خيرُ أُمَّةٍ لا تُمَثِّلُها أقلِّيَّة

خطبة جمعة في مسجد جامعة الإيمان في 5 شوال 1435هـ الموافق 1 أغسطس 2014م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة عبر برنامج " الريل بلاير " اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/aqlih.mp3

   خَيريَّة المسلمين ، وطليعتهم الطائفـة الظاهرة في خُراسان وفي الشام (غزَّة) :

   المسلمون خير الأمم قال تعالى: (كنتم خير أُمةٍ أُخْرِجتْ للناس) ، وقال تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ أولئكَ هم خيرُ البرِيَّة) البيّنة ،  لأن فيهم في الجملة أركان الإسلام وأركان الإيمان وشعائر العبادات ومعالي الأخلاق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونظام الأسرة .   

    وطليعتهم الطائفة الظاهرة التي لا يضرُّها مَن خالفها أو مَن خذلها كما في الأحاديث المتواترة ، قال تعالى: (ومِمَّن خلقْنا أُمةٌ يَهْدُون بالحقِّ وبه يعدِلون) الأعراف .

    والكفار كالحيوانات ، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) البينة . وقال سبحانه: (أولئكَ كالأنعامِ بل هم أضلُّ) الأعراف .   

    والطائفة الظاهرة من آيات الله ، ولعلَّ من نماذجها مجاهدي أفغانستان ومجاهدي غزة ، وهنالك مدْحٌ في السُّنَّة للرايات السوداء في خراسان (أفغانستان) ، وللجنود المجنَّدة في الشام .

   ومن أبرز ما يتميّز به مجاهدو أفغانستان ومجاهدو الشام الاعتدال واحترام الأمة والاعتداد بها ، وعدم المسارعة إلى المبالغة في جَلْدالأُمة ، وعدم المسارعة في التكفير في أوساط الأُمَّة دون بصيرة - لأنّ ذلك ردٌّ لشهادة الله للأُمَّة في الجملة بالخيريَّة - مع التشكيل الحكيم والمتين والإعداد المُذْهِل للمجاهدين ، والثبات والصمود في وجه العدوّ الضخم ،المتَعَدِّد الحُلفاء ، والإضرار البليغ في استراتيجيته ، قال تعالى: (كم مِن فِئَةٍ قليلةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كثيرةً بإذْنِ الله) البقرة .   

    ليس التأديب العام بسبب الذنوب نفْيًا للخيريَّة ، و الخلاص بالتوبة والدعاء:

   ومع ذلك يؤَدِّب الله المسلمون بسبب وجود الذنوب فيهم لأنهم رغم الخيرية غير معصومين ، قال تعالى: (قل هو القادرُ على أنْ يبْعَثَ عليكم عذابًا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أويَلبِسَكم شِيَعًا ويُذِيقَ بعضَكم بأسَ بعض) الأنعام ، وفي صحيح مسلم : (وسألتُ ربي ألَّا يجعلَ بأسَهم بينهم فَمَنَعَنِيها) .

    و لا خلاص من التأديب إلا بالتوبة والاستغفار والدعاء .. عن ابْن عُمَرَ، قَالَ: قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ لِأَصْحَابِهِ: (اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلَا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا ، وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا ، وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا) . رواه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ . وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الحَدِيثَ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ . ورواه الحاكم وقال هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " ، وسكت الذهبي ، وقال العدَوي فيما نقله الوادعي صحيح ، وقال الألباني حسن .

    والبلاء يعمُّ ، ولا يُستثنَى إلا من نهَى العُصاة أو اعتزلَهم ، ومع ذلك لا تَفْقِد الأُمة خيريَّتها ، قال تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الأنفال .

    ومن البلاء مانزَل بالمسلمين في أُحُدٍ ، مع أن المخالفين لأمْر الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا بعض الرماة , وكذلك ما يحدث في جيش الخسف أيام المهدي .

    عن البَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: جَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرَّجَّالَةِ يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلًا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: (إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فَلاَ تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ، هَذَا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا القَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ، فَلاَ تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ) . فَهَزَمُوهُمْ ، قَالَ: فَأَنَا وَاللَّهِ رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ، قَدْ بَدَتْ خَلاَخِلُهُنَّ وَأَسْوُقُهُنَّ، رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ، فَقَالَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ: الغَنِيمَةَ أَيْ قَوْمِ الغَنِيمَةَ، ظَهَرَ أَصْحَابُكُمْ فَمَا تَنْتَظِرُونَ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ: أَنَسِيتُمْ مَا قَالَ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّ النَّاسَ، فَلَنُصِيبَنَّ مِنَ الغَنِيمَةِ، فَلَمَّا أَتَوْهُمْ صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ، فَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ، فَذَاكَ إِذْ يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا ، فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ .

    وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ أَصَابُوا مِنَ المُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً، سَبْعِينَ أَسِيرًا وَسَبْعِينَ قَتِيلًا، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَفِي القَوْمِ مُحَمَّدٌ ؟ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجِيبُوهُ، ثُمَّ قَالَ: أَفِي القَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: أَفِي القَوْمِ ابْنُ الخَطَّابِ؟ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلاَءِ، فَقَدْ قُتِلُوا، فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ، فَقَالَ: كَذَبْتَ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ، وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ، قَالَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالحَرْبُ سِجَالٌ، إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي القَوْمِ مُثْلَةً، لَمْ آمُرْ بِهَا وَلَمْ تَسُؤْنِي، ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ: أُعْلُ هُبَلْ، أُعْلُ هُبَلْ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَلاَ تُجِيبُوا لَهُ؟) ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَقُولُ؟ قَالَ: (قُولُوا: اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ) ، قَالَ: (إِنَّ لَنَا العُزَّى وَلاَ عُزَّى لَكُمْ) ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَلاَ تُجِيبُوا لَهُ؟) ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَقُولُ؟ قَالَ: (قُولُوا اللَّهُ مَوْلاَنَا ، وَلاَ مَوْلَى لَكُمْ) رواه أحمد والبخاري .

     وعن عَائِشَةُ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَغْزُو جَيْشٌ الكَعْبَةَ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ، يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ) قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ، وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: (يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ) متفق عليه .

    وعن أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَعُوذُ عَائِذٌ بِالْبَيْتِ، فَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ فَكَيْفَ بِمَنْ كَانَ كَارِهًا؟ قَالَ: (يُخْسَفُ بِهِ مَعَهُمْ، وَلَكِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نِيَّتِهِ) ، وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: هِيَ بَيْدَاءُ الْمَدِينَةِ . رواه مسلم .

    عن عَبْد اللهِ بْن صَفْوَانَ، عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (سَيَعُوذُ بِهَذَا الْبَيْتِ - يَعْنِي الْكَعْبَةَ - قَوْمٌ لَيْسَتْ لَهُمْ مَنَعَةٌ ، وَلَا عَدَدٌ وَلَا عُدَّةٌ، يُبْعَثُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ) رواه مسلم .

    وعن عَائِشَةَ، قَالَتْ: عَبَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِهِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ صَنَعْتَ شَيْئًا فِي مَنَامِكَ لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ، فَقَالَ: (الْعَجَبُ إِنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَؤُمُّونَ بِالْبَيْتِ بِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، قَدْ لَجَأَ بِالْبَيْتِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ) ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الطَّرِيقَ قَدْ يَجْمَعُ النَّاسَ ، قَالَ: (نَعَمْ، فِيهِمُ الْمُسْتَبْصِرُ وَالْمَجْبُورُ وَابْنُ السَّبِيلِ، يَهْلِكُونَ مَهْلَكًا وَاحِدًا، وَيَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتَّى، يَبْعَثُهُمُ اللهُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ) رواه مسلم .

    حروب الفوضى الخلَّاقة والفِتَن في هذه الأيام نوعٌ من التأديب العام :

    ما يحدث للمسلمين من حروب الفوضى الخلَّاقة هذه الأيام هو نوعٌ من التأديب ذكرتْه أحاديث الفتن باسم الهرْج كما في المتفق عليه وفتنة الدهيماء كما عند أحمد وأبي داود ، والفتن التي يُرَقِّق بعضها بعضًا كما عند مسلم .

    ولذلك كان الدعاء (ولا تُسلِّط علينا من لا يرحمُنا) ، ومن الرحمة التفريق بين المُذنب وغيره ، ومعظم الكافرين والمنافقين عندما يتسلَّطون لا يُفرِّقون ، ولا رحمة في الواقع إلا عند المسلمين .. والأطفال وأمثالهم غير مذنبين ، وقد كان فرعون يذبحُهم عشرات السنين .. 

    وكثيرًا ما يتسلَّط على المسلمين مُجرِمُو حرْب ، عندما لا يَرحَمون طفلًا ولا امرأة ولا أحدًا ، كالتتار والصليبيين في الشام وفي الأندلس في الماضي ، وكالصِّرْب في هذا العصر في البوسنة ، والروس في الشيشان وأفغانستان ، واليهود على مدى عشرات السنين ..

    ويتعمَّد اليهود في الحرْب الحالية بدعْم حلفائهم قتْل الأطفال والأُسَر بالجملة في غزة ، وتدمير المساكن على رؤوس الساكنين في كل يوم ، و يتعمَّدون قصْف مدارس الأمم المتحدة لِلَّاجئين (الأُونُرْوَا) رغم نَفْي الأمم المتحدة لوجود أيِّ أسلحةٍ فيها ، ووصَل الاستنكار إلى حدّ مطالبة منظمة العفو الدولية لمجلس الأمن بمنْع تصدير السلاح لدولة اليهود !! وإضافةً إلى ذلك فإن هنالك بعض الحكام على المسلمين هم مُجْرِمُو حرْب كما في سورية والعراق ومصر!!.

   وانظروا إلى المجتمع الدولي ..كيف يصمُت مجلس الأمن ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية  ، وانظروا إلى الدولة الكبرى التي تزعم أنها راعية الحرية التي تسعى لوقف إطلاق النار من أجل اليهود المعتدين ، وليس لأجل الضحايا المظلومين ، وتقوم هذه الدولة  بتزويد دولة اليهود في نفس الوقت بالذخائر .    

    واعجَبُوا من الدول العربية المُتواطئة المُعِينة ، ومنها دولةٌ تناقلت الصحف اليهودية أخيرًا أنها التزمت بتكاليف الحرب على حماس لاستئصالها من غزة !! وهذه الدولة لم تكذِّب هذا الخبر ، ورغم كل ذلك تصمُد حماس وغزة فهي من طلائع الطائفة الظاهرة و من آيات الله كما ذكَرنا .

    ودعاوَى الأقلِّيات من الفِرَق المنحرفة أو المتطرِّفة أنهم الطائفة الظاهرة ليس صحيحًا ، لأنهم معزولون عن الأُمَّة التي هي خير أُمَّة وهم أهل السُّنَّة والجماعة التي هي مليارٌ ونصف أو أكثر ، والتي أنجزَت الفتوحات ، وأقامَت الخلافة على مدار القرون ، وحفظَت الوحْيَين ، وهم حُجَّة الله على الناس في جميع الأرض .. فلا تكون الطائفة الظاهرة إلا من جنس أهل السُّنَّة والجماعة ، لأن الطائفة الظاهرة مُمَثِّلةٌ للأمة الكبرى التي شَهِد لها القرآن بالخيريّة ، وطليعةٌ لها .

    وفي الختام يقول سبحانه : (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) الأعراف .

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©