محاصَرُو غزة وسجناء غوانتانامو

في مسجد جامعة الإيمان في 3 من محرم 1429هـ الموافق 12 يناير 2008م

   

     * بدأ العام الجديد ، وغزة تحت الحصار منذ أشهر ؛ مليون ونصف من المسلمين في المعاناة , واليهود يقصفون ويقتلون فيهم باستمرار , والمرضى والجرحى لا يستطيعون السفر للعلاج عند الضرورة للسفر وقد توفي العشرات , والطلبة لا يستطيعون الخروج لمواصلة دراستهم , والمقيمون في الدول العربية لا يستطيعون العودة إليها ؛ فقدوا إقاماتهم وفقدوا أعمالهم , ونفِدتْ جميع السلع والمواد التشغيلية فأغلقتْ المصانع أبوابها ، وانتشر الفقر والحرمان لدى الآلاف .

     * هؤلاء جزءٌ من الجسد الإسلامي ، فلماذا يسكت المسلمون  على تعمُّد إصابته بالشلل ؟ ولماذا يُعزَلون عن إخوانهم بترْهيب اليهود وأوامرهم ؟ ومصر كبرى دول العرب بجوارهم ؟ بالأمس كان الإصرار على منع الحُجاج من العودة من نقطة العبور التي خرجوا منها للحج ، من أجل أن يعودوا من نقطة عبور تخضع لليهود حتى يعتقل اليهود  من شاءوا ويمنعوا من شاءوا , وأمام مصابرة الحجاج وإصرارهم الأشدّ أُحْرِجتْ مصر فسمحتْ لهم بالعبور ، واشتدّ عليها اللّوم من اليهود وحلفائهم .

    * لماذا لا يتدخل سائر المسلمين وسائر دولهم للضغْط وإيجاد رأي عام قويّ يحْمِل مصر والسلْطة الفلسطينية على الأقل على عدَم الاعتراض على نجْدة المحاصَرين ؟ ويُحْبطُ الغطْرسة اليهودية الصليبية الرامية إلى تحطيم وإهلاك شعب مجاهد ؟!

     * ما هو ذنب هذا الشعب وما هي جريمته حتى يتعرض لهذه المعاملة الظالمة ؟! 

    * الحرْص على منهج الإسلام ومواجهة الاحتلال والصمود أمام المؤامرة  الكبرى لتضييع فلسطين والاستسلام للعدو هي ذنب هؤلاء الأبطال .

      * إن الفريضة التي يؤدّيها المسلمون في غزة و فلسطين نيابة عن سائر المسلمين توجب على المسلمين ألّا يقفوا موقف المتفرجين ( إنما المؤمنون إخوة) الحجرات . (مثلُ المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثلُ الجسد) متفق عليه . (انصر أخاك ...) متفق عليه .

     * إن الولاء والمناصرة للمسلمين فريضة بل عقيدة ، وسبب لرحمة الله ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ... أولئك سيرحمهم الله ) التوبة .

     * تجب المبادرة بالدعم المادي بالأموال والمواد العينية والتصميم على دخولها إلى إخواننا ، وإقامة الفعاليات المتنوّعة الضاغطة في طول العالم الإسلامي وعرضه , السياسية والإعلامية والمعنوية ... إلخ , وإلْزام القيادات و إحْراجــها لتقوم على الأقل بشيء من الواجب ودعوة جميع المسلمين للدعاء لإخوانهم والدعاء على أعدائهم .

     * لا بد أنْ نبدأ عامنا الجديد بالقيام بهذا الواجب عسى أنْ يرحمنا الله ويبــارك لنا فيه ويغفر ما سلف من ذنوبنا و تقصيرنا ، ويرْفع عنا العقاب والأزمات وأنواع العذاب ، ولا بد أنْ نقوم بالتوعية في أوساط العامة والخاصة ، فالعلماء وطلاب العلم أقْدر على الكلمة ، والناس إليهم أسْمع  , وقد توالتْ علينا من إخواننا الاستغاثات , والعلم النافع إنما يكون نفْعه بالتأثير في الواقع ، و قد استعاذ عليه الصلاة والسلام من علْم لا ينفع ، كما في الحديث عند مسلم ، فمن أراد أن يبارَك له في علمه ، وأنْ يُفْتَح عليه بالمزيد ، لاسيما ونحن في بداية الاستعداد للتحصيل في عام جديد  ، فعليه بمثل هذا العمل ، وصرْف الطاقة في مواجهة السلبيات والمنكرات و  البدع والانحرافات ، ومحاربة الأعداء والمؤمرات ، بدلاً   من صرْفها في الداخل في تغذية الخلافات والصراعات والانتصار للذات , وأمامنا مجالات في التطبيقات و غيرها ، ( يا أيها الذين آمنوا إنْ تنْصروا الله ينْصرْكم ويُثَبِّتْ أقدامكم ، والذين كفروا فتعْسًا لهم وأضلَّ اعمالهم ) محمد .

     * وإذا لم نتشرّف بالقيام بالواجب فإننا إنما نلحِق الضرَر بأنفُسنا ، ونستنزل المزيد من العقوبات والأزمات ، وسوف يفَرّج الله عن الصامدين المصابرين (لا تزال طائفة من أُمتي على الحق ظاهرين لا يضرّهم من خالفهم ولا من خذلهم) متفق عليه (لا يزال أهل الغرْب ظاهرين) وأهل الغرب هم أهل الشام كما ذكر بعض شُرّاح الحديث ، وفلسطين من الشام , (وأُخرَى تُحِبّونها نصْرٌ من الله وفتْحٌ قريب) الصف . ( عليكم بالجهاد في سبيل الله فإنه باب من أبواب الجنة يُذْهب الله به الهمَّ والغمّ) رواه الطبراني وذكر الألباني في صحيح الجامع أنه صحيح .

     * كذلك إخواننا في سجن جوانتانامو سجنهم الإرهاب بلا إنسانية ولا عدالة إلى أجل غير مسمى ، وصبروا وصابروا إلى أنْ ملّ الظلمة من سجنهم ، وأصبحوا يقولون للدول : من كان لهم سجناء فليأخذوهم! وهنالك سجناء يمنيون , فنهيب بالجهات الرسمية أنْ تتابع لاسترجاعهم بصورة جادّة ، وما كان يجوز السكوت طَوَال هذه المدة . وكذلك يجب التأكيد على المطالبة برفع اسم شيخنا عبد المجيد من القائمة المزاجية المسمّاة قائمـة الإرهاب ، وكذلك التأكيد على المطالبة بالإفراج عن الشيخ المؤيّد ورفيقه زائد . و نسْأل أنْ يهدينا إلى الالتزام بعقيدة الولاء والبراء  إنه سميع قريب .

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©