيما
بعد استأصلوا الوجود الإسلامي العربي في
الأندلس الذي استمر ثمانية قرون. ثم في
القرنين الماضيين تدفقوا على العالم الإسلامي
فيما سمِّي بالاستعمار و كذا الاستيطان كما في
قازاقستان وأوزبكستان و قرغيزستان و الجزائر
و فلسطين و ماليزيا و سنغافورة . ثم أعادوا
تدفقهم في هذه السنوات فيما سمِّي بالحرب على
الإرهاب وشنوا حروب إبادة على الشيشان و
البوسنة والهرسك وفلسطين والعراق و أفغانستان
، وصنعوا الفوضى الخلاقة التي تخلق لهم فُرَص
التآمر في معظم العالم الإسلامي .
*وقد شملت التعبئة ضد المسلمين
دول الصليبيين الكبرى والصغرى ، وتناولت
المجالات كلها بما فيها الحملات العسكرية
والإعلامية والاجتماعية والاقتصادية
والاعتقالات والمحاكمات التعسفية ،كما حدث
للشيخ المؤيَّد و رفيقه و عبد السلام الحيلة
من أكثر من دولة ، وانتشار معسكرات الاعتقال
والتعذيب الظاهرة والخفية في دول كثيرة صليبية
أوعميلة .. وحملات المضايقة والحقد والتشويه
والإساءة والسب والإيذاء...إلخ.
* و من ذلك الإساءة إلى القرآن من
الأمريكان في غوانتانامو والعراق وغيرها ،
وكذلك من بعض الهولنديين الذين يسمونهم بـ(اليمينيـين)
.
*و كذلك الإساءة إلى الحجاب
الإسلامي من الفرنسيين واستصدار قانون بمنع
الفرنسيات المسلمات و هن بالملايين من ارتدائه
. ونشر الصُّوَر المسيئة إلى الرسول صلى الله
عليه و سلم في الدانمارك و النرويج وإعادة
نشرها في فرنسا و ألمانيا .
*و أخيرا تَمَّ الاستفتاء في
سويسرا على منْع المآذن تمهيداً لتثبيت ذلك في
دستورهم ، رغم أن سويسرا كسائر دول الغرب
عالةٌ على أموال المسلمين المستثمَرة عندهم
بمئات المليارات من الدولارات ، وسويسرا من
أوَّل الدول المستفيدة من تلك الأموال ،
وكانت تزعم أنها الملاذ الآمن للاستثمار بدعوى
انتهاجها سياسة الحياد .. و لكن دجاجة أوروبا
كشفت أخيراً عن صليبيتها الكالحة !!
* و صدق ربنا القائل : (يا
أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا
يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من
أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم
الآيات إن كنتم تعقلون ، ها أنتم أولاء
تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا
لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم
الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله
عليم بذات الصدور ، إن تمسسكم حسنة تسؤهم
وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها ، وإن تصبروا
وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما
يعملون محيط) آل عمران . و هذه الآيات
في الكافرين أو في أهل الكتاب ـ و منهم
الصليبيون ـ أو منافقيهم على وجه الخصوص كما
ورد عن أئمة التفسير
.
والقائل سبحانه :
(ودُّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء)
النساء . والقائل : ( و لن ترضى عنك اليهود و
لا النصارى حتى تتبع ملتهم) البقرة . والقائل
: ( إن الكافرين كانوا لكم عدوًّا مبينا)
النساء .
و القائل سبحانه :
(و الذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه
تكن فتنة في الأرض و فساد كبير) الأنفال .
قال ابن جرير: أَولى التأويلين تأويل من قال :
إلا تفعلوا ـ أنتم بالمقابل ـ ما أمرتكم به من
التعاون والنصرة على الدين تكن فتنة في الأرض
. و قال ابن عاشور : إن لا تفعلوا قطْع
الولاية معهم ، فضمير تفعلوه عائد الى ما في
قوله ( بعضهم أولياء بعض ) بتأويل (المذكور)
لظهور أنْ ليس المراد تكليف المسلمين بأن
ينفذوا ولاية الذين كفروا بعضَهم بعضاً ، لولا
أن المقصود لازمُ ذلك وهو عدم موالاة المسلمين
إياهم . اهـ.
و لا شك أنَّ مِن قطع
الموالاة للصليبين أن يتم على الأقل سحْب
أموال المسلمين الهائلة التي يبني بها
الصليبيون أنفسهم في كل المجالات و يحاربوننا
بها ، ثم المقاطعة التجارية و الثقافية إلخ
... فأين أهل الحل والعقد ، حتى يعملوا في
واقع المسلمين على إحياء الولاء بين المسلمين
، و المقاطعة والبراء من الكافرين؟
*وأوضاع اليمن اليوم
تحتاج إلى الانتباه إلى الأيادي الأجنبية و في
مقدمتها أيادي أهل الكتاب ـ وفي مقدمتهم
الصليبيون ـ ومؤامرتهم في سياسة الفوضى
الخلاقة التي كان لها دورٌ في صناعة بيئة
الفساد في بلدنا ، بأساليب متعدّدة منها خِطط
البنك الدولي و جرعات الفقر ، ثم صارت
تَستغِلّ ُهذه البيئة لتحريك أيادي المنافقين
و المبتدعة في الداخل لتمرير مؤامرات الانفصال
و الاستئصال .. هذه الأيادي التي ترفع
الشعارات و تمارس التمويهات ، بزعْم محاربة
الفساد ، أو الدفاع عن النفس ..
*ومعلوم أن الذي يحارب
الفساد لا يقتل الكيان !! لا يتبنّي سياسة
التمزيق و الانفصال ، لأنه ليس علاج المريض
أن يُقتَل !! والذي يدافع عن نفسه لا بد أن
يحافظ على نفوس الآخرين و لا يمارس بفعله
استئصال الوجود الذاتي و الديني لهم !!.. و
إلا فأين أُخُوَّة الإسلام ورابطة الجسد
الواحد؟!!
*وأمام المؤمرات ،
وسياسات القتل و التخريب و التمزيق و قطْع
الطرُق التي يموِّلها الخارج في بلدنا لا بد
من إفساح المجال للناس لمساعدة الدولة في
حماية أنفسهم بتشجيعهم على حمل السلاح وتيسير
الترخيص لهم بذلك ، قال تعالى : ( ودّ الذين
كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون
عليكم ميلة واحدة) النساء . و في حين يشجع
قادة الصليبيين شعوبهم كما في أمريكا على حمل
السلاح المرخَّص للدفاع عن النفس ، و تتصاعد
الأرقام في شرائهم الأسلحة و الذخائر في هذه
الأيام ، فإنهم يُجَنِّدون وسائل الإعلام في
بلاد المسلمين للسخرية من السلاح و العمل على
نزعه ، بهدف تدجين المسلمين و إخضاعهم للخِطط
الجهنمية .. ويُروِّجون أن انتشار السلاح ينشر
القتل .. و هذه أُكذوبة فالقتل يمكن أن يكون
بسكين البصل أو منشار الخشب أو بالعصا أو
بالحجر ، أو بالسم أو بمسدّس المسامير أو حتى
بلكْمة اليد!! .. أما السلاح فهو عامل ردْع
للإجرام ، وحماية للحياة و للقيم من اعتداء
المجرمين ومؤامرات المتآمرين بالدرجة الأولى
.
*عن المنذر بن جرير عن أبيه قال كنا عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم في صدْر النهار، قال
فجاءه قوم حفاةٌ عراةٌ مُجْتابي النِّمار أو
العَبَاء ، مُتَقَلِّدي السيوف عامَّتُهم من
مُضَر بل كلُّهم من مُضَر ، فتمعَّر وجه رسول
الله صلى الله عليه وسلم لِمَا رأى بهم من
الفاقة ، فدخل ثم خرج فأمر بلالاً فأذَّن
وأقام فصلى ، ثم خطب ... ـ يعني فذكَّر و أمر
بالصدقة ـ حتى قال : (ولو بِشِقِّ تمرة) قال
فجاء رجل من الانصار بصُرَّة كادت كفه تعجِز
عنها بل قد عجزت ، قال ثم تتابع الناس حتى
رأيت كُومين من طعام وثياب ، و رأيت وجه رسول
الله صلى الله عليه وسلم يتهلَّل كأنه مُذْهبة
...) رواه مسلم .
فهؤلاء القوم رغم شدة فاقتهم و فقْرهم و
عُرْيِهم كانوا متقلدي السيوف ، وعمِل النبي
صلى الله عليه و سلم على معالجة وضعهم
وتخليصهم من براثن الفقر ، ولم يأمرهم بنزع
السيوف أو ببيعها على الأقل لإطعام أنفسهم
وستْر أجسامهم ، وذلك لأن أهمية السلاح كأهمية
الطعام ـ إن لم تكن أكثر في بعض الظروف ـ في
الحفاظ على الحياة بطريقة أخرى .
|