الغفْلة في زمَن الزلازل والحروب

خطبة جمعة في مسجد جامعة الإيمان في 16جمادى الآخرة 1434هـ الموافق 26 أبريل 2013م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/ghflh.mp3

     قال عليه الصلاة و السلام : (أُمَّتِي هذه أُمَّةٌ مرْحُومَةٌ ليس عليها عذابٌ في الآخِرة ، إنما عذابُها في الدنيا الفتنُ و الزلازلُ و القتْلُ و البلايَا) رواه أبو داود والطبراني والحاكم والبيهقي عن أبي موسى ، وقال الألباني صحيح   .

      ورواية الحاكم للحديث بسنده عن أبي بُردة قال : بينا أنا واقف في السوق في إمارة زياد إذْ ضربتُ بإحدى يديَّ على الأخرى تعجُّبا ، فقال رجل من الأنصار قد كانت لوالده صحبة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم مِمَّ تعجب يا أبا بُردة ؟ قلت : أعجبُ من قوم دينُهم واحد و نبيُّهم واحد و دعوتُهم واحدة و حجُّهم واحد و غزوُهم واحد يستحِلُّ بعضهم قتْل بعض ، قال : فلا تعجبْ فإني سمعت والدي أخبرني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : (إن أمَّتي أمةٌ مرحومةٌ ليس عليها في الآخرة حساب و لا عذاب ، إنما عذابُها في القتْل و الزلازل و الفِتن) ، قال الحاكم: هذا حديث صحـيح الإسناد و لم يخرجاه ، وقال الذهبي صحيح .

     و بسند له آخر عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (أُمَّتي أمةٌ مرحومةٌ لا عذاب عليها في الآخرة ، جعل الله عذابَها في الدنيا القتلَ و الزلازلَ و الفتن) ، وقال هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه ، وقال الذهبي صحيح .

     وهذه الابتلاءات هي في آخر الزمان لكثْرة الذنوب لحديث مسلم عن عبدالله بن عمرو : (وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِى أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلاَءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا) ، و يؤكِّد ذلك ما يأتي :

     و قال عليه الصلاة و السلام : (لا تقومُ الساعةُ حتى يُقبَضَ العِلْم و تكثُر الزلازلُ و يتَقاربَ الزمانُ و تَظهَر الفتنُ و يكثُرَ الهرْج ، و هو القتلُ) رواه أحمد والبخاري وابن ماجه عن أبي هريرة .

      و قال عليه الصلاة و السلام : (يا ابن حَوَالة ! إذا رأيتَ الخلافة قد نزلتِ الأرضَ المقدَّسة ، فقد دنَتِ الزلازلُ و البلابلُ و الأمورُ العِظام و الساعةُ يومئذٍ أقربُ مِن الناسِ من يَدِي هذه مِنْ رأسِك)  رواه أحمد وأبو داود والحاكم ، وقال الألباني صحيح .

       ورواية الحاكم للحديث بسنده أن ابن زُغْبٍ الإيادي قال : نزل عليَّ عبد الله بن حوالة الأزدي فقال لي و إنه لنازلٌ عليَّ في بيتي : لا أُمَّ لك ، أما يكفي ابن حوالة مائةٌ يَجرِي عليه في كل عام ؟ ثم قال : بعثَنا رسول الله صلى الله عليه و سلم حول المدينة على أقدمنا لنغنَم ، فرجعنا و لم نغنَم و عرَف الجهد في وجوهنا فقام فينا خطيبًا فقال : (اللهم لا تَكِلْهم إليَّ فأضعُفَ عنهم ، و لا تَكِلْهم إلى أنفسهم فيعجِزوا عنها ، و لا تَكِلْهم إلى الناس فيَسْتأثروا عليهم) ثم قال : (لتُفتحَنَّ الشام و فارس أو الروم و فارس حتى يكون لأحدكم من الإبل كذا و كذا و من البقر كذا و كذا حتى يُعطَى أحدُكم مائة دينار فيَسْخَطها) ثم وضع يده على رأسي أو على هامتي فقال : (يا ابن حوَالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدَّسة فقد دنَت الزلازل و البلايَا و الأمور العِظام ، الساعةُ يومئذ أقرب للناس مِن يدِي هذه من رأسِك) ، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه ، و ابن زُغْبٍ الأيادي معروف في تابعي أهل مصر . وقال الذهبي صحيح .

     و روى الحاكم عن سلمة بن نفيل السّكُوني قال : بينا نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه و سلم فجاء رجل فقال : يا نبيّ الله هل أُتِيتَ بطعامٍ من السماء ؟ فقال : (أُتِيتُ بطعام مِسْخَنَةٍ) قال : فهل كان فيه فضْلٌ عنك؟ قال : (نعم) قال : فما فُعِل به؟ قال : (رُفِع إلى السماء ، و هو يُوحَى إليَّ أنني غيرُ لابثٍ فيكم إلا قليلا ، و لستُم لابِثين بعدي إلا قليلا ، بل تلبَثون حتى تقولوا حتّى متى؟ ثم تأتون أفْنَادًا و يُفْنِي بعضكم بعضا ، و بين يدَيِ الساعة مُوتانٌ شديد و بعده سنواتُ الزلازل) ، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وقال الذهبي: الخبر من غرائب الصحاح .. و رواه أحمد قال الأرنؤوط : إسناده صحيح رجاله ثقات على غَرَابة في مَتْنه .

    الأحداث في هذه الأيام :

    1- الزلازل الكثيرة المتكرّرة في إيران (8بمقياس ريختر) و في الصين و في أفغانستان وفي باكستان وآثارها إلى الخليج . و لعل زمن ظهور الخلافة و نزولها الأرض المقدّسة قريب .

    2- الحرب الطاحنة التي امتدّت من سورية إلى لبنان إلى العراق ، و تهديدات كورية الشمالية لأمريكة بحرب نوويّة مدمرة ، وقد قيل إن ذلك لو حصل فربما تأثَّر سبعون في المائة من سكان العالم  .

     3- هنالك توقُّعاتٌ لسقوط نيزك مُدَمِّرٍ على الأرض .    

     4- خسوف القمر البارحة الذي لم نشعر به .

     5- لا بد من التوبة لأن ما يجري علينا هذه الأيام عذابٌ وعقوبات كما في الحديث ، و من أعظم الذنوب إقرار التشريعات بالتصويت !!.. والذين يذمُّون تشريع اتفاقيّة الجندر ، ويُقِرُّون منظومة التشريعات الأخرى مع أن مبدأَ التصويت واحد والمرجعية واحدة والمنهجية واحدة ، إنما يكيلون بمكيالين ويتناقَضون ، فالبرلمان صوَّت على اتفاقيّة الجندر و صوّت على منظومة التشريعات ، وحتّى ماوافق منها شرع الله من تلك التشريعات لايحتاج إلى تصويت البرلمان ، لأن حكم الله لا يجوز ربْطه بطاغوت التصويت ، (إِنِ الحُكْمُ إلَّا لِله) يوسف .

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©