حكم الصراخ بجانب رجل يحتضر:

فتاوى لإذاعة صنعاء بتاريخ 1415/2/24هـ ـ الموافق 1994/8/1م

السؤال:

 ما قول العلماء، فيمن يقوم بالصراخ بجانب شخص يموت أو يعاني من سكرات الموت؟

 أ.ن.ع ـ ذمار

الجواب:

لا يجوز الصراخ بجانب شخص يموت أو قد مات، ففي الحديث المتفق عليه: (أنه وجع أبو موسى الأشعري وجعاً فغشي عليه (أي أغمي عليه) ورأسه في حجْر امرأة من أهله، فصاحت امرأة من أهله فلم يستطع أن يرد عليها شيئاً، فلما أفاق، قال أنا بريءٌ ممن تبرَّأ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم برِئَ من الصالقة والحالقة والشاقة أهـ. والصالقة هي المرأة التي ترفع صوتها عند الفجيعة بالموت. والحالقة هي التي تحلق شعرها حزناً على الميت، والشاقة هي التي تشق ثيابها لذلك. وروى البخاري والبيهقي أنه أغمي على عبدالله بن رواحة فجعلت أخته عمْرة تبكي: واجبلاه! وَا كذا! وَا كذا! تُعدِّدُ عليه، فقال حين أفاق: ما قلت شيئاً إلا قيل لي: أنت كذلك؟! فلما مات لم تبك عليه أهـ. ولذلك يجب على من حضر  عند شخصٍ في الموت الهدوء وتلقين هذا الشخص الشهادة فقد قال صلى الله عليه وسلم: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله) رواه مسلم. وقال: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يوماً من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه) رواه مسلم أيضاً. وروى الإمام أحمد بسند صحيح على شرط مسلم كما قال الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلاً من الأنصار فقال: (يا خال؛ قل لا إله إلا الله). كذلك يشرع لمن حضر موت أحدٍ أن يدعوَ له ففي الحديث الذي رواه مسلم: (إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيراً؛ فإن الملائكة يُؤَمِّنُونَ على ما تقولون). وإذا غُلب الحاضر على البكاء بسبب الحزن ، فليكن بدون صوت وبدون وقوع في تصرف محظور ، فقد روى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذرفت عيناه عندما دخل وابنه إبراهيم يجود بنفسه وقال: (إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) وبالله التوفيق .

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©