لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/katar.mp3
* أنعم الله على اليمن بالوحدة منذ 19 سنة من
هذا اليوم ، و لم يشكر الناس هذه النعمة على
النحو المطلوب ، فإذا ببوادر سلب النعمة تلوح
نسأل الله العافية ، و قد مكَّن الله السلطة
، ولكنها لم تقم بواجبها في حراسة الدين و
سياسة الدنيا به ، وأكثرت من الفساد ، فضاق
الناس بها ذرعا ، وضاق بعضهم بالوحدة و لا ذنب
لها ، كالذي تسوء ظروفه فيضيق ذرعا بثيابه بل
بجسده فيمزقه و لاذنب لأيٍّ منهما
(ليس
منا من لطم الخدود و شق الجيوب و دعا بدعوى
الجاهلية) حم ق ت ن هـ عن ابن مسعود
، فهذا قد ضرَّ
نفسه و ما نفعها . و العلاج يحتاج إلى طبيبٍ
وصبرٍ وزمان
، والأطباء هنا هم العلماء لا سِواهم ، و لا
بد من احترام التخصُّص (و لو
ردُّوه إلى الرسول و إلى أولي الأمر منهم
لَعَلِمَه الذين يستنبطونه منهم) النساء .
*ومن التوفيق أن يهدي الله
الإنسان إلى الصواب في المعالجة ، حتى لا
يُذنب مرتين : مرَّةً في الانحراف في وقوع
المرض ، و مرَّةً في الانحراف في المعالجة . و
قد انبرى المعالجون و في مقدمتهم السلطة و
المعارضة ، وكل طرف يتهم الآخر . والتهميش
منهما واضح للعلماء و للتفسير الشرعي لِمَا
يجري و كذلك للمعالجات ، مع أن النور بين
أيدينا ، قال تعالى : (قد جاءكم من الله نور
وكتاب مبين ، يهدي به الله مَن اتبع رضوانه
سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور
بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم ) المائدة .
* أصبح حالنا كما قيل :
ومن العجائب والعجائب جمَّةٌ قُرْبُ
الشفاءِ و ما إليه وصولُ
كالعِيسِ في البيداءِ
يقتلها الظما والماءُ فوق ظهورِها محمـولُ
* والهداية من الله لمن
استهدَاهُ وتذلَّل بين يديه ، وإلا فقد يحال
بين المرء والهدى ( واعلموا أن الله يحول بين
المرْء وقليه) الأنفال . وتظهر الأمور لغير
الموفَّق بخلاف حقيقتها (قل هو للذين آمنوا
هدى و شفاء ، و الذين لا يؤمنون في آذانهم
وقْرٌ وهو عليهم عمًى) حم السجدة . ولذلك لم
ينتفع كثير من بني إسرائيل بالتوراة (مثل
الذين حُمِّلو التوراة ثم لم يحملوها كمثل
الحمار يحمل أسفارا) الجمعة . وعرَضوا خيار
عبادة الصنَم (احعل لنا إلها كما لهم آلهة )
الأعراف . بل اتخذوا العجل (قالوا لن نبرح
عليه عاكفبن حتى يرجع إلينا موسى) طه . و
استنكروا من موسى دعوته لهم لدخول الأرض
المقدسة (لن ندخلها أبدا ما داموا فيها)
المائدة . و استنكروا نعمة الطعام النافع
الميسور في التيه (لن نصبر على طعام واحد )
البقرة . وهكذا دومًا حال الـمُنْسَلِكين في
إطار الذين يبغونها عوجا (ومن لم يحعل الله له
نورا فما له من نور) النور .
قد
تُنكِر العينُ ضوء الشمس من رمَدٍ و ينكر
الفم طعم الماء من سقَمِ
*التفسير الشرعي للأمور أن مهمة الدولة
واضحـــة في هذه الآية : (الَّذِينَ إِن
مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا
الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا
بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ
وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) الحج41 .
فإذا فرّطتْ فيها الدولة ، ولم تجد من ينهاها
ويقول كلمة الحق عند السلطان الجائر بِلُغةِ
ومعالجاتِ الشرع ، نزَل العقاب (وَاتَّقُواْ
فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ
مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ
شَدِيدُ الْعِقَابِ ) الأنفال25 . (و
الذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف و لتنهون عن
المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من
عنده ثم لتَدْعُـنَّـهُ فلا يستجيب لكم) حم ت عن حذيفة . قال الألباني إنه
حسن .
* إن تجاهل الهدى ومنهج الشرع والتهميش
له ،
يفتح المجال لكل متقوِّل و كل دعيٍّ من الداخل
و الخارج لكي يبسط لسانه بدعوى الحل ، وهذا من
نُذًُر العقاب ، ثم ينزل العقاب ، لأن
المتقحمين والمسايرين و الساكتين
يصبحون جميعــا مذنبين ، ويَحِل التمزُّق محل
الوحدة و الوئام .. وتجربة سبأ في اليمن عبرة
ونحن أَولَى من يعتبر بها (وَظَلَمُوا
أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ
وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي
ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ )
سبأ19.
نسأل الله السلامة .
*و إن المخرَج على طريقة العلماء والدعاة
بإذن الله ـ و هم في مقدمة أهل الحل والعقد ـ
بأن يُعِيدوا الناس إلى الجادّة (فَكَيْفَ
إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا
قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ
يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ
إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً ، أُولَـئِكَ
الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي
قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ
وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً
بَلِيغاً) النساء. (ونزلنا عليك الكتاب
تبيانا لكل شيء وهدى و رحمة و بشرى للمسلمين)
النحل .
|