يجب
أن يحرص المسلم على أن يكون دخْله
من الحلال ، قال عليه الصلاة
والسلام : (يا كعب بن عجرة ، إنه
لا يدخل الجنة لحمٌ نبَت من
سُحْتٍ . النار أولى به) رواه
أحمد وابن حبان والحاكم وقال صحيح
ووافقه الذهبي ، وقال الألباني و
الأرناؤوط صحيح .
والمساعدة والتعاون على
تعاطي الحرام و على الوقوع فيه
بتوفير المكان أو الحماية أو
السبب الْمُوصِل إليه تعاونٌ على
الإثم والعدوان ، قال تعالى :
(ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)
المائدة .
وبما أن التعاون على الإثم
والعدوان حرام ، فالمال المأخوذ
على ذلك التعاون حرام ، لأن
الحرام لايُثمِر إلا الحرام
والسُّحْت . والحريص على دِينه و
على دِين من يعولهم وعلى اجتناب
النار يبتعد عن ذلك ، قال تعالى :
(قُوا أنفسكم وأهليكم ناراً
وقُودها الناس والحجارة) التحريم
.. بل يبتعد عن الشبهات .
وتصوُّر الإنسان أن الدخْل
منحصرٌ في مجال واحد ، لاسيما إذا
كان مجال شُبْهةٍ أو حرام تصوُّرٌ
خاطئ ، فإن الله سبحانه سخّر
لعباده أنواع الرزق ، وفتح أمامهم
أسباباً متنوِّعة و خيارات كثيرة
في الكَسْب ، ولِله سبحانه خزائن
السماوات والأرض ، ولا يوقِع
سبحانه عباده في الحرَج ، بل يريد
بهم اليسر ، وكلما أحسن العبد
الظن بربه عاملَه الله بما يناسب
ظنه ، قال تعالى : (ومن يتق الله
يجعل له مخرجاً ويرزقْه من حيث لا
يحتسب) الطلاق . وقال تعالى : (ومن
يتق الله يجعل له من أمره يسراً)
الطلاق . و في مجالات الحلال
الواسعة غُنْيَةٌ عن مضايِق
الحرام ، وبالله التوفيق .