الإصرارعلى العدوان على غزة والإصرار على الإساءةللرسول عليه الصلاة والسلام

خطبة جمعة في مسجد الإصلاح بصنعاء في22صفر1429هـ  ــ  1  مارس2008م

 

* ( ...لا يألونكم خبالا ، ودُّوا ما عنتُّم...) آل عمران .في تفسير ابن كثير وتفسير الشوكاني أن الآية يمكن الاستدلال بها على سلوك المنافقين وعلى سلوك أهل الكتاب مع المسلمين ... فهم لا يألون أي يقصّرون في جلْب الخبال وهو الفساد والضرر للمسلمين . وهذا سلوكهم باستمرار ولولم يكن لهم تسلُّط فكيف إذا تسلّطوا كما في هذا العصر؟ (ألم ترَ إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب......) الحشر.

   * وما يجري في غزة جزء من ذلك في الظروف الحالية ، ويتعاون على حصوله المنافقون وأهل الكتاب (فترى الذين في قلولهم مرض يُسارعون فيهم) المائدة.

فالحصار مستمر .. ويرافقه باستمرار مطاردات واعتقالات بل وقصف وتوغُّلات وقتل يومي و قتل بالتعذيب للصالحين( كما حدث لأحد أئمة المساجد في الضفة الغربية من قِبل المنافقين).. وهنالك التشديد المستمر في إغلاق الحدود تنفيذًا لرغبة اليهود .. وهنالك الصمت والتغاضي من قبل دول الطوق وسائر الدول في بلاد المسلمين ، وحتى من قِبل أصحاب الشعارات والعنتريات في جنوب لبنان .

*       والغرض فرْض الأمر الواقع ومواصلة سياسة التدمير والإبادة، والمثابرة بنَفَس طويل وإصرارشديد للوصول إلى الهدف وهو القضاء على المجاهدين !.. فهل يجوز أن يتطرق إلينا الخلل والملل؟.. لم يمَلُّوا من ظلمهم وباطلهم وتحالفاتهم فهل نملّ من المصابرة في نُصْرة إخواننا ومواساتهم ومتابعة التوعية بقضيتهم والدعاء لهم  ومطالبة الدول في بلاد المسلمين بالواجب ؟( اصبروا وصابروا) آل عمران.

*       وكالاستمرار في العدوان على غزة والفلسطينيين عموما .. هنالك إصرار على استمرار الإساءة للرسول عليه الصلاة والسلام وعدم تقصير في هذا الخبال والعدوان من أهل الكتاب ، بل إن وزير الداخلية الألماني أصرّ على تعميم الإساءة في الصحف الأوربية ، ولم يكن هذا وسط صمت غربي مؤيّد ضمنًا فحسب ، فهذا مسلكهم الدائم، بل وسط صمت وتجاهل من الدول  في بلاد المسلمين .. وارتياح من المنافقين..!

*      وهنالك من الحكام ومن الآخرين من يطلق المناورات التي تشغل الناس ، وتَدفع في اتجاه الإحباط وتَخرج عن الموضوع وعن الجدّية بالمناداة بقانون دولي يمنع الإساءة إلى الأديان...! ولو سلِم لهم القياس لكان هذا شبيهًا بشغْل الناس عن إسعاف معتدًى عليه يعاني في الحال من العدوان.. بالدعوة إلى البحث عن المظلومين جميعا أولًا ثم إسعافهم جملة . وهذ المنطق فيه ظلم لوكان هنالك مظلومون سابقون .. و قياس مع الفارق .... لأن إسعاف المظلوم الحاليّ الذي يتلوّى ويُعاني مقدَّمٌ على المظلوم الثاني الذي ارتفعتْ عنه مباشرة الاعتداء... فكيف إذا كان المظلومون الآخرون موهومين  ..!فإن ذلك يكون مناورة وخداعًا أوجهلًا بالواقع في أحسن المَحامِل . ..مناوراتٌ ومغالطات بدلًا من القيام بالواجبات التي في مقدمتها قطع العلاقــــــــات ومقاطعة ومحاربة الفكر المستورد من المغضوب عليهم والضالين والوقوف الحازم من الأعداء المسيئين بدلًا من استجداء الدول قانونا مزيّفا..

ومن لم يَذُدْ عن حوضه بسلاحه يُهَــــدَّمْ ومن لم يظْلِمِ الناس يُظْلَمِ (هكذا منطِقهم).

* ولوحصل التعرض لعِرض واحد من الحكام لكان قطع العلاقات أقل ما يتخذه .. فهل عرض رسول الله لا يستحق ذلك وهو الذي يجب في عقيدتنا أن يكون أحب الينا من والدِينا وأولادنا وأنفسنا والناس أجمعين ؟.

فإن أبي ووالدَهُ وعِرضي          لعرض محمدٍ مِنكم وِقَاءُ        (حسان بن ثابت)

* إن الإسلام هو الدين الخاتم وهو وارث الرسالات السماوية، وكل المقدسات الثابتة فيها هي مقدسات فيه، فالتأكيد على احترامه معناه التأكيد على احترام كافة المقدسات الصحيحة ( وأنزلنا عليك الكتاب مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه) المائدة. ومن تلك المقدسات جميع الأنبياء وجميع الكتب المنزلة . وأما الضلالات فلا يجوز حمايتها فضلًا عن احترامها كالزعم بان الله اتخذ ولدا ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا..... تكاد السماوات يتفطّرن منه وتنشق الجبال ....) مريم .

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©