وأهل السنة كما
هو معلوم يحسنون الظن
بمثل الإمام ابن حزم لإيجابياته
الكثيرة رغم ماعنده
من سلبيات في العقيدة
، ورغم شدته على
الأئمة ، ورغم
ظاهريته المفرطة
أحيانا ، ومبالغته في
إنكار القياس ،وشذوذاته
كمافي إباحته للغناء
وتولية المرأة ،
ويحسنون الظن بمثل
الإمام الهروي _ كما
فعل الإمام ابن القيم
_ رغم كلام الهروي المُوهِم
للاتحاد في (منازل
السائرين) ويتأولون
له ، ويستفيدون من
مثل كلام الغزالي في (الإحياء)
وغيره رغم مافي
الإحياء ، ومنهم من
اختصره إلخ ... وكل أحد
يؤخذ من كلامه ويترك
ما عدا المعصوم صلى
الله عليه وسلم ، وهنالك من
قد يسيء كثيرا ولكنه
يحسن كثيرا ، فلا
يجوز غمطه فيما أحسن فيه .
وموقف الشيخ
القرضاوي الأخير من
الشيعة موقف تاريخي
نظرًا لثقل الرجل في
أوساط المسلمين ،
وكان ينبغي لأهل السنة
الاستفادة منه ،
والعمل على نشره على
أوسع نطاق ، والوقوف
مع الرجل في مواجهة
الشيعة له الذين
أساءوا له ، لأنهم
أدركوا خطورة موقفه
عليهم وتأثيره في أهل
السنة ، وبقي الرجل
يواجههم وهو يشعر
بالخذلان , ولا قوة
إلابالله ...ومع
ذلك فالواجب بيان
الأخطاء و الزلات
والشذوذات وتداعياتها
ونتائجها الواقعة من
مثل هؤلاء العلماء ــ
القرضاوي وغيره ،
بطريقة علمية موضوعية
هادئة و بكل وضوح و
دون مجاملة ــ من كل
أهل العلم عند كل
فرصة مناسبة
يتأَتـَّى فيها ذلك ،
من أجل تنبيه ونصْح
من كان حيًّا منهم
لكي يعيد النظر
ويتراجع ، وكذلك
تنبيه ونصح تلاميذه و
المتأثرين به من بعده
، وحتى يبقى عامة
الناس ــ ما أمكن ــ
على علم ووعيٍ
بالزلات والشذوذات ..
نُصحًا للأمة و منعًا
من التوسع والمزيد من
الانفلات ، فالدين
النصيحة ..
وهذا
الكلام بعد استخارة
واستشارة والله أعلم
.