حكم زيارة قبور من يسمون بالأولياء:

السؤال:

   جماعة يزورون قبر أحد الموتى يدَّعون أنه ولي وأنه ينفع ويضر، والزيارة في كل عام في شعبان، ويقومون بحرق البخور ووضع السُّرُوج على قبره. ويعتقدون أنهم إن لم يزوروه يصابون بالأمراض. وفعلاً يحصل ذلك فقد يصاب من اعتاد الزيارة إن لم يزره بالجنون أو الشلل، نرجو توضيح حكم الشرع في ذلك.

الجواب:

    لا يجوز الزيارة لقبر ميت استجلاباً للنفع، ودفعاً للضر، وإن اعتقاد ذلك نوع من الشرك والعياذ بالله؛ لأن الله وحده بيده الضر والنفع الرسول صلى الله عليه وسلم لا يملك شيئاً من ذلك فكيف بغيره! قال تعالى: (قل إني لا أملك لكم ضرَّاً ولا رشدا). وقال تعالى: (وإن يمسسك الله بضرٍّ فلا كاشف له إلا هو، وإن يُرِدك بخيرٍ فلا رادَّ لفضله، يُصيبُ به من يشاءُ من عباده وهو الغفور الرحيم). والطقوس المذكورة من حرق البخور ووضع السرُج وتحديد موعد للزيارة كل عام من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان. وهي من البدع الشركية مع وجود الاعتقاد المذكور. وأما أن من اعتادوا الزيارة ثم تخلَّفوا فإنهم يصابون بأمراض، فهذا مردُّه إلى هذه العقيدة الفاسدة التي تُلقي لظلالها على النفس، فتوجد الخوف والترقب واللذين قد يفضيان إلى الإصابة بحالة نفسية، وقد تظهر هذه الحالة في صورة هلوسة أو شلل أو نحو ذلك وهذا معروف لدى المختصين، وقد يكون سبب هذه الأمراض أن أصحاب هذه العقيدة غير محصنين من الشياطين، فبمجرد تخلف أحدهم عن الزيارة ومع الخلل في عقيدته يتلبَّس به شيطان ليُسبِّب له الجنون أو الشلل حتى يدفعه أو أقاربه إلى المحافظة على تلك الزيارة الشركية وحتى يفتن الآخرين فيظنوا ويظن الجميع أن الميت المذكور فعلاً بيده الضر والنفع، وهذا مقصدا أساسٌ من مقاصد الشيطان في الإفساد والحفاظ على الكفر وتوسيع دوائره. وإن المؤمنين أصحاب العقيدة السليمة محفوظين بحفظ الله. قال تعالى: (إنه - أي الشيطان - ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون. إنما سلطانه على الذين يتولونه، والذين هم به مشركون). وإن من أهم الواجبات العمل على إزالة مثل هذا المنكر، وتبليغ ولاة الأمر بخطورته، وتذكيرهم بواجبهم الذي افترضه الله عليهم (الذين إن مكنَّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، ولله عاقبة الأمور).

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©