مسألة في التلفظ بالدعاء:

1/1/2008م

السؤال:

هل يشترط في الدعاء أن يتلفظ به  وهل هذه المسألة متفق عليها أم مختلف فيها وما تفسير قوله تعالى : ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ) وقد جاء في صحيحي البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت:   نزلت هذه الآية : ( ولا تجهر بصلاتك ولاتخافت بها ) في الدعاء.

وما معنى ماورد في كتاب الأذكار من كلام سيدالأبرار للإمام النووي في فصل في الإخلاص :( اعلم أن الأذكار المشروعة في الصلاة وغيرها ، واجبة كانت أو مستحبة لايحسب شيء منها ولايعتد به حتى يتلفظ به بحيث يسمع نفسه إذا كان صحيح السمع لاعارض له ) .وكيف يتفق هذا مع ما ورد في نفس الفصل  (الذكر يكون بالقلب ، ويكون باللسان ، والأفضل منه ما كان بالقلب واللسان جميعاً ، فان اقتصر على أحدهما فالقلب افضل ).

والسؤال هو هل يشترط في الدعاء أن يتلفظ به خاصة وأنني أعاني من مشكلة وهي أن في نفسي وفي قلبي تجول أدعية بالسوء فمثلاً تجول في نفسي أدعية بالشر والسوء رغماً عني وتأتي على شكل وصيغ أدعية بالشر وأنا لا أريد أن أدعو بهذه الأدعية ولا أحبها ولكنها تجول في نفسي وبقلبي بشكل مستمر ولا أستطيع التخلص منها  ولكن مايخيفني أن تعتبر هذه أدعية وأن يتأذى منها أحد مع العلم أنها تأخذ صيغ وشكل الدعاء وهي في نفسي ولا أتلفظ بها فهل يجب أن أقلق منها  وأخاف أم كوني لا أتلفظ بها يجعلها لاتحتسب ولامضرة منها أجيبوني جواباً شافياً مفصلاً جزاكم الله عني خير الجزاء .   سائل.

  

الجواب:

الذي يجول في قلبك من خواطر السوء هي من وسواس الشيطان،وعليك أن تشغل نفسك بالذكر ماأمكنك لأنه مطردة للوسواس والله يقول:( ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا ) . وإذا كانت الخواطر في جانب الشر فإن الإنسان لايؤاخذ عليها مالم تتحول إلى عزيمة للحديث المتفق عليه ( إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم ) أما إذا تحول ذلك إلى عزيمة فإن الإنسان مؤاخذ على ذلك للحديث المتفق عليه ( فالقاتل والمقتول في النار...) وقال مبررا العقوبة على المقتول ( إنه كان حريصا على قتل صاحبه ) أي حريصا في نفسه ونيته .  و إذا تراجع عن هذه العزيمة تكتب له حسنة كما في الحديث الذي عند مسلم .    وأما في جانب الخير فإن الخواطر الطيبة ومنها ذكْر القلب يؤجر عليها الإنسان ، وفي الحديث القدْسي المتفق عليه (فإنْ ذكَرني في نفسه ذكرته في نفسي) . و كذلك في خواطر أعمال الخير ، و في الحديث المتفق عليه ( فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبت حسنة كاملة) .  وبهذا يظهر لك الجواب على سؤالك إن شاء الله وبالله التوفيق .

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©