حكم التجنيد للفتيات:

1421/8/18هـ ـ الموافق 2000/11/14م

السؤال:

 يا شيخ سمعنا في هذه الفترة عن فتح باب التجنيد للفتيات وقد التحق في هذا الأمر الكثير من الفتيات الغافلات. فنَوَدُّ منكم يا شيخ أن توضحوا لنا خطورة هذا الأمر وأضراره على الفتاة والأمة. كما نريد منكم توجيهاتكم النافعة في محاربة هذا الأمر.. كما نريد منكم النصائح الغالية للفتيات عامة وجزاكم الله خيراً. 

الجواب:

تجنيد المرأة تقليد مستورد وليس معروفاً عن المسلمين والأصل في المرأة استقرارها في بيتها قال تعالى: (وقرن في بيوتكن)، ولا تخرج من البيت إلا لحاجتها، وليس التجنيد من حاجتها، ورغم سماح الشرع لها بالخروج إلى المسجد إلا أنه شجعها للبقاء في البيت ببيان أن صلاتها في بيتها أفضل لها، فإذا كان هذا في خروجها للعبادة فكيف بخروجها لغير ذلك؟! كما أن الشرع لم يفرض الجهاد على المرأة وبيَّن الرسول عليه الصلاة والسلام أن جهاد النساء الحج، والسماح بخروج المرأة في المعارك لمداواة الجرحى وسقى العطشى إنما هو مع مراعاة ضوابط الشرع والتي منها وجود المحرم لكي تسافر معه، وهذا الخروج رغم أهمية الجهاد في نشر الإسلام والحفاظ عليه ليس مفروضاً على المرأة كما قلنا بل على الرجال وحدهم، وهو اختياريٌّ بالنسبة للمرأة إذا التزمت الضوابط، وهذا الجهاد قد عطلتْه جميع حكومات المسلمين هذه الأيام فلا يقال بأن هناك حكومة تعد النساء للخروج الاختياري في الجهاد بتجنيدهن، وإذا وجدت حكومة حريصة على الشرع وأرادت فرضاً تدريب النساء للخروج الاختياري للمداواة والسقي والدفاع عن النفس عند القيام بذلك، فإنها ستدرب محارمهن ليدربوهن أو تخصص نساءً مدربات من قبل للتدريب. أما تجنيد النساء على النحو الموجود الآن فهو إبعاد للمرأة عن أهلها وأسرتها ومحارمها وتعريض لها لأن تكون مع أجانب، ثم تبيت في مكان ليس بيتها ولا بيت محرم لها، وتعريض لها لأن تقوم بتمارين وتمشي وتأكل وتلبس وتتصرف في حياتها اليومية بدون التحري للضوابط الشرعية، وفي هذا الخطر الكبير على المرأة وعلى من يتولى أمر تجنيدها وتدريبها من الرجال فالمرأة عورة كما في الحديث وإذا خرجت استشرفها الشيطان فكيف إذا كان خروجها بعيداً عن بيتها لأيام وأسابيع وأشهر. و الاعتذار بالرزق لا محل له، فأبواب الرزق الحلال للمحتاجة كثيرة (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) و بالله التوفيق..

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©