اسْمُ اللهِ الأَعظم

خطبة جمعة في مسجد قونشلي بإسطنبول في 20 من رجب 1439هـ الموافق 6 أبريل 2018م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة عبر برنامج " الريل بلاير " اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/aadam.mp3

 

     اسم الله الأعظم في القرآن في سورة البقرة وآل عمران وطه:

      قال عليه الصلاة والسلام: «اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في ثلاث سور من القرآن في البقرة وآل عمران وطه» . رواه ابن ماجه والطبراني والحاكم عن أبي أمامة، وقال في صحيح الجامع: صحيح.

     وقال عليه الصلاة والسلام: «اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} وفاتحة آل عمران {الم، اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} » رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه عن أسماء بنت يزيد، وقال في صحيح الجامع: حسن.

     اسم الله الأعظم في السُّنّة:

    عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، الْمَنَّانَ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ سَأَلْتَ اللهَ بِاسْمِ اللهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى " رواه أحمد وابن أبي شيبة وابن ماجه والضياء في المختارة والترمذي والطبراني وغيرهم وذكر محقِّقُو مسند أحمد أنه صحيح.

      ...حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْت، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. فَقَالَ: " قَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِ اللهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ " . رواه أحمد والنسائي في الكبرى وابن حبان وغيرهم. وذكر محقِّقُو مسند أحمد أن إسناده صحيح على شرط الشيخين.

        قال المناوي في فيض القدير: قال ابن حجر : وأرجحها من حيث السند (الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) . اهـ.

    الجمْع بين ما ورَد في القرآن والسنة وتحديد اسم الله الأعظم:

   السُّنَّة مُبَيِّنَةٌ للقرآن ومن خلال النظر في الحديثين رجَّح ابن حجر رحمه الله كما سبق لفظ (الله لا إله إلا هو) من الحديث الأصحَّ سندًا بالإضافة إلى اسْمَيِ الأحد الصمد إلخ...

    ومن خلال النظر في القرآن بدلالة بيان السُّنَّة فإن السُّوَر الثلاث يتبيَّن فيها أن اللفظ (الله لا إله إلا هو) موجود في هذه الآيات في قوله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ) البقرة. وقوله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) آل عمران. وقوله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) طه.

     وفي الحديث الذي ذكر السورتين البقرة وآل عمران ذكر الاسم الأعظم في آيتين منهما هما : (اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) البقرة، إضافة إلى أول آية في آل عمران.

     ومن خلال الآيات والأحاديث يتبيَّن أن اسم الله الأعظم هو (الله لا إله إلا هو) مع إضافة ما يتيسَّر من الأسماء الحسنى مثل (الحيُّ القيوم) ، كما في آيَتَي البقرة وآل عمران، (أو الرحمن الرحيم) كما في آية البقرة الأخرى، أو مثل (الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) كما في الحديث الأصحِّ سندًا كما قال ابن حجر، أو مثل (الْمَنَّان بَدِيع السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، ذِ الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) كما في الحديث الآخَر. أو ما تيسَّر من غير ذلك من الأسماء الحسْنى لقوله سبحانه في آية طه: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) والله أعلم.

    إذن فالاسم الأعظم هو (الله لا إله إلا هو) مع ما يتيسَّر من الأسماء الحسنى.

    التوسُّل بالدعاء باسم الله الأعظم في ظروف الاضطرار والتحدِّي:  

    والمسلم إذا دعا باسم الله الأعظم أجابه الله وأعطاه، بحسَب اليقين وصدْق الدعاء والإلحاح والظرْف المرافق كظرف الاضطرار، وهذا الظرف يجده الإنسان في حياته مرَّاتٍ ومرَّاتٍ، ومن ذلك ما نعانيه وتعانيه الأمة من الفتن والاضطرابات في هذه الأيام التي نحن فيها في أمس الحاجة إلى الدعاء، وما أحوجنا للتوسل باسم الله الأعظم، قال تعالى: (أمَّن يُجيبُ المضطَرَّ إذا دعاهُ) النمل.      

      وقد يكون الظرْف ظرْفَ التحدِّي، ولو في وجود نبِيٍّ، كظرْف دعاءِ الذي عنده علمٌ من الكتاب باسم الله الأعظم في حضْرة النبي سليمان عليه السلام كما ذكر المفسِّرون، فكانتِ الإجابة حضور عرْش مَلِكة سبأ قبل ارتداد الطرْف لبيان المعجزة للمَلِكة، أي أن الإجابة كانتْ معجزة، والكرامة والمعجزة تلتقيان، في المصدَر الواحد، لأنهما من الله سبحانه، وورَد ذلك في سورة النمل التي اشتملتْ على عدَّة قِصَص، وقعتْ للنبي سليمان، وكانتْ كلها معجزات مثل كلام النملة، وكلام الهدهد، وكلام العفريت الخاضع المطيع، ودعاء الذي عنده علم من الكتاب الذي كان كرامةً للداعي ومعجزة للنبي سليمان عليه السلام في آنٍ واحد، تمامًا كالأذان الذي كان كرامةً للصحابي الرائي عبد الله بن زيد ومعجزة وتشريعًا للنبي صلى الله عليه وسلم في هذه الشعيرة العظيمة، وكمُوافَقات عمر رضي عنه للقرآن في عدَّة أمور، والله أعلم. 

      وفي الختام .. قال تعالى: (وقال ربُّكم ادْعُونِي أسْتَجِبْ لكم) غافر.

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©