حكم الإكثار من الحلف:

فتاوى لصحيفة صوت الإيمان بتاريخ 1414/6/7هـ الموافق 22/11/ 1993م

السؤال:

 بعض الناس لا يبيع ولا يشتري إلا باليمين، ومن هؤلاء من يكون صادقاً، ويقول: أحلف حتى يثق بي الآخرون. ومن هؤلاء من يكون كاذباً، ويقول: هذه طبيعة البيع والشراء، فما حكم الشرع في ذلك؟

م. هـ. ف. صنعاء.

الجواب:

لا ينبغي للمسلم أن يحلف اليمين إلا عند الحاجة، ولا يصلح له الاستكثار من ذلك حتى ولو كان صادقاً؛ لأن الاستكثار قد يفضي إلى التساهل في أمر اليمين، وقد يجر إلى الاستخفاف بها ممن يحلف أو ممن يسمع، مع أن أمر اليمين عظيم، ولذلك يقول سبحانه: (ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم) ومن معاني الآية النهي عن جعل اسم الله عرضة للحلف والإسراف فيه، ويقول سبحانه: (واحفظوا أيمانكم). ومن معاني ذلك حفظ الأيمان عن الابتذال فلا تكون إلا عند الغرض الداعي لها. والتاجر الذي يريد أن يثق به الناس، لن يحصل على الثقة عن طريق الأيمان، وإنما عن طريق حسن المعاملة والصدق. وكثرة الأيمان حتى لو كان صاحبها صادقاً توقع على الأقل الشك والريب عند السامعين، وتأتي بنتيجة عكسية، قال عليه الصلاة والسلام: (إياكم وكثرة الحلف في البيع، فإنه ينفِّق ثم يمحق) رواه مسلم وغيره. وأما التاجر الذي يروِّج سلعته بتعمد الحلف الكاذب فيكفيه زجراً مثل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الجماعة إلا البخاري: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان الذي لا يعطي شيئاً إلا منَّه، والمنفِّق سلعته بالحلف الكاذب) وبالله التوفيق .

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©