حكم الغناء والدف:

فتاوى لصحيفة صوت الإيمان 5/13/ 1414هـ ـ الموافق 1993/10/27

السؤال:

 هل يجوز الغناء وهل يجوز سماعه ؟ وهل يجوز الدف في الأناشيد الإسلامية؟     

ع.م.ح

الجواب:

إذا كان المقصود بالغناء الكلام أو الشعر الملحَّن بدون موسيقى،  فيُنظر في هذا الكلام أو الشعر؛ فإن لم يكن فاحشاً، وكان مباحاً، فلا بأس به. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:  (الشعر بمنزلة الكلام فحسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام) رواه البخاري في (الأدب) والطبراني في (الأوسط) وهو حديث صحيح كما (في صحيح الجامع). وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يرتجزون وينشدون في الأسفار وأثناء أداء الأعمال كأثناء بناء المسجد وأثناء حفر الخندق، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرُّهم على فعلهم هذا. إلا أنه لا ينبغي الإكثار من ذلك فتضيع الأوقات فيه، وتنصرف القلوب إليه، وإنما يكون بالقدر الذي يؤدي إلى تنشيط وتجديد الهمم، تماماً كالملح في الطعام الذي لا يؤخذ منه إلا ما يؤدي الغرض. ولكن يجب التنبيه إلا أنه لا يجوز أن يكون هذا النوع من الغناء بأصوات نساء أجنبيات ويسمعه الرجال، ولا كذلك بأصوات غلمان تشبه أصوات النساء، فإن ذلك مثير للغرائز، وقد قال الله لنساء النبي وهُنَّ من هُنَّ في شأن كلامهن مع الرجال عند الحاجة: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض). وإذا كان الخضوع في الكلام العادي يُطمِع الذي في قلبه مرض، وهو حرام فكيف بالخضوع في الصوت الغنائي من المرأة أو من غلام على ما ذكرناه.

   أما إذا كان المقصود بالغناء الكلمات أو الشعر الملحِّن مع الموسيقى فهذا لا يجوز أداؤه ولا سماعه، ولو كانت كلماته غير فاحشة ولو لم يكن بصوت امرأة. وذلك لوجود الموسيقى. والموسيقى في حد ذاتها محرمة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وأبو داود (ليكوننَّ في أمتي أقوام يستحلون الحر  - أي الفرج المحرم - والحرير والمعازف)، والمعازف تشمل الأدوات الموسيقية. ومعنى الحديث أن هذه الأمور محرمة، ومنها المعازف. ويستثنى من المعازف الدف فقد سمح به الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء في المناسبات كالأعراس كما ثبت ذلك في أحاديث عدة. وأما استعمال الرجال للدف في الأناشيد فلا يجوز، لأن الاستثناء كما أشرنا إنما كان للنساء فقط والله أعلم...

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©