لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/fth.mp3
من
كان يتصوّر سقوط فرعون على يد أحد المظلومين
من داخل قصره (نموذج لقيام الحجة والخزي
للمكذبين و العقاب العاجل) :
قال تعالى :(طسم ، تِلْكَ آيَاتُ
الْكِتَابِ الْمُبِينِ ، نَتْلُوا عَلَيْكَ
مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ
لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ، إِنَّ فِرْعَوْنَ
عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا
شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ
يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي
نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
، وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ
اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ
أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ،
وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي
فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم
مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ، وَأَوْحَيْنَا
إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا
خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ
وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا
رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ
الْمُرْسَلِينَ ، فَالْتَقَطَهُ آلُ
فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً
وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ
وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ) القصص .
هذه الآيات الكريمات تبين ببلاغة
و إيجاز كيف أزال الله الطاغية مدَّعي
الربوبية ودولته و جنوده ، بواسطة واحد مِمّن
كان يذبحهم خوفاً على مُلكه ، فاستبقاه الله
ليتربى داخل القصر ليكون لفرعون عدوّاً
وحزَناً وليزول ملكه على يديه .
أنواعٌ من الخِزي قبل سقوط فرعون وجنوده :
وذلك بعد جولات وانتصارات وحجج
واضحات ، وخزي في الدنيا وعذاب واستسلام لموسى
ليدعو ربه بالمخرَج لمن كان يدَّعي الربوبية
و لأتباعه .
قال تعالى :(فَأَرْسَلْنَا
عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ
وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ
مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ
قَوْماً مُّجْرِمِينَ ، وَلَمَّا وَقَعَ
عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ يَا مُوسَى
ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ
لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ
لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَلَمَّا كَشَفْنَا
عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم
بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ ،
فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي
الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا
وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ ،
وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ
يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ
وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا
وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى
بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ
وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ
وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ)الأعراف
.
و انتهى الأمر بحفل انتصار !!
ومثال آخر من قصر الملك الذي خدَّ الأخاديد
لحرْق المؤمنين مدَّعياً الربوبية (نموذج
لقيام الحجة والخزي للمكذبين و العقاب الآجل)
:
قال تعالى :(
ُقتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ، النَّارِ
ذَاتِ الْوَقُودِ ، إِذْ هُمْ عَلَيْهَا
قُعُودٌ ، وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ
بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ، وَمَا نَقَمُوا
مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ
الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ، الَّذِي لَهُ مُلْكُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ، إِنَّ الَّذِينَ
فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ
جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ)
البروج .
روى مسلم بسنده عَنْ صُهَيْبٍ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : كَانَ مَلِكٌ
فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَكَانَ لَهُ
سَاحِرٌ ، فَلَمَّا كَبِرَ قَالَ لِلْمَلِكِ
: إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ فَابْعَثْ إِلَيَّ
غُلَامًا أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ ، فَبَعَثَ
إِلَيْهِ غُلَامًا يُعَلِّمُهُ ، فَكَانَ فِي
طَرِيقِهِ إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ ، فَقَعَدَ
إِلَيْهِ وَسَمِعَ كَلَامَهُ فَأَعْجَبَهُ ،
فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ مَرَّ
بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ ، فَإِذَا
أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ فَشَكَا ذَلِكَ
إِلَى الرَّاهِبِ ، فَقَالَ : إِذَا خَشِيتَ
السَّاحِرَ فَقُلْ حَبَسَنِي أَهْلِي ،
وَإِذَا خَشِيتَ أَهْلَكَ فَقُلْ حَبَسَنِي
السَّاحِرُ ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ
أَتَى عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتْ
النَّاسَ ، فَقَالَ الْيَوْمَ أَعْلَمُ
آلسَّاحِرُ أَفْضَلُ أَمْ الرَّاهِبُ أَفْضَلُ
، فَأَخَذَ حَجَرًا فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنْ
كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ
مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ
الدَّابَّةَ حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ ،
فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا وَمَضَى النَّاسُ .
فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ
فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ : أَيْ بُنَيَّ
أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّي قَدْ بَلَغَ
مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَى ، وَإِنَّكَ
سَتُبْتَلَى فَإِنْ ابْتُلِيتَ فَلَا تَدُلَّ
عَلَيَّ ، وَكَانَ الْغُلَامُ يُبْرِئُ
الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَيُدَاوِي
النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الْأَدْوَاءِ ،
فَسَمِعَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ كَانَ قَدْ
عَمِيَ فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ
فَقَالَ مَا هَاهُنَا لَكَ أَجْمَعُ إِنْ
أَنْتَ شَفَيْتَنِي ، فَقَالَ إِنِّي لَا
أَشْفِي أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ ،
فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللَّهِ دَعَوْتُ
اللَّهَ فَشَفَاكَ ، فَآمَنَ بِاللَّهِ
فَشَفَاهُ اللَّهُ .
فَأَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ
إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِسُ ، فَقَالَ لَهُ
الْمَلِكُ مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ ؟
قَالَ : رَبِّي . قَالَ : وَلَكَ رَبٌّ
غَيْرِي ؟ قَالَ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ !
فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى
دَلَّ عَلَى الْغُلَامِ ، فَجِيءَ
بِالْغُلَامِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : أَيْ
بُنَيَّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا
تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ
وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ ؟ فَقَالَ : إِنِّي لَا
أَشْفِي أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ ،
فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى
دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ ، فَجِيءَ
بِالرَّاهِبِ فَقِيلَ لَهُ : ارْجِعْ عَنْ
دِينِكَ فَأَبَى ، فَدَعَا بِالْمِئْشَارِ
فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ
فَشَقَّهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ . ثُمَّ
جِيءَ بِجَلِيسِ الْمَلِكِ فَقِيلَ لَهُ
ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى ، فَوَضَعَ
الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَشَقَّهُ
بِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ .
ثُمَّ جِيءَ بِالْغُلَامِ
فَقِيلَ لَهُ ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى ،
فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ
فَقَالَ اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا
وَكَذَا فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ فَإِذَا
بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ
دِينِهِ وَإِلَّا فَاطْرَحُوهُ ، فَذَهَبُوا
بِهِ فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ فَقَالَ :
اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ ،
فَرَجَفَ بِهِمْ الْجَبَلُ فَسَقَطُوا وَجَاءَ
يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ ، فَقَالَ لَهُ
الْمَلِكُ مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ ؟ قَالَ
كَفَانِيهِمُ اللَّهُ ، فَدَفَعَهُ إِلَى
نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ اذْهَبُوا
بِهِ فَاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُورٍ
فَتَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ فَإِنْ رَجَعَ
عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَاقْذِفُوهُ ،
فَذَهَبُوا بِهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ
اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ ، فَانْكَفَأَتْ
بِهِمْ السَّفِينَةُ فَغَرِقُوا وَجَاءَ
يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ ، فَقَالَ لَهُ
الْمَلِكُ مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ ؟ قَالَ
كَفَانِيهِمُ اللَّهُ .
فَقَالَ لِلْمَلِكِ : إِنَّكَ
لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا
آمُرُكَ بِهِ ، قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ
تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ
وَتَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ ، ثُمَّ خُذْ
سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي ثُمَّ ضَعْ السَّهْمَ
فِي كَبِدِ الْقَوْسِ ، ثُمَّ قُلْ : بِاسْمِ
اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ ، ثُمَّ ارْمِنِي ،
فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي
.
فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ
وَاحِدٍ وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ ثُمَّ أَخَذَ
سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ثُمَّ وَضَعَ
السَّهْمَ فِي كَبْدِ الْقَوْسِ ، ثُمَّ قَالَ
: بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ ، ثُمَّ
رَمَاهُ فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ
فَوَضَعَ يَدَهُ فِي صُدْغِهِ فِي مَوْضِعِ
السَّهْمِ فَمَاتَ ، فَقَالَ النَّاسُ :
آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ ،آمَنَّا بِرَبِّ
الْغُلَامِ ، آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ .
فَأُتِيَ الْمَلِكُ فَقِيلَ لَهُ
: أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ ، قَدْ
وَاللَّهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ ، قَدْ آمَنَ
النَّاسُ . فَأَمَرَ بِالْأُخْدُودِ فِي
أَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدَّتْ وَأَضْرَمَ
النِّيرَانَ ، وَقَالَ مَنْ لَمْ يَرْجِعْ
عَنْ دِينِهِ فَأَقْحْمُوهُ فِيهَا ، أَوْ
قِيلَ لَهُ اقْتَحِمْ . فَفَعَلُوا حَتَّى
جَاءَتْ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا
فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا ، فَقَالَ
لَهَا الْغُلَامُ يَا أُمَّهْ اصْبِرِي
فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ) .
وانتهى الأمر بحفلة استشهادية ،
بعد ظهور آيات بينات متكرِّارات تدين الطغيان
والطغاة !
واليوم يأتي أردوغان في زمن اليأس من رحم قلعة
العلمانية التي كانت قلعة الخلافة و سهِر
عليها الحلف اليهودي الصليبي عشرات السنين ،
يأتي ليقلب الطاولة عليهم ويشفي صدور المؤمنين
:
ولد أردوغان سنة 1954م ونشأ نشأة
إسلامية ، وهو من أصلٍ جورجيٍّ ابتدأ حياته
فقيراً يدرُس و يبيع البطيخ ، كما درس في
مدرسة دينية ، ثم تخرج من جامعة مرمرة في
الاقتصاد ، وانضم لحزب أربكان وصار عمدة
إسطنبول و تناقلت الأخبار أنه استسقى لها فنزل
المطر ، و في خطاب جماهيري استشهد بأبيات
للشاعر التركي محمد عاكف : مساجدنا ثكناتنا ..
خوذاتنا قبابنا .. مآذننا حرابنا .. والمصلون
جنودنا .. بهذا الجيش نحمي ديننا .
و قد عبر عن ذلك علي أحمد باكثير في
وصف إسطنبول :
كأنَّ قِبابَها خُوذاتُ صُلْبٍ
وُضِعْنَ على رؤوس مُجاهدينا
ومَن ينظرْ مآذِنَها يجِدْها
رماحاً في صدور الكافرينا
فكان الحكم عليه من القضاء
العلماني بالحبس عشرة أشهر ، و فقد منصبه وخرج
بعد أربعة أشهر من الحبس محظورا عليه النشاط
السياسي وشكّل حزب العدالة و التنمية في مطلع
هذا القرن الميلادي و حاز على الأغلبية ،
فشكَّل الحكومة زميله عبد الله جول الذي صار
فيما بعد رئيساً للدولة ، لأنه كان ممنوعاً من
العمل السياسي ، ولكن البرلمان الذي له
الأغلبية فيه عدّل الدستور ، وتم السماح له
بتولّي رئاسة الوزراء .
و منذ ذلك التاريخ و هو يعود
بتركيا بالتدريج إلى الإسلام بهدوء رغم الغطاء
العلماني الصارم ، ويشجِّع المدارس الدينية
والحجاب ، ويقلِّص العلمانية ويقصُّ أظافر
الضباط في الجيش الذين يحرسون العلمانية ، و
قد عمل على معارضة تدخُّل أمريكا في العراق ،
وتصالحَ مع الأكراد ومع الجيران وأصلَح
الاقتصاد ، وحرص على نزاهة الحكومة ، وعمل على
إزالة الفساد بأنواعه ، وتبنَّى القضية
الفلسطينية بصورة لم تحصل من أي دولة أخرى
تحكم المسلمين ... إلخ .
وقد حصل على جائزة الملك فيصل
لخدماته الإسلامية ، وأصرَّ على زيارة محمد
قطب الأستاذ في جامعة أم القرى أوائل هذا
العام ، وكان آخر ما فعله تسيير أسطول الحرية
لفك حصار غزة ، وقد انفك الحصار إن شاء الله
إلى غير رجعة ، وينوي أن يذهب بنفسه في أسطول
جديد إلى غزة مع البوارج البحرية ، بمعنى أنه
ربما فتح الحرب و أعلنها مع اليهود .
و حتى لو لم يطَّرد (يستمر) ذلك ـ كما حصل
لعدنان مندريس رئيس وزراء تركيا في الخمسينيات
، الذي أُعدِم مع وزيري الخارجية والمالية في
انقلاب الجيش سنة 1960م ، لإعادته الأذان
بالعربية ولسماحه بالمدارس الدينية وفتحه
معهداً دينيا عاليا ، رغم أنه قام بنهضة في
البلاد و حكَم عشر سنوات ـ .. إلا أن حدوث
ذلك يدل على حِفْظ الله للإسلام وظهور الحجة
له في كل مرة ، حتى في عمْق بيئة الكفر ، وأن
حجة الكفر داحضة ، و سواء انتهى الأمر
بحفلة انتصار كما في قصة موسى ، أم بحفلة
استشهاد كما حصل في قصة الغلام المؤمن ، فكل
ذلك خير ، قال تعالى : (قل هل تربصون بنا إلا
إحدى الحسنيين) التوبة .
وعلى كل حال فلا بد من عودة القسطنطينية
(إسطنبول) في آخر الزمان :
وفي ختام المطاف سوف تُفتَح
إسطنبول(القسطنطينية) ، فقد روى
مسلم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(سَمِعْتُمْ بِمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنْهَا فِي
الْبَرِّ وَجَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَحْرِ ، ـ
قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ـ قَالَ :
لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزُوَهَا
سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ بَنِي إِسْحَقَ ـ من
الأوروبيين أو الأتراك ـ فَإِذَا جَاءُوهَا
نَزَلُوا فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلَاحٍ وَلَمْ
يَرْمُوا بِسَهْمٍ ، قَالُوا لَا إِلَهَ
إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ فَيَسْقُطُ
أَحَدُ جَانِبَيْهَا ، قَالَ ثَوْرٌ لَا
أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ الَّذِي فِي
الْبَحْرِ ، ثُمَّ يَقُولُوا الثَّانِيَةَ لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ
فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الْآخَرُ ، ثُمَّ
يَقُولُوا الثَّالِثَةَ لَا إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ فَيُفَرَّجُ
لَهُمْ فَيَدْخُلُوهَا فَيَغْنَمُوا ،
فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْمَغَانِمَ
إِذْ جَاءَهُمْ الصَّرِيخُ ، فَقَالَ إِنَّ
الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ فَيَتْرُكُونَ كُلَّ
شَيْءٍ وَيَرْجِعُونَ .
قال مسلم : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
مَرْزُوقٍ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ
الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ
بِلَالٍ حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ
الدِّيلِيُّ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ
بِمِثْلِهِ
.
و هذا الفتح في زمان الملحمة الكبرى أيام
المهدي .. فقد روى مسلم كذلك عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا
تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ
بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ ، فَيَخْرُجُ
إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ
خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ـ جيش
المهدي كما تدل الروايات ـ فَإِذَا تَصَافُّوا
قَالَتْ الرُّومُ خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ
الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ ،
فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ لَا وَاللَّهِ لَا
نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا ،
فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا
يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا ،
وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ
عِنْدَ اللَّهِ ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا
يُفْتَنُونَ أَبَدًا ، فَيَفْتَتِحُونَ
قُسْطَنْطِينِيَّةَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ
يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا
سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ ، إِذْ صَاحَ
فِيهِمْ الشَّيْطَانُ إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ
خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ فَيَخْرُجُونَ
وَذَلِكَ بَاطِلٌ ، فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ
خَرَجَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ
لِلْقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ
أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ ، فَيَنْزِلُ عِيسَى
ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَأَمَّهُمْ ، فَإِذَا رَآهُ
عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ
الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، فَلَوْ تَرَكَهُ
لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ ، وَلَكِنْ
يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ فَيُرِيهِمْ
دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ ) .
|