تأجير الأماكن لمن يرتكب فيها المحرمات

السؤال:

   أملك صالة للأفراح والمناسبات، لكن الغالب هنا في الغرب أن استخدامها لا يخلو من مخالفة لأحكام الإسلام ، إما بالاجتماع على الخمر والخنزير ،  أو يجتمعون على الغناء والرقص ، وما إلى ذلك ، وإن منعتُهم فسيتعطل عملها ، علماً أنها مصدري الوحيد للدخل؟

الجواب:

   يجب أن يحرص المسلم على أن يكون دخْله من الحلال ، قال عليه الصلاة والسلام : (يا كعب بن عجرة ، إنه لا يدخل الجنة لحمٌ نبَت من سُحْتٍ . النار أولى به) رواه أحمد وابن حبان والحاكم وقال صحيح ووافقه الذهبي ، وقال الألباني و الأرناؤوط صحيح .

     والمساعدة والتعاون على تعاطي الحرام و على الوقوع فيه بتوفير المكان أو الحماية أو السبب الْمُوصِل إليه تعاونٌ على الإثم والعدوان ، قال تعالى : (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائدة .

 وبما أن التعاون على الإثم والعدوان حرام ، فالمال المأخوذ على ذلك التعاون حرام ، لأن الحرام لايُثمِر إلا الحرام والسُّحْت . والحريص على دِينه و على دِين من يعولهم وعلى اجتناب النار يبتعد عن ذلك ، قال تعالى : (قُوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقُودها الناس والحجارة) التحريم ..  بل يبتعد عن الشبهات .  

    وتصوُّر الإنسان أن الدخْل منحصرٌ في مجال واحد ، لاسيما إذا كان مجال شُبْهةٍ أو حرام تصوُّرٌ خاطئ ، فإن الله سبحانه سخّر لعباده أنواع الرزق ، وفتح أمامهم أسباباً متنوِّعة و خيارات كثيرة في الكَسْب ، ولِله سبحانه خزائن السماوات والأرض ، ولا يوقِع سبحانه عباده في الحرَج ، بل يريد بهم اليسر ، وكلما أحسن العبد الظن بربه عاملَه الله بما يناسب ظنه ، قال تعالى : (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقْه من حيث لا يحتسب) الطلاق . وقال تعالى : (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً) الطلاق .  و في مجالات الحلال الواسعة غُنْيَةٌ عن مضايِق الحرام ، وبالله التوفيق .

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©