الكَثِير مِن تفسير ابن كَثِير (11)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


   وفي حديثنا عن كلمة (الحدِيد) قلنا إنّ جُمَّل (الحدِيد) هو 57 ، و هذا يوافِق الوزْن الذرِّي للنظير الوسَط للحدِيد ، كما أن الرقم  57  هو ترتيب (سورة الحدِيد) بين سُوَر القرآن .. و قلنا إنّ جُمَّل (حدِيد) هو 26 ، و هذا يوافِق العدَد الذرِّي للحديد .

     هل هي صدْفة ؟ لا .. لا صُدْفةَ في كلام الله . .اهـ . كلام الأستاذ جرّار .      

     ولو أردْنا معرفة الآية التي تقع في وسَط سورة البقرة لكانت الآية 143 ، و لا عجَب مـن ذلك ، لكـن إذا قـرأنا هذه الآية لوجدناها تذكُر الوسَط باللفـظ ، قال تعالى : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) البقرة : 143 .

     المجموع العدَدي لِجُمَّلِ لَفظ الجلالة = المجموع العدَدي لِجُمَّلِ سُورة الإخلاص :

      قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) .

     آياتها 4 و كلماتها 15 وحروفها 47 ومجموع ذلك : 4+15+47=66 وهو يساوي المجموع العدَدي لِلَفظ الجلالة (الله) : 1+30+30+5=66

    والسورة  تعدِل ثلُث القرآن  كما في الحديث المتفق عليه ، لأن السورة نَزَلتْ للتعريف بـِ (الله) جلَّ جلاله .   

     عمُر النبي عيسى صلى الله عليه وسلم قبْل أن يُرفَع :

     قال تعالى عن عيسى صلى الله عليه وسلم : (ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ . مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ . وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ) مريم .

    وعدَد كلمات الآيات 33 كلمة ، وهذا العدَد هو عمُر عيسى عليه الصلاة والسلام عند رفْعه  .

    كما قال تعالى عن عيسى صلى الله عليه وسلم : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) المائدة .

     وعدَد كلمات الآية 33 كلمة ، وهذا العدَد يساوي أيضًا عمُر عيسى عند رفْعه .

     كما قال تعالى عن عيسى صلى الله عليه وسلم : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) المائدة .

     وعدَد كلمات الآيتين 33 كلمة ، وهذا العدَد يساوي أيضًا عمُر عيسى عند رفْعه .

     كما قال تعالى عن عيسى صلى الله عليه وسلم : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ . وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ . إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ) الزخرف .

     وعدَد كلمات الآيات 33 كلمة ، وهذا العدَد يساوي أيضًا عمُر عيسى عند رفْعه .

     وعدد الحروف في قوله تعالى: (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) الزخرف . يساوي 33 حرْفا ، وهذا العدَد يساوي أيضًا عمُر عيسى عند رفْعه .

      مِن العجائب الحرْفيَة العَدَدية المنقولة عن بعض المؤلِّفين في الكتاب المذكور.. أنَّنا لَوْ تدبَّرنا عدد حروف (الدُّنيا) لوجدناها ستة حروف ، وأيضاً حروف (الحياة) هي ستة حروف ، وعناصر الدُّنيا هي: السماوات و ما فيها .. و الأرض و ما عليها..و قد قرَّر القرآن الكريم أن الله سبحانه و تعالى قد خلَق السماواتِ و الأرضَ في ستة أيام ، قال تعالى : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) الأعراف .                                                        

     و (الإنسان) حروفه سبعة ، وخُلِق في سبْع مراحل ، قال تعالى: (وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ، ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَر، فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين) المؤمنون.                       

     من عجائب العدد سبعة في القرآن أن كلمة (الإنسان) تتكون من سبعة حروف ، و خُلِق على سبْع مراحل كما سبَق ، و يتساوَى معه في عدد الحروف ألفاظ (القُرآن) ..و (الفُرقان) .. و (الإِنجيل) .. و (التوراة) .. فكل منها يتكَوَّن من سبعة حروف ، وأيضاً (صُحُف موسى) ، و أبو الأنبياء (إبراهيم) .. يتكون أيضاً من سبعة حروف ..

     فهل هذه إشارةٌ عددية ومُتَوازِنةٌ حسابية إلى أن هذه الرسالات و الكتب إنما نزلتْ للإنسان ؟

و(الشَّيطان) يتكوَّن من سبعة حروف .. فهل ذلك تأكيدٌ لعداوته للإنسان في كل مرة وفي مختلف حالاته ، و أنه يحاول أن يصدَّه تماماً عن الهداية التي أنزلها الله للإنسان كاملة وشاملة ؟ و جعَلَ لِجَهنَّم سبعة أبواب ، قال تعالى : ( لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ) الحِجر.

     وفي قوله تعالى : (وإذا قِيلَ لهَم اتّبِعُوا ما أنْزلَ الله) سبع كلمات يقابله الجواب على ذلك و هو قوله تعالى في الآية نفسها : (قالوا بلْ نتَّبعُ ما وجدْنا عليهِ آباءَنا) البقرة ، وهو سبع كلمات أيضا ً.

     وفي قوله تعالى : (قال سَآوِي إلى جبَلٍ يَعصِمُني مِن الماء ) سبع كلمات ، وتَتِمَّتها قوله تعالى: (قال لا عاصِمَ اليومَ مِن أمْرِ الله) هود . وهي سبع كلمات أيضاً .

     وفي قوله تعالى : (لا يَسْتأذنُك الذين يؤمنونَ باللهِ واليومِ الآخِرِ أن يُجاهِدوا بأمْوالِهم و أنفُسِهم و اللهُ عليمٌ بالمتقين) التوبة .  و هي أربع عشرة كلمة  (ضِعْف العدد سبعة) ، يقابلها قوله تعالى في الموضوع نفسه : (إنما يَسْتأذنُك الذينَ لا يؤمنونَ باللهِ واليومِ الآخِرِ وارْتابتْ قلوبُهم ، فهُم في رَيْبِهم يَتَرَدَّدُون) التوبة . وهي أربع عشرة كلمة كذلك (ضِعْف العدد سبعة) .

    و نجد أنَّ فاتحة الكتاب و هي أول سُوَر المصحف تتكون من سبع آيات بما فيها البسملة التي تعتبر آية منها..            

     إنه الإحكام العدَدي ، وصدق الله تعالى إذ يقول: (الر،كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) هود . اهـ . المنقول بتصرُّف من كتاب الخلافة للمؤلف .

 

     {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) }:

    قَالَ ابْنُ جُرَيج: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "ذَلِكَ الْكِتَابُ": بِمَعْنَى هَذَا الْكِتَابُ. وَكَذَا قَالَ مُجَاهِدٌ، وَعِكْرِمَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وآخرون ، وَالْعَرَبُ تُقَارِضُ بَيْنَ هَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ مِنْ أَسْمَاءِ الْإِشَارَةِ فَيَسْتَعْمِلُونَ كُلًّا مِنْهُمَا مَكَانَ الْآخَرِ.

    وَ {الْكِتَابُ} الْقُرْآنُ. وَمَنْ قَالَ: إِنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ الْإِشَارَةُ إِلَى التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، كَمَا حَكَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُ، فَقَدْ أَبْعَدَ النَّجْعَة  .

   وَالرَّيْبُ: الشَّكُّ ، قَالَ السُّدِّيُّ عَنْ أَبِي مَالِكٍ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ مُرَّةَ الهَمْدانيّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَنْ أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لَا رَيْبَ فِيهِ} لَا شَكَّ فِيهِ. وَقَالَهُ َكثيرون .. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: لَا أَعْلَمُ فِي هَذَا خِلَافًا.

   وَالمَعْنَى: أَنَّ هَذَا الْكِتَابَ - وَهُوَ الْقُرْآنُ - لَا شَكَّ أَنَّهُ نَزَلَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {الم * تَنزيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} السَّجْدَة: 1، 2 . وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَذَا خَبَرٌ وَمَعْنَاهُ النَّهْيُ، أَيْ: لَا تَرْتَابُوا فِيهِ .

    وَمِنَ الْقُرَّاءِ مَنْ يَقِفُ عَلَى قَوْلِهِ: {لَا رَيْبَ} وَيَبْتَدِئُ بِقَوْلِهِ: {فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} وَالْوَقْفُ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا رَيْبَ فِيهِ} أَوْلَى لِلْآيَةِ الَّتِي ذَكَرْنَا، وَلِأَنَّهُ يَصِيرُ قَوْلُهُ: {هُدًى} صِفَةً لِلْقُرْآنِ، وَذَلِكَ أَبْلَغُ مِنْ كَوْنِ: {فِيهِ هُدًى} .

    وَ {هُدًى} يَحْتَمِلُ مِنْ حَيْثُ الْعَرَبِيَّةُ أَنْ يَكُونَ مَرْفُوعًا على النعت، ومنصوبًا على الحال.

        والْهِدَايَةُ هنا - وهي بمعنى التوفيق - خاصةٌ بالمتَّقين . كَمَا قَالَ تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ} يونس: 44. والقرآنُ فِي نَفْسِهِ هُدًى، وَلَكِنْ لَا يَنَالُهُ إِلَّا الْأَبْرَارُ، كَمَا قَالَ تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} يُونُس: 57.

    وأما الهداية بمعنى الدلالة وإقامة الحُجَّة فهي شاملةٌ قائمةٌ على كلِّ الناس، وقد أرسل الله بها الأنبياء ،وكلَّف بها الدعاة والعلماء ، قال تعالى: (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) الأعراف .

    ولكن حصول الهداية بمعنى التوفيق لا يكون إلَّا من الله ، مكافأةً منه لمن حرَص عليها وعلِم الله صِدْقه في طلَبِها وأنه لذلك يسْتَحِقُّها ، قال تعالى :( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) القصص .   

    وَروَى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {لِلْمُتَّقِينَ} أَيْ: الَّذِينَ يَحْذَرُونَ مِنَ اللَّهِ عُقُوبَتَهُ فِي تَرْكِ مَا يَعْرِفُونَ مِنَ الْهُدَى، وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ فِي التَّصْدِيقِ بِمَا جَاءَ بِهِ..

    وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ: اتَّقَوْا مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وَأَدَّوْا مَا افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ..

    وَقَالَ قَتَادَةُ {لِلْمُتَّقِينَ} هُمُ الَّذِينَ نَعَتَهُمُ اللَّهُ بِقَوْلِهِ: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ} الْآيَةَ وَالَّتِي بَعْدَهَا ، الْبَقَرَة: 3، 4 ، وَاخْتَارَ ابْنُ جَرِيرٍ: أَنَّ الْآيَةَ تَعُمّ ذَلِكَ كُلَّهُ، وَهُوَ كَمَا قَالَ.

    وَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، عن عَطِيَّةَ السَّعْدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ أَنْ يَكُونَ مِنَ المتَّقين حَتَّى يَدَعَ مَا لَا بَأْسَ بِهِ حَذَرًا مِمَّا بِهِ بَأْسٌ  . ثم قال الترمذي: حسن غريب  .

    وَأَصْلُ التَّقْوَى: التَّوَقِّي مِمَّا يَكْرَهُ لِأَنَّ أَصْلَهَا وَقْوَى مِنَ الْوِقَايَةِ.

    وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ عُمَرَ سَأَلَ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنِ التَّقْوَى، فَقَالَ لَهُ: أَمَا سَلَكْتَ طَرِيقًا ذَا شَوْكٍ؟ قَالَ: بَلَى قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ؟ قَالَ: شَمَّرْتُ وَاجْتَهَدْتُ، قَالَ: فَذَلِكَ التَّقْوَى. وَقَدْ أَخَذَ هَذَا الْمَعْنَى ابْنُ الْمُعْتَزِّ فَقَالَ:

خَلِّ الذُّنُوبَ صَغِيرَهَا ... وَكَبِيرَهَا ذَاكَ التُّقَى ...

وَاصْنَعْ كَمَاشٍ فَوْقَ أَرْ ... ضِ الشَّوْكِ يَحْذَرُ مَا يَرَى ...

لَا تَحْقِرَنَّ صَغِيرَةً ... إِنَّ الْجِبَالَ مِنَ الْحَصَى ...

  
     

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©