حكم أخذ كفالة لطالب العلم :

29/2/2008م

السؤال:

أصحاب الفضيلة العلماء
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله عنا كل خير في الدنيا و الآخره :
أبلغ من العمر 26عاما ، غير متزوج ، حصلت علي مؤهل جامعي , وليس لي دخل ثابت ، أعمل يوماً بائعاً في محل ويوماً آخر عامل في مصنع ، وهكذا.
أعيش في قرية فقيرة الموارد المالية و العلمية (شريعة والعلوم الدنيوية) , فقيرة بالأمن علي من هم مثلي من الملتزمين بدينهم ، فقيرة بأهل الخير من الصالحين و العلماء أولي الحكمة الدالين علي الخير.
فلما كان الأمر على ذلك ، عزمت على الهجرة الى بلد أخرى أحسن منها حالاً ، على أن أعمل في مصنع عملاً شاقاً لمدة 8 ساعات لعل الله بعد ذلك أن يرزقني خيراً منه ؛ ولكن لم يمضِ أسبوع حتى أصبت في ظهري من جراء هذا العمل ولم يعد معي مالاً يكفيني لأن أمكث في هذا البلد حتى أجد عملاً أخف من هذا ؛ فعزمت علي العودة الى قريتي .
فبينما أنا كذلك عرض علي أحد الأخوان أن يقوم بكفالتي من أكل و مسكن على أن أتفرغ لطلب العلم الشرعي و حفظ كتاب الله؛ فقبلت الأمر فوراً ، وبعد انتظامي في الدراسة لمدة شهرين تقريباً بدأت أشعر بأنني عالة على غيري و أني آكل من غير كسب يدي رغم أنني مازلت قادراً على الكسب .
بدأت أشعر بالدونية و المذلة كلما ذهبت لآخذ المصروف الشهري ، مع العلم أنه بالكاد يكفي الطعام والسكن .
أشعر بالألم كلما سمعت عالماً يتحدث عن قيمة العمل و الكسب الحلال ، وعن مهانة من يجعل نفسه عالة علي غيره و هو قادر علي الكسب .
أنا في حيرة من أمري لا أدري أي الأمرين خير لي و أكرم في الدنيا و الآخره :
- هل أستمر في طلب العلم و التفرغ له و كفالة هؤلاء الصالحين لي.
- أم أترك هذا وأطلب العمل مع القليل من العلم.
أرجو من فضيلتكم توجيهي و نصحي و إرشادي ،
وجزاكم الله عنا كل خير
؟

السائل:  ع.ف

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يبدوأن طلب العلم أفضل مادامت قد تيسرت لك أسبابه والرسول عليه الصلاة والسلام يقول(من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) متفق عليه.

وليس عليك غضاضة في قبول النفقة من غيرك ممن يريد أن يتقرب إلى الله بذلك لاسيما وأنت لم تطلب ذلك . ولعل هذا الحديث يزيدك بصيرة...عن أنس رضي الله عنه قال :كان أخوان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ـ يعني لتلقي العلم ـ والآخر يحترف* فشكا المحترفُ أخاه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( لعلك ترزق به ) قال النووي في رياض الصالحين: رواه الترمذي بإسناد صحيح على شرط مسلم .

وإذا تيسر أثناء دراستك أن تجد لك عملاً خفيفاًلايؤثر على الدراسة فيمكنك الاستغناء به وإلا فلا حرج عليك ، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 يحترف: يكتسب ويتسبَّب

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©