تفسير ( وينزل من السماء من جبال فيها من برد ... ):

السؤال:

   ماتفسير قوله تعالى: (وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء، ويصرفه عمن يشاء، يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار).

الجواب:

 إن ما يطلب السائل تفسيره هو جزء من آية في سورة النور تبين كيفية تكوين ونزول المطر. وبالرجوع إلى كتب التفسير كتفسير ابن كثير وتفسير الشوكاني يمكن ترجيح التفسير التالي: (وينزل من السماء) أي من السحاب، لأن السماء يطلق على كل ما سما فوق الرأس، ومن ذلك السحاب، وهو المقصود هنا؛ لأن السياق واردٌ في المطر. (من جبال فيها من برد) أي ينزل من جبال فيها أي في السحاب من برد، أي أن هناك جبالاً في السحاب من برد، والله ينـزل منها... ماذا ينـزل منها؟ المفعول في هذا التفسير محذوف وتقديره كما يفهم من السياق (بردا) أي وينـزل برداً. ويكون المعنى: وينـزل من السحاب من جبال فيها، هي في السحاب هي من برد، ينـزل بردا. وقد يقول قائل: كيف يمكن أن توجد في السحاب جبال من برد؟ وما الذي يحملها؟

   والجواب أن ذلك من بديع صنع الله وقدرته فهو سبحانه لا يعجزه شيء، والآية من بدايتها تتحدث عن السحاب الركامي، وهو نوع من أنواع السحب. وفي هذا النوع يتكون البرد، قال تعالى: (ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً... الآية) فهذا السحاب الركامي كما يقول المختصون يتكون فيه البرد مثل الجبال، وتحمله الدوامات الهوائية، وهي رياح قوية، فلا يسقط البرد بسببها إلى حيث يشاء الله، وبالقدر الذي يريده سبحانه، ولذلك قال في الآية (فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء). وأما قوله تعالى: (يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار) فإن السنا يألف القصر معناه الضوء، أي يكاد ضوء برق هذا السحاب الركامي من شدة لمعانه، يكاد يخطف الأبصار إذا رأته والله أعلم.

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©