حقوق الزوج على الزوجة

 مقابلة مع قناة دليل الفضائية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

      

المقدم: تأزم العلاقة بين كثير من الأزواج والسبب واضح .أن كل من الزوجين يجهل حقوق الآخر .ما هي حقوق الزوج على الزوجة؟ ولماذا اعتنى الإسلام بحقوق الزوج ؟حتى أنا لا أدري .ومن أجل أن ندري فإننا نستضيف فضيلة الشيخ "محمد الصادق" مساعد رئيس جامعة الإيمان لشؤون التزكية..فضيلة الشيخ أهلا و سهلا بك..
الضيف:  حياكم الله.
المقدم:  فضيلة الشيخ نتحدث اليوم عن حقوق الزوج على الزوجة .المتتبع لنصوص الشريعة يجد أن الشريعة اهتمت بالتحريض على أن الزوجة تطيع زوجها..ما مدى أهمية طاعة الزوج في الشريعة الإسلامية؟
الضيف:  الشريعة الإسلامية اهتمت بحقوق الزوجين معا و ركزت على حقوق الزوجة من جهة الزوج و كذلك على حقوق الزوج نحو الزوجة .و التركيز الذي يظن الناس أنه زائد بالنسبة لحقوق الزوج على الزوجة إنما هو لأن الزوج هو صاحب المسؤولية الأولى في الأسرة وإلا فإن الإسلام عنده توازن .فكما اهتم بحقوق الزوج اهتم كذلك بحقوق الزوجة
المقدم:  لأن المرأة أيضا لها مسؤولية ؟
الضيف: نعم المرأة أيضا لها مسؤولية ولكن مسؤوليتها أقل من مسؤولية الرجل .فالرجل تشمل مسؤوليته الإشراف على مسؤوليتها أيضا .
المقدم:  أليس هذا تحيزا في الشريعة الإسلامية إلى الزوج؟
الضيف:  ليس تحيزا وإنما هو مراعاة لطبيعة الأسرة و لظروفها و معلوم أن كل مؤسسة لابد أن يكون لها مسؤولا .فعندما تعطي الصلاحيات لمسؤول المؤسسة ليس هذا تحيزا لهذا المسؤول.
المقدم:  ما مدى أهمية طاعة الزوجة لزوجها ؟
الضيف:  الطاعة .أي طاعة الزوجة للزوج مهمة جدا تماما كأهمية طاعة العاملين في المؤسسة لمسؤول المؤسسة .وهذه الأسرة هي عبارة عن مؤسسة.بل هي أهم المؤسسات لأنها اللبنة الأولى في المجتمع .
المقدم: دعنا نتناول الموضوع عن كثب فضيلة الشيخ.لو استعرضنا حديث النبي (صلى الله عليه  وسلم) يقول عليه الصلاة والسلام "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها" .ما هو البعد الذي يضيفه هذا الحديث إلي أنا و أنت و المشاهدين؟
الضيف: السجود كما هو معلوم هو نوع من العبادة و العبادة لا تجوز إلا لله تبارك و تعالى . والرسول (صلى الله عليه و سلم) يريد أن يبين أهمية طاعة الزوجة لزوجها وأن هذه القضية نوع من العبادة وأنه لو جاز أن يصل الأمر إلى حد أن تسجد المرأة لزوجها .لو جاز ذلك لكان الرسول أمر به حتى يبين قدسية هذه الطاعة وأهميتها حتى تكون الأسرة منضبطة الانضباط المطلوب.
المقدم: لماذا لا يقول النبي (صلى الله عليه و سلم)"لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوج أن يسجد لزوجته"؟
الضيف:  كما قلنا لك بأن الزوج هو في مرتبة القوامة وهو الذي يسير هذه الأسرة وهو الذي يشرف على أفرادها ويشرف كذلك على زوجته التي هى مسؤولة مسؤولية تالية في داخل الأسرة.فحتى يتم هذا الانضباط فإنه لابد أن يحترم المسؤول الأول وهذا الاحترام يصل لمرتبة رفيعة لكنه طبعا لا يصل لدرجة السجود.لأن الرسول لم يأمر بالسجود وإنما قال "لو كنت" فرضا.
المقدم:  لكن فضيلة الشيخ الأزواج لا يستوون هناك أزواج يستحقون هذا الحديث من نبي الله (صلى الله عليه و سلم) وهناك بعض الأزواج منحرفين يعاملون زوجاتهم بفظاظة  بغلظة.هل يستحقون جملة هذا الحديث؟ هل الحديث عام؟
الضيف:  التشريع يتكلم بشكل عام و الأصل أننا نحسن الظن في الأسرة وفي أفرادها و في القائم عليها.هذا هو الأصل وهذه الحالات التى تذكرها هي حالات استثنائية و الحالات الاستثنائية شرع لها الإسلام طرقا للعلاج .لكن هذا الحديث يتكلم بشكل عام تماما كما يقال في هذا الزمان أن القوانين تتكلم على الأمور العامة و الاستثناءات لها كذلك مخارجها.
المقدم:  إذا اعتبرنا هذا استثناءا فضيلة الشيخ .إذا كان الزوج لا يحترم زوجته هل يستحق منها الطاعة ؟
الضيف:  الطاعة في الإسلام هي لعدة جهات .هنالك طاعة الزوجة للزوج و طاعة الأولاد للأبوين  وطاعة المأمور للأمير.
المقدم:  دعنا نأخذ الأولى .طاعة الزوجة للزوج.
الضيف:  هذه الطاعات بشكل عام محكومة عندنا في الإسلام بأن تكون في إطار المعروف بمعنى أنه إذا أمر واحد من هؤلاء بشيء غير معروف في الشرع بشيء منكر فإنه لا يطاع.فالطاعة إنما تكون بالمعروف.
المقدم:  المعروف.ما هو بعد المعروف؟
الضيف:  المعروف هو ما عرفه الشرع فكل ما عرفه الشرع أو عرفه الشرع فإنه لو كان أمرا يطاع في حدوده.
المقدم:  فضيلة الشيخ .ذكرت أن هناك حقوقا مشتركة بين الزوجين .ولكل واحد منهما حق على الآخر .دعنا نتحدث في إطار حقوق الزوج على الزوجة .ما هي حقوق الزوج على الزوجة ؟
الضيف:  حقوق الزوج على الزوجة أولا أن تطيعه الطاعة باعتبار أن الزوج هو رئيس الأسرة .كما قلنا كل مؤسسة أو شركة أو وزارة أو معسكر لابد أن يكون له رئيس أو مسؤول .فهذه الأسرة رئيسها و مسؤولها هو الزوج.فأول حق على الزوجة أن تطيع هذا الزوج.
المقدم:  عند هذه النقطة فضيلة الشيخ .الطاعة مطلقة ؟ في أي شيء تطيعه؟
الضيف:  كما قلنا الطاعة بالمعروف.الرسول (صلى الله عليه و سلم) يقول "إنما الطاعة في المعروف" فإذا أمر بمعصية هو أو من له أمر فإنه لا يطاع .ويبقى حقه فقط في حدود المعروف.
المقدم:  نعم .لكن هناك أمور تلتبس هل هي من المعروف أو لا .مثلا إذا أرادت الزوجة أن تصوم النافلة و لم يأذن لها زوجها .هل هذا من المعروف؟
الضيف:  هذه من ضمن الأمور التي يجب على الزوجة أن تطيع زوجها فيها لأن النافلة أمرها أخف .فطاعتها لزوجها طاعة لله تبارك و تعالى .وصيامها النافلة هو طاعة أيضا .لكن الشريعة جعلت طاعتها لزوجها في هذه الناحية مقدمة.
المقدم:  هل هي مقدمة على طاعة الله؟
الضيف:  لأن طاعتها لزوجها هي من طاعتها لله أيضا .فالله تبارك و تعالى جعل للزوج حق على زوجته لأنه قد يحتاجها فمن أجل أن يتيسر له أن يصل إليها فقد جعل الإسلام الحق للزوج أنه في هذا الباب ولذلك لا تصوم إلا بإذنه.
المقدم:  لو أذن لها فضيلة الشيخ و لكن في وسط النهار أمرها أن تفطر؟
الضيف:  له أن يتراجع عن إذنه وهي مأجورة على كل حال. فيكتب لها أجر النية في الصوم ويكتب لها أجر الطاعة.
المقدم:  من حقوق الزوج على زوجته الطاعة .هناك شيء آخر؟
الضيف:  هو طبعا الطاعة و الطاعة لها تفريعات كثيرة .كما ذكرت أنت قبل قليل أنها لا تصوم وزوجها حاضر إلا بإذنه .طبعا لو كان غير موجود فالأمر إليها .كذلك لا تأذن لأحد في بيته .هذا من طاعته .لا تأذن لأحد إلا بإذنه .
المقدم:  لو لم يأذن لها في أن تدخل أبويها إلى بيتها .هل لها أن تستجيب له؟ أم طاعة الأبوين هنا أولى؟
الضيف:  في هذه الحالة الأصل أن أبويها لا يدخلان البيت إلا بإذن و طبعا هنا هي تستأذن زوجها في هذا الحال أو تعلم منه بالجملة من الذين يأذن لهم .فإذا كان بينه و بينهم نوع من عداوة فرضاً أو لم يكونا مسلمين أو شيئا من هذا فإذا كان هنالك ما يبرر فله حق الاعتراض.
المقدم:  شيء في نفسه. لم يأذن لها أن تدخل أبويها .المرأة هنا حائرة بين طاعة زوجها و طاعة أبويها أيهما تقدم؟
الضيف:  طاعة الزوج هي مقدمة لأن الرسول (عليه الصلاة والسلام) يقول كما ذكرت في الحديث " لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة  أن تسجد لزوجها" .ولكن طبعا لا ينبغي للزوج أن يتعثر. في بعض الأحيان قد تضطر لإدخال أبويها مثلاً في ظروف استثنائية .يعني كحالة مرض أو نحو ذلك.فلكل حالة حكمها لكن في الجملة الأصل أن طاعة الزوج مقدمة.
المقدم:  حتى لو كانت طاعة الزوج في هذا الباب يسبب شقاق بينها و بين أبويها؟
الضيف: هو طبعا لا ينبغي أن أبويها يصلان معها إلى حد الشقاق .بل عليهما أن يقدرا ظروفها لأنها زوجة. كما أنها ابنة لهم  فهي أيضا زوجة لرجل يجب عليها أن تطيعه وحقه عظيم.
المقدم:  هذا في إطار ألا تأذن أن يدخل بيته أحدا إلا بإذنه أي إلا من أذن له.هل من حقوق أخرى؟
الضيف:  يعني كذلك لا تخرج إلا بإذنه .لا تخرج من البيت إلا بإذنه إذا  كانت لها حاجات تستأذن في الخروج.
المقدم:  إذا كان زوجها مسافرا  و أبلغت أن أبوها مريض مثلا؟
الضيف:  هنالك من العلماء من يرى أنها إذا علمت أنه يأذن في مثل هذه الحال فلتخرج.أو قد يكون هنالك أوقات محددة لها لكي تزور أهلها.طبعا ليس معنى أنها تزوجت أنها تنسى حقوق أقاربها , وحقوق أبويها , وصلة أرحامها.لها حق في ذلك ولابد أن يحدد لها زوجها وتتفق معه في الأوقات التي تزور فيها أهلها وكذلك إذا كانت هنالك حالات طارئة كالمرض .والأحناف يرون أنه إذا مرض أبواها واحتاجت لزيارتهما أو احتاجا إليها فإنها يمكن أن تذهب إليهما وإن لم يأذن زوجها.
المقدم:  بدون إذنه؟
الضيف:  ولو لم يعلم.
المقدم:  حتى لو مانع؟
الضيف:  هو طبعا في هذه الحالة ستكون ممانعته نوع من التعسف وهذه الحقوق طبعاً لها حدود بحيث لا تطغى على حقوق الآخرين.
المقدم:  نعم.إذا كانت المرأة غاضبة في بيت أبيها وأرادت أن تخرج.تستأذن ممن؟هل من زوجها أم من أبيها؟
الضيف:  غاضبة ممن؟
المقدم:  غاضبة من زوجها وهي في بيت أبيها ليست مطلقة و إنما غاضبة.
الضيف:  ذهبت إلى بيت من؟
المقدم:  ذهبت إلى بيت أبيها غاضبة .هناك مشاكل بينها و بين زوجها ذهبت إلى بيت أبيها. وفي مكوثها في بيت أبيها في هذه الفترة أرادت أن تخرج مثلا .تستأذن ممن؟
الضيف:  إذا وصل الأمر إلى حد أنها اضطرت للخروج من البيت نتيجة لأنه حصل عليها اعتداءات  لا تطاق فذهبت إلى بيت أبيها .ففي هذه الحالة ستصبح تحت ولاية أبيها مادامت في بيته فتستأذن أباها في الأمور اليومية لأنه يصعب عليها أن تتصل بزوجها .أما في الأمور الكبيرة  والأساسية فولايته لها قائمة .
المقدم:  إذا هذا من حقوق الزوج على الزوجة ألا تخرج إلا بإذنه.
الضيف:  هي تظل مرتبطة بزوجها و لكن قد تحتاج في الأمور اليومية التي يصعب فيها أن تتصل بزوجها وأن تجده.فتستأذن في هذه الحالة من أبيها.
المقدم:  حقوق أخرى فضيلة الشيخ ؟ ذكرت من الحقوق ألا تخرج إلا بإذنه و ذكرت من الحقوق أن تطيعه .حقوق أخرى للزوج على زوجته؟
الضيف:  إذا طلبها نفسها فعليها أن تستجيب.
المقدم:  حتى لو كانت مريضة؟
الضيف:  لا ضرر ولا ضرار.
المقدم:  أرادها وهي مريضة؟
الضيف:  إذا كان مرضها سيستفحل و سيزداد فلها أن تمتنع لأنه لا ضرر ولا ضرار.
المقدم:  وفي هذه الحالة تعصي زوجها؟
الضيف: لا تسمى هذه  معصية لأنها لها أيضا حق أن تحرص على ألا تضر نفسها .
المقدم:  لكن لو قالت له لا و رفضت و امتنعت .أليست هذه معصية؟
الضيف:  لا تعد معصية مادام أن لها مبررا شرعيا .لأن القاعدة الشرعية وهو حديث وصار قاعدة شرعية (لا ضرر ولا ضرار) .
المقدم:  إذا كان امتناع الزوجة بدون مبرر؟
الضيف: إذا كان بدون مبرر فهي آثمة فالرسول (عليه الصلاة والسلام) يقول في الحديث صحيح أن الملائكة تلعنها حتى تصبح.
المقدم:  تلعن من ؟
الضيف:  تلعن الزوجة.
المقدم:  إذا امتنعت من زوجها؟
الضيف:  نعم.إذا دعاها فامتنعت.
المقدم:  إذا امتنعت بدون مبرر؟
الضيف:  نعم إذا امتنعت بدون مبرر شرعي .
المقدم:  حقوق أخرى فضيلة الشيخ؟
الضيف:  حقوق حسن المعاملة مع زوجها .أن تحسن التعامل معه.ألا تنكر معروفه لأنه ورد في الحديث أن من أكثر النساء دخولا في النار أنهن النساء اللواتي يكفرن بالعشير .وكفران العشير معناه أن المرأة تنكر جميل زوجها فهو يحسن إليها ثم تنسى هذا الإحسان في ساعة غضب .فمن حق الزوج على الزوجة أن تعامله بالحسنى و ألا تنكر معروفه و أن تتكلم معه بكلام طيب وألا ترد عليه ردا قاسيا حتى لو كانت في حالة نفسية غير مواتية فعليها أن تتصبر وأن تحسن إلى زوجها.
المقدم:  ذكرت أن تتصبر و تحسن إلى زوجها .هذا ليدعونا إلى النقطة التي ذكرناها.إذا كانت مريضة مثلا و دعاها إلى نفسها.أليس لها أن تتصبر أيضا؟ تطيع زوجها ؟
الضيف:  لكن إذا كان هذا سيلحق بها ضررا بحيث يطول المرض .فهذا فيه ضرر عليها و على زوجها أيضا في النهاية .فامتناعها هذا خير لها ثم خير إلى زوجها لأنها ستشفى بصورة أسرع.
المقدم:  فضيلة الشيخ.أليس من حقوق الزوج على امرأته أن تخدمه؟
الضيف:  نعم.هذا هو الصحيح و إن كان بعض الفقهاء يرى أن ذلك ليس واجبا .لكن الصحيح أن هذا واجب لأنه ورد في أحاديث عدة عن السلف عن الصحابة رضوان الله عليهم  أن نساءهم كن يقمن بالخدمة..فهذه فاطمة رضي الله عنها وهي بنت الرسول(صلى الله عليه و سلم) كانت تطحن بالرحى و جاءت إلى النبي (صلى الله عليه و سلم) كما في الحديث تسأله أن يعطيها خادما .فالرسول (عليه الصلاة والسلام) بدلا من أن يعطيها خادما علمها أذكارا تقولها قبل النوم.فالخدمة واردة .كذلك أسماء بنت أبي بكر التي كانت زوجة للزبير .تذكر أنها كانت تذهب و تأتي بالنوى من مسافة لفرس الزبير . وهكذا والرسول (عليه الصلاة والسلام) كان يأتي إلى بيته يقول "هل عندكم من شيء" .أي أنه يريد الطعام .فهو متعارف عن النبي و الصحابة أن النساء يقمن بإعداد الطعام و الخدمة بالبيت.
المقدم:  لكن فضيلة الشيخ إذا كانت الخدمة واجبة على الزوجة لزوجها .الذين يأتون بخادمات أليس فيه إهدارا للحقوق؟ هذا الحق للزوج عندما ينقل هذا الحق إلى غير الزوجة كالخادمة مثلا أليس في هذا إجحافا بالمرأة؟ و تضييعا لهذه الحقوق؟
الضيف:  ليس الأمر كذلك وإنما الخادمة إذا أتت فهي في الحقيقة لن تقوم بكل شيء .ستقوم ببعض الأعمال في البيت .وهذا فيه نوع من المساعدة للزوجة وكما ذكرت والطعام يمكن أن تعده الخادمة  والزوجة هي التي تقدمه وتأكل معه .
المقدم:  لكن الحاصل فضيلة الشيخ أن الخادمة هي التي تقدم الطعام و هي التي تجهز الملابس  وربما هي التي تقوم بتربية الأبناء أيضا.
الضيف:  في الحقيقة لا ينبغي أن تتجاوز الخادمات في البيوت حدودهن .و الخادمة في النهاية ستكون امرأة أجنبية فلابد أيضا من الضوابط الشرعية .لابد أن تحتجب عن آل البيت الذين هم أجانب عنها.الرجال هم أجانب ومن ضمنهم الزوج .ولا يتمادى الأمر إلى حد أن تختلط بهذا الرجل و كأنها زوجة.
المقدم: أنت تلوم الخادمة فاللوم يمكن يفترض أن يوجه إلى الزوجة التي سمحت بالفرصة هذه.
الضيف:  طبعاً  اللوم أولا يوجه للذي أتى بها وهو الرجل, رب الأسرة.
المقدم:  ربما يكون هذا من إصرار الزوجة .
الضيف:  هناك ضوابط و الزوجة أيضا عليها في هذا الباب مسؤولية كبيرة وهى أنها لا تترك الخادمة تتمادى .وإنما تصنع لها حدودا ولابد من الضوابط الشرعية .لابد من الحجاب إذا ظهرت أمام الرجال في البيت.لابد من الحرص على عدم الخلوة. لابد من غض البصر. هذه ضوابط لابد منها.
المقدم:  نعم.إذا أرادت أو طلبت الزوجة خادمة أليس من حق الزوج أن يرفض ؟ فهو يريد زوجته أن تخدمه وأن تقدم له الطعام أليس من حقه أن يرفض؟
الضيف:  إذا كان الزوج صاحب قدرة مالية وكان العرف أن مثله يأتي بخادمة لمساعدة الزوجة فلا بأس بذلك. لا بأس أن يأتي بالخادمة و لكن كما قلت لك في حدود الضوابط.
المقدم:  لو كان قادرا على الإتيان بخادمة أو اثنتين أو ثلاثة ولكنه يريد زوجته؟
الضيف: لا بأس إذا كانت الأعمال خفيفة أما إذا كانت الأعمال فيها مشقة على الزوجة وكان العرف في البيئة أنه يؤتى بالخادمة فالعرف له حكمه فيما لا يخالف الشرع .
المقدم:  أنت تتكلم عن المشقة .هل المشقة في حكم الزوجة و ليست في حكم الخادمة؟ أليس العمل واحدا؟ العمل الذي تقوم به الخادمة هو العمل الذي كانت ستقوم به الزوجة فلماذا أعذرنا الزوجة في أنه مشقة و لم نعذر الخادمة في أنه مشقة؟
الضيف:  الناس تختلف والله تبارك و تعالى  سخر الناس بعضهم لبعض فقد تأتي امرأة أرملة تحتاج إلى أن تعول أولادها و تضطر إلى أن تعمل فتكون نفسيتها مهيأة للعمل و تشتغل و تعتبر هذا العمل نعمة ولا تعتبره مشقة لأنها تحصل به قوت نفسها و قوت أولادها فنفسيتها مهيأة للعمل .أما الزوجة فقد تكون في بعض الأحيان لم تعتد الأعمال الكثيرة وقد تكون مريضة .والله تبارك  وتعالى إذا ابتلى إنسانا بشيء يعفيه من الابتلاء في مجال آخر .فهذه الخادمة ربما تكون صحتها جيدة فتشتغل الأعمال الكبيرة ولا تشعر بمشقة .و الزوجة قد يبتليها الله ببعض الأمراض فتشعر بالمشقة.
المقدم:  أنت تتكلم عن المشقة فضيلة الشيخ .لكن الزوج أيضا عليه مشقة و ربما أكبر من الزوجة .أليس هذا داعيا للزوجة أن تقدر زوجها .هو يقوم بمشقة و هي أيضاً  تقوم بمشقة ويكون هناك تقدير من الطرفين.
الضيف:  مشقة في ماذا ؟في داخل البيت؟
المقدم:  في خارج البيت مشقة أعظم فضيلة الشيخ.
الضيف:  هو لاشك أن الزوج مسؤوليته في الخارج و يقوم بالأعباء و المسؤوليات .و يشتغل بقدر ما يستطيع ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .لكن الزوجة هي من رعية الزوج و ينبغي له أن يراعيها .فإذا احتاجت إلى خادمة يأتي بها .هو في الخارج مرؤوس لمسؤول فوقه و يطلب من مسؤوله أن يراعيه .لأن دين الإسلام هو دين التراحم (كلكم راع ومسؤول عن رعيته) .ففوقه مسؤول عليه أن يراعيه أيضا.
المقدم:  عموما فضيلة الشيخ .يعنى كم من خادمة تحولت إلى زوجة و كم من زوجة تحولت إلى خادمة .أليس هذا يعطينا فرصة من هذا المنبر أن توجه توجيها للزوجة ألا تتيح للخادمة فرصة أن تتعامل مع زوجها؟
الضيف:  نعم كلامك صحيح وهو أمر هام بعض النساء تتساهل في أمر الخادمة فتتركها تلبس ما تشاء وتتبرج و تختلط بزوجها وبأولادها الكبار ثم في النهاية تجني المرارة فعلا.قد تنشأ علاقات غير سوية ويحدث دمار للأسرة فيما بعد.وقد تكون الزوجة ضحية فلذلك فعلا كما ذكرت ينبغي لأفراد الأسرة جميعا أن يحرصوا على بقاء هذه الأسرة متماسكة . ومن ضمن ما يبقيها متماسكة عدم السماح بوقوع شيء من المنكر في داخل البيت .فتبرج الخادمة واختلاطها بالرجال من داخل البيت هذا من المنكر فلا يجوز.ولا يجوز السكوت على هذا المنكر (ومن رأى منكم منكرا فليغيره) .وطبعاً المرأة  هي راعية في داخل البيت الزوجة هي راعية وعليها أن تنتبه لرعيتها في داخل البيت.
المقدم:  فضيلة الشيخ.يقول النبي (صلى الله عليه و سلم) "خير النساء التي إذا نظرت إليها سرتك" .نظرت إليها ماذا؟ إلى جسمها؟ إلى جمالها؟ إلى ملابسها؟ أم إلى سلوكها و أخلاقها؟ إلى ماذا؟
الضيف:  يبدو أن العبارة تشمل هذا كله .فينبغي للزوجة أن تكون صاحبة دين و الرسول (صلى الله عليه و سلم) حث على الزواج من ذات الدين  .ويجب أن تكون صاحبة خلق وصاحبة التزام  وأيضا عليها أن تحسن نظافة جسمها و تحسن ملابسها و أن تكون بالشكل الذي يرضى الزوج .طبعا هي من مخالطتها له ستعرف نفسيته وما الذي يرضيه وما الذي يحبه.فعليها أن تكون في الوضع الذي يسره من جميع الجوانب.
المقدم:  لكن يا فضيلة الشيخ .حصل إفراط و تفريط  في هذا الأمر؟ .فبعض الزوجات يعتنين بمظهرهن و يهملن جانب الأخلاق و السلوك.وبعض الزوجات على النقيض من ذلك , وبعض الزوجات الملتزمات المتدينات تعتني عناية بالغة بسلوكها و أخلاقها لكن تهمل التجمل و التزين.بين الإفراط و التفريط ماذا تقول؟
الضيف:  والله كلا الأمرين يعتبر تصرفا خاطئا ولابد من الاهتمام بالناحية المظهرية والناحية الجوهرية لابد من الاهتمام بالأمرين معاً  ولا ينبغي للإنسان أن يهتم بجانب على حساب جانب آخر.
المقدم:  فضيلة الشيخ.في زمن الفتن أليس هناك تنبيه للمرأة أن تتجمل لزوجها حتى لا تخطفه المناظر الأخرى؟
الضيف:  بلى.بلى  يتضاعف عليها الواجب في هذا الباب أمام الفتن الكثيرة التي قد تصادف الرجل في الشارع أو في محل العمل أو في بعض الأحيان في القنوات أو في مواقع الإنترنت .وإن كنت أنا لا أبرر للرجال أن ينظروا إلى القنوات و أن ينظروا إلى النساء في الشوارع  .بل عليهم أن يلتزموا بضوابط الشرع , أن يغضوا من أبصارهم , و أن يمتنعوا عن الاختلاط بالنساء الأجنبيات وأن يكتفوا في بيوتهم بالقنوات الإسلامية المنضبطة. وإذا فتحوا مواقع الإنترنت فليكتفوا بالمواقع الإسلامية التي تبتعد عن الإثارة وعن الانحراف.
المقدم:  ربما يا فضيلة الشيخ ليس للرجل في زمن الفتن سيطرة على عينيه فهو يرى الفتن في كل مكان ليس فقط في التلفاز .لكن في الشارع .لكن أحيانا تدخل مكان اتصالات أو دكان أي مكان فترى الفتن أمامك.
الضيف:  ما ذكرته صحيح .فنظر الفجأة وإن كان مفترض أنه يحدث نادرا لكنه في هذا الزمان أصبح يتكرر .فسينظر نظرة سيئة هنا و نظرة سيئة هنا ونظرة سيئة هنا فيتجمع من عدد مرات الفجأة فتنة في نهاية المطاف بأن يأتي الرجل في نهاية اليوم وقد حصل مرات عديدة من نظرات الفجأة فقد يسبب له هذا فتنة .ولذلك كما ذكرنا يتضاعف واجب الزوجة في أنها تغطي حاجة زوجها في هذا الباب.
المقدم: فضيلة الشيخ.سمعنا عن كثير من الأزواج الذين ينظرون إلى التلفاز و إلى الفتيات و إلى النساء فبالتالي يكرهوا زوجاتهم.
الضيف:  صحيح لأن الشيطان يزين الحرام .مع الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر أنه  إذا رأى الإنسان امرأة أجنبية فجأة  مثلاً فأعجب بها فعليه أن يأتي إلى  زوجته.لأنه لا يوجد فرق بين زوجته وبين تلك المرأة ، لكن الشيطان يحاول أن يزين له أن هذه المرأة شيء آخر وهي ليست شيء آخر وإنما هي فكرة الشيطان فعلى الإنسان أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم و أن يجاهد نفسه في هذا الزمان , زمان الفتن .
المقدم:  إذا نقول للنساء  تجملوا تجملوا تجملوا.أليس كذلك؟
الضيف:  نعم و هي مأجورة على هذا.
المقدم:  ليس الأمر زينة فقط .هو أجر أيضا.
الضيف:  هي مأجورة عند الله تبارك و تعالى لأنها تصير خير النساء تسر زوجها فهي بهذا تطيع الله تبارك و تعالى  وتؤجر على ذلك.
المقدم:  فضيلة الشيخ.ذكرت قضية المعاملة .معاملة الزوجة لزوجها.إذا كان الزوج فظا غليظا هل هذا يسقط حق المرأة في احترامه؟ أم لابد أن تعطيه الاحترام ؟
الضيف:  لابد أن تعطيه الاحترام.
المقدم:  حتى لو كان فظا؟
الضيف : ما استطاعت : نعم لأن العلاقة بين الزوج والزوجة علاقة مستمرة ليست علاقة آنية وإذا كان الإسلام يأمرنا بالإحسان إلى الآخرين حتى لو كانت علاقتنا معهم عرضية يقول الله سبحانه وتعالى (ولاتستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم). هذا في علاقتك مع أي إنسان ولوكانت علاقة عرضية فكيف إذا كانت علاقتك مع شخص علاقة دائمة؟  ينبغي أن تحرص على الإحسان إليه حتى لو أساء إليك لأنه مع مرور الأيام سوف يعرف لك هذا الفضل.وإذا لم يعرف هو فسوف يلومه الآخرون ويجبرونه على أن يعرف لك هذا الفضل .وإذا افترضنا أنه من النوع الذي لا يعرف الفضل فسيجعل الله تعالى لك مخرجا ففي هذه الحالة سيجعل لهذه الزوجة مخرجا لأن الصبر دائما عاقبته خير.لا يأتي الصبر إلا بالخير .
المقدم: فضيلة الشيخ.زوج بسيط و دعني أقول فقير تزوج امرأة من بيت العز و الترف وظروفه قاسية خصوصا في الأوضاع التي نعيش فيها هذه الأيام .فضيلة الشيخ المرأة لا تجد ما كانت تجده في بيت أبيها .أليس من حقها أن تقدر زوجها و تحترمه حتى لو كان فقيرا؟
الضيف:  نعم.بل ينبغي لها مادام أنها رضيت به زوجا أنها تصبر و تتحمل و تتكيف مع ظروفه  وتساعده إن استطاعت وسوف يجعل الله لهذه الأسرة التي فيها مثل هذه المرأة سوف يجعل لها مخرجا .وربما يوسع الله عليها لأن الزواج من ضمن أسباب توسعة الرزق .حتى أن الأصل هو أن الناس ينبغي للشخص إذا أراد أن يتزوج فعليه أن يتزوج امرأة ظروفها مثل ظروفه .حتى أن العلماء يتكلمون على الكفاءة في هذا الباب لا ينبغي على الإنسان ألا يختار امرأة ظروفها أعلى منه .لا ينبغي لكن لو حصل مثل هذا.... بعض النساء تضحي وتقبل وقد حصل هذا
المقدم:   بعض النساء تسخط ولا ترضى أليس كذلك؟
الضيف:  على كل حال ليست ملزمة بأن ترضى بالشخص لأن هذا قبل الزواج .فهي لا تلزم بأن تتزوج من شخص غير راضية به.
المقدم:  إذا رضيت به فضيلة الشيخ زوجا وضاقت من العيش معه فأخذت تسخر منه و تقول أنت لست رجلا ولا تحسن أن تنفق على أهلك ...؟
الضيف:  لا يجوز لها ذلك مادامت أنها رضيت به من البداية وعرفت ظروفه فعليها أن تتحمل نتيجة اختيارها هي التي اختارته زوجا .وفي هذه الحالة إذا تصرفت مثل هذا التصرف فستكون ملومة عند الله وعند الناس .
المقدم:  من أجل عظة النساء فضيلة الشيخ .إذا فعلت , إذا  سخرت منه .ما الحكم؟
الضيف:  (يأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم ) .هذا لو سخر ناس من آخرون .فما بالك بالمرأة التي تسخر من زوجها وهي مأمورة بطاعته والتي لو كان الرسول آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرها أن تسجد لزوجها .
المقدم:  ربما لو سئلت في هذا فضيلة الشيخ تقول أنا أقول هذا ليس سخرية منه ولكنه تشجيع , أنا أشجعه .هذه طريقة مثلى في التشجيع؟
الضيف:  تسمية الشيء بغير اسمه لا ينفع .فالسخرية إذا كانت ظاهرة أنها سخرية فلا يشفع لها أن تسمي هذا تشجيع.التشجيع معروف و أساليبه معروفة .يعني أن تحثه على العمل , أن تساعده , أن تكلمه الكلام الطيب الذي يجعله يخرج منشرحا ليبحث عن عمل مناسب .هذا فرق بينه وبين الأساليب التي فيها تشكيك وفيها استهزاء وفيها سخرية .
المقدم:  فضيلة الشيخ.دعني أنتقل معك إلى نقطة خاصة .إذا كان الزوج ضعيفا جنسيا مثلا .هل للزوجة أن تنشر هذه الأسرار بين صاحباتها أو أمها أو أخواتها؟
الضيف:  لا يجوز لها ذلك .وقد ورد في الحديث أن الذي ينشر أسرار هذا الأمر سواء من الرجال أو النساء هو كمثل شيطان و شيطانة لقي أحدهما صاحبه في السكة ثم قضى كل منهما حاجته من الآخر .فهذا لا يجوز ولا ينبغي.إذا وجدت أنها متضررة كثيرا فيمكن أن تعالج الأمر في أضيق نطاق .تنصحه مثلا بالذهاب إلى طبيب أو أن يستخدم الأدوية المناسبة.وإذا اضطرت أن تكلم مثلا أباها لكي ينصحه .يكون الأمر في أضيق الحدود.
المقدم: فضيلة الشيخ.هذه و تلك التي تحدثنا عنها قبل قليل ألا يدخلون في قول النبي (صلى الله عليه و سلم)"اطلعت في النار فوجدت أكثر أهلها النساء " ثم قال :  يكفرن العشير:  .
الضيف:  نعم. وقد يحدث أن الزوج تكون علاقته بزوجته طيبة ثم يحدث له مرضا عارضا أو يتقدم في السن فيحدث له ما ذكرته من الضعف فمعنى هذا أنها أنكرت ماضيه.هذا لا ينبغي.ولا يصح من الوفاء أنها تصبر و تتحمل و تدله على الأساليب المناسبة في علاج ضعفه و سيعوضها الله تبارك  وتعالى خيراً في الدنيا و الآخرة.
المقدم:  "يكفرن العشير" فضيلة الشيخ ما معنى "يكفرن العشير" ؟
الضيف:  المقصود بالكفران أي كفران الجميل الذي قدمه الزوج لأن الزوج كما نعلم هو الذي يقيم البيت .هو الذي يعمل خارج البيت .هو الذي ينفق على البيت. هو الذي يتجشم الصعاب يشتغل طوال نهاره خارج البيت ومعظم نهاره يقوم بتوفير حاجة زوجته وحاجات الأولاد من طعام و كساء و تدريس  ونحو ذلك.عليه مسؤوليات كبيرة  فينبغي للزوجة أن تقدر هذه الجهود و أن تقدر هذه الأعمال  وأن تقابلها بالاعتراف و ألا تنكرها .بعض النساء في ساعة غضب تنسى هذا كله.هذا هو الكفران فهي تنكر .
المقدم:  هل هذا الكفران الذي تتحدث عنه  سبب لدخول النار من خلال هذا الحديث؟
الضيف:  نعم.. يبدو إنه إذا تكرر و صار كفران عند بعض النساء كفران و الإصرار على المعصية وفي بعض الأحيان يحولونها حتى لو كانت صغيرة يحولها  إلى كبيرة وربما كان الكفران في حد ذاته كبيرة  فكيف لو كان الإصرار عليه
المقدم:  فضيلة الشيخ .عندما نتحدث عن حقوق الزوج على الزوجة .هل نتحدث عن رجل و امرأة أم أن من حقوق الزوج على زوجته هي تربية أبنائه أيضا ؟
الضيف: أنت تتحدث عن حقوق الزوج؟
المقدم:  نحن نتحدث عن حقوق الزوج على زوجته .هل هي علاقة بين الرجل و المرأة ؟ الزوج  والزوجة ؟ أم أنه من حقوقه عليها أن تربي أبناؤه ؟
الضيف:  هو طبعا الأبناء هم أبناء لكليهما معا فيجب أن يحرصا على تربيتهم .هي تربيهم أثناء الصغر و تحرص على حاجاتهم , على طعامهم , على نظافتهم , على نظافة الأطفال ، على رعايتهم , على أوضاعهم في البيت عندما يكون الأب غائبا .حتى تكون أوضاعهم في أحسن حال .فهي راعية في البيت لاسيما عندما يكون الزوج غائبا .وهو يساعدها في مالا تستطيع هي عليه .في بعض الأحيان عندما يصير الأولاد كبارا لا يستطيع أن تربيهم التربية المناسبة الوافية الكافية إلا الأب فيتعاونا كل بالدور الذي يتقنه و بالدور الذي يلزمه.
المقدم:  المرأة التي كنا نتحدث عنها , الخارجة عن حدود سيطرة الزوج التي لا تطيعه.المرأة الناشز دعنا نقول فضيلة الشيخ كيف يتعامل معها الزوج؟ هل هناك خطوات شرعية مثلا للتعامل معها؟
الضيف:  نعم.القرآن ذكر هذه الخطوات .يقول الله سبحانه ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن) يعني أنه ينبغي الوعظ و التذكير و يذكرها بالله و اليوم الآخر و بحقوقه عليها .(واهجروهن في المضاجع). بأن يهجرها في المبيت لا ينام بجوارها.
المقدم:  الهجر في المبيت أم في التعامل و الكلام؟
الضيف:  في المبيت.قال ابن عباس "ولا يهجرها بالكلام" لأنه كما ورد في الحديث : ( لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث و أفضلهما من يبدأ بالسلام) .والقصد هو التأديب و ليس المقاطعة .يكفيها بالتأديب أقل عقوبة وهو أن يهجرها في المبيت.فإذا استمر النشوز فالله تبارك و تعالى يقول (واضربوهن) .معناه أنه لم ينفع معها الوعظ , لم ينفع معها الهجر فمعنى هذا أنها شرسة وهذه الشراسة تحتاج إلى نوع من التربية وهو الضرب.طبعا هو ضرب معقول ليس مبرحا .يقول (عليه الصلاة والسلام) "واضربوهن ضربا غير مبرح".
المقدم:  يعني الضرب له حدود معينة؟
الضيف:  طبعا فلا يجرح لها جلدا ولا يكسر لها عظما .يكون في حدود المعقول و طبعا ًبعض الناس قد يستنكر هذا الأمر وهذه العقوبة واردة.
المقدم:  فضيلة الشيخ .ذكرت أن من العقوبات أن يعظهن .نحن نريدك أن تعظ الزوجات فضيلة الشيخ ككلمة أخيرة .
الضيف:  أنا أقول قبل هذا أن بعض الناس قد يقول لماذا تضرب المرأة؟ أقول المسيء  يضرب. يعني الأب يضرب ابنه و هو من أحب الناس إليه.
المقدم:  يعني هو ضرب غير مبرح؟
الضيف:  نعم. قد يضرب الشخص إذا أساء  .فعندنا "الجلد" إذا شرب الإنسان الخمر فهي عقوبة ليست خاصة بالمرأة .هذه العقوبة أنه قد يضرب الإنسان ولده , قد يضرب ولي الأمر من شرب الخمر. يعني هي عقوبة ليست خاصة بالمرأة.
المقدم:  فضيلة الشيخ.هناك من تشاهدنا الآن ..موعظة لها ككلمة أخيرة؟.
الضيف:  أنصح النساء أن يتعاملن مع طبيعتهن في اللطف و أن يكون ديدنهن اللطف مع أزواجهن و الأخلاق الطيبة الكريمة و أن يحرصن على أن يسود جو الأسرة , جو التراحم.
المقدم:  جو التراحم ..إذا المرأة هي المسؤولة عنه فضيلة الشيخ؟
الضيف:  نعم.لأنها هي منبع اللطف داخل البيت.
المقدم:  منبع اللطف .....أختي الكريمة "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" كما قال المصطفى (صلى الله عليه و سلم) ..
في الأخير لا يسعنا إلا أن نشكركم على حسن الاستماع و الإنصات و السلام عليكم و رحمة الله  وبركاته.          

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©