حكم رسم الصور للأطفال بالقلم العادي:

فتاوى لإذاعة صنعاء 24/صفر/1415هـ ـ 1/أغسطس/1994م

السؤال:

 تسأل  إحدى الأخوات عن حكم رسم الصور للأطفال بالقلم العادي؟

الجواب:

إذا كان هذا الرسم رسماً لإنسان أولحيوان ، أيْ رسماً لكائن فيه روح فإنه لا يجوز، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من صور صورة في الدنيا كُلِّفَ أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة، وليس بنافخ) متفق عليه. أما رسم الجبال والأشجار والوديان، وأي منظر ليس فيه إنسان أو حيوان، فهذا لا مانع منه، فقد روي ابن عباس كما في الحديث المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل مصور يجعل له بكل صورةٍ صوَّرها نفسٌ فيُعذبِّه في جهنَّم) ثم قال ابن عباس: (فإن كنت فاعلاً - أي للتصوير - فاصنع الشجر وما لارُوح فيه).

   إلا أنه يمكن أن يُستَثنى في رسم ما فيه روح، إذا كان الرسم لغرض صحيح كغرض رسم المجرم لتيسير تعقبه، أو لغرض التعليم مثلاً، ففي دروس العلوم تكون هنالك حاجة لرسم ما فيه روح، ولم يمنع الرسول صلى الله عليه وسلم عائشة من اللعب بتماثيل البنات في بيته وكان معهن تمثال فرسٍ له جناحان، فإذا جاز السكوت عن التماثيل والرسوم لغرض اللعب، فيمكن القول إن السكوت عن ذلك لغرضٍ كالتعليم أوْلى. فالتعليم أشرف من اللعب. روى البخاري عن عائشة أنها قالت: كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لي صواحب يلعبن، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل ينْقَمعْنَ منه - أي يختفين منه - ، فيُسرِّبُهُنَّ إليَّ فيلعبن معي، أهـ. وتسريب الرسول لصواحب عائشة بعد أن ينْقَمعْنَ منه، وإعادتهن إليها ليلعبن معها نوع من التشجيع لهنَّ على ذلك، وهو يدل على الموافقة والرضا والمساعدة، فهو أكثر من مجرد السكوت. وقد ذكر الحافظ في (الفتح) عند شرح هذا الحديث أن القاضي عياض نقل عن الجمهور أنهم أجازوا بيع اللُّعب للبنات لتدريبهن من صغرهن على أمر بيوتهن وأولادهن، أهـ. أي أنهم اعتبروا ذلك النوع من اللعب نوعاً من التعليم.

   وعن عائشة قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر، وفي سهْوتها سترٌ فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بناتٍ لعائشة (لُعَب)، فقال: (ما هذا يا عائشة؟) قالت: بناتي! ورأى بينهن فرساً له جناحان من رقاعٍ، فقال: (ما هذا الذي أرى وسطهن؟) قالت: فرس. قال: (وما هذا الذي عليه؟) قالت: جناحان. قال: (فرسٌ له جناحان؟) قالت: (أما سمعت أن لسليمان خيلاً لها أجنحة؟ قالت: فضحك حتى رأيت نواجذه. رواه أبو داود وذكر الألباني أنه صحيح.

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©