أزْمتُنا السياسية ودعوة الانفصال(... إلا جعل الله بأسهم بينهم)

خطبة جمعة في الإصلاح بصنعاء في 6/4/1429هـ    11/4/2008م

 

*الخلافات والصراعات يموج بها البلد ، وكان بلدنا قد قدّم نموذجا بفضل الله في الوحدة والأُخوّة .. وكما كانت الوحدة غير متوقعة ، ولكن الله هيأ أسبابها فكان ذلك آية ، ثم كانت آية أخرى في هزيمة الانفصال بفضل الله رغم أن العالم كله وقف معه تقريبا .. لأن الله غالب على أمره !  فنخشى من العقـــــــــاب الآن بضعف الوحدة أو فقْدها.. إذا لم نقــــم بالواجب في الحفـــــاظ على النعـــــــــمة وشكرهــــــــا ( لئن شكرتم لأزيدنكم) إبراهيم . و الأمر لله من قبل ومن بعد ، والقلوب بيــده ( وألّف بين قلوبهم ، لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألّفت بين قلوبهم و لكن الله ألّف بينهم) الأنفال .

     *إن الذنوب هي أعظم أسباب تمزيق الشعوب ( وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزّقناهم كل ممزّق) سبأ . ومن أبرز الذنوب الممزِّقة عدم الالتزام بشرع الله ( فنسوا حظًّا مما ذُكِّروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامـــــــة) المائدة . (...وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله تعالى ويتحرَّوا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم)رواه ابن ماجه عن ابن عمر واللفظ له والبزار والبيهقي وذكـــر الألباني في ( صحيح الترغيب والترهيب) أنه صحيح لغيره.

    *والمسئولية على وُلاة الأمر بالدرجة الأولى في الحكم بشرع الله وإزالة المنكرات الإعلامية والسياحية (ومن أبرز ذلك ما يتعلق بفتنة المرأة كالتبرج واسع النطاق، وانتشــــــار الاختلاط، واستقدام المغنيات، ومنكـــــــــــرات السواحل والفنادق) والمنكرات السياسية ( لاسيما ما يتعلق بعقـــــــيدة البراء ومن ذلك أخيرًا لسعي لتعديل عطلة الخميس إلى السبت ، وما يتعلق باختيار بطانة صالحة ، واختيار أهل الكفــــــــــــــاءة والصــــــــــلاح في المناصب واجتناب الأثَرَة...) و المنكـــرات الاقتصادية(كانتشار الربا في القروض والبنوك ومحاولة التعايــــــش بينه وبــــــين الاستثمار الإسلامي في بعض البنوك الربوية، وإيقاف الإنفاقات البـــــــــذَخية في الاحتفـــــــالات والمؤتمرات والمرافق...) والمنكرات الاجــــــتماعية( ومن ذلك التركيز على المساواة بين الجنسين في جميع المجالات، والسماح للمنظـــــــــــمات المشبوهةلترجيل أو ابتــــذال المرأة، و الإسراع في رفع المظالم ، ورفع معانـــــــاة المحتاجين... )  .

     * وكذلك لابدّ أن يتحمل الرعيّة والقوى السياسية مسؤوليتهم في التعاون على التماسك والأُخوّة  والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهنالك من يظن أن الانفصال حلٌّ وهي فكرة خاطئة شديدة الخطورة ، لأن ذلك يصب في خانـــــة المؤامرة الصليبية اليهودية ( الفوضى الخلّاقة) كما في العـــــــــــــراق وأفغانستان والصومال، ولن يقتنع المتآمرون بدولة انفصالية واحدة ، وإنما سوف يحوّلون البلد إلى مِزَق.. فلا يجوز اللعب بالنار.(و لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) الأنفال .

     * والحل هو ( واعتصموا بحبل الله ( دينه وشريعته وإزالة مايخالف ذلك) جميعًا ولا تفرّقوا( فليس في التفرّق حلٌّ أبدا) آل عمران . 

 

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©