الأورْج من الأدوات الموسيقية كما
هو معلوم ، و هو جهاز إليكتروني
تصْدُر عنه أنواع العزْف كعزْف
الدف أو الطبل أو العود أو
القيثارة أو الزمارة ، و يتم
تنسيقها مع الكلمات .. و النبي
صلى الله عليه و سلم حرّم المعازف
، وذمّ الذين يستحلونها ففي
الحديث الذي رواه البخاري
معلَّقاً قال عليه الصلاة و
السلام : (ليكونن من أمتي أقوام
يستحلون الحِرَ والحرير والخمر
والمعازف) ، و قد سَرَدَ ابن حجر
في (تغليق التغليق) الذين وصلوا
الحديث من طرقٍ عديدة ، وأورد
الألباني في كتابه (تحريم آلات
الطرب) الأئمة الذين صححوه
كالبخاري و ابن حبان و الإسماعيلي
والنووي و ابن الصلاح و ابن تيمية
و ابن القيم وابن كثير وابن
الوزير و العراقي وابن حجر
والسخاوي و ابن الأمير . و في
القاموس أن المَعازِف هي المَلاهي
كالعودِ والطُّنْبُورِ ، الواحِدُ
عَزْفٌ أَو مِعْزَفٌ كمِنْبَرٍ ،
والعازِفُ اللاعبُ بها
والمُغَنِّي . و في (إغاثة
اللهفان) ذكَر ابن القيم عند
كلامه على الغناء ، أن المعازف
آلات اللهو كلها لا خلاف بين أهل
اللغة في ذلك ، كما نقل عن
المذاهب الأربعة تحريم الغناء
والمعازف . ونقل ذلك ابن تيمية
أيضاً (في منهاج السنة) . و قال
ابن رجب في (نزهة الأسماع) :
فأكثر العلماء على تحريم سماع
الغناء وسماع آلآت الملاهي كلها ،
وكل منها محرَّم بانفراده ، وقد
حكى أبو بكر الآجري وغيره إجماع
العلماء على ذلك .. كما نقل ابن
رجب عن زكريا بن يحيى الساجي من
كتابه (اختلاف العلماء) و عن
القاضي أبي الطيب الطبري من كتابه
(السماع) اتفاق العلماء في الجملة
على النهي عن الغناء وعن سماع
آلات الملاهي. اهـ . وبناء على
ذلك فإن استخدام الأورْج على
الصفة المذكورة والاستماع إليه
لايجوز، و الأناشيد المنضبطة
بضوابط الشرع فيها الغُنْيَة ، و
بالله التوفيق .