وعسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم

خطبة جمعة في جامعة الإيمان في29ربيع ثاني 1430هـ الموافق 25إبريل2009م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/asa.mp3

     * المسلم مستفيد من كل الظروف ، ومن كل الأوضاع ، حتى من أوضاع الفتن و الابتلاءات .. عن صهيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عجبا لأمر المؤمن كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) رواه أحمد و مسلم .

     *و يستفيد المسلمون من الفجار منافقين وكفارا ، ويستفيدون أيضا من مراحل ضعفهم و انكسارهم ، كما في هذه الآونة تربويا ويستفيدون قوة وانتشارا ، لأنهم خير أمة ، ولأن فيهم الطائفة الظاهرة التي لا تقهر ، التي تهدي بالحق و تعدِل .

     * ففي أُحُدٍ كان التمحيص والتربية والأخذ بالشورى مهما كانت النتيجة ونيل رتَب الشهادة ، (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ، و ليمحِّص اللهُ الذين آمنوا  و يمَحَق الكافرين )آل عمران .

     و كان كشف المنافقين ، (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ) آل عمران .

     * وفي حادثة الإفك كانت هنالك فوائد عظيمة (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ) النور . و منها فضح المنافقين .

     * و في هذه الأيام احتل الكافرون أفغانستان والعراق والصومال في حروب إبادة وكذلك حاصروا وضربوا غزة في حرب إبادة ، و التَهب العالم الإسلامي ضد اليهود والصليبيين ، وتصدّر الجهاد و المجاهدون ، وسقطت الحلول الاستسلامية ، وتعمَّق الولاء والبراء ، وفضح الله المنافقين ، ليس العملاء والمنفذون لسياسات الغرب فهؤلاء معروفون ، ولكن أولئك الذين يسُبُّون الغرب باستمرار ، ويتكلمون باسم الإسلام ، ولكنهم مساندون مثلا لسياسات الغرب في العراق وأفغانستان ، وأولئك المساندون لسياسات الحلف اليهودي الصليبي في فلسطين ، وقد صارت الأبحاث الغربية ومنها ما أصدرته مؤسسة راند تحثُّ على التعامل مع هؤلاء الأقلّيات .

     *و توالت الإساءات إلى المقدسات كالأقصى وإلى القرآن و إلى الرسول عليه الصلاة والسلام , ولكن ازداد اهتمام الناس بالإسلام ، و لفت ذلك أنظارهم إليه ، وأسلم الكثيرون ، وفضح الله المسايرين ، و من خرَقوا إجماع العلماء و الدعاة ، وذهبوا إلى الدانمارك التي يدعو العلماء إلى مقاطعتها تجاريا فضلا عن مقاطعتها معنويا .

     وأظهر الله من يترددون على موائد الغرب وسفاراته ومؤتمراته و ينفذون سياساته باسم التسامح ، ليحيا من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة . و هكذا في سائر القضايا التي يروج لها الغرب كقضايا المرأة وحقوق الإنسان  والحريات من أجل حماية الفساد والانحراف والارتداد  ( وعسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم) البقرة .

     * وإذا كانت للإساءات برامجها التي يخطِّط لها الغرب ، فإن الإساءة إلى الدين والقرآن والرسول صلى الله عليه و سلم في بلاد الإسلام أخطر ، ولا بد من الوقوف أمامها بحزم وإزالتها والاستفادة بالتربية الحازمة على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، (و العصر إن الإنسان لفي خسر ، إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) .  

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©