لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/mkdds.mp3
تداعيات
الإساءة إلى نبينا .. في بلدنا و في العالم
الإسلامي :
كثر الكلام حول الفيلم الذي يؤذي النبيّ
صلى الله عليه و سلم و يؤذي المؤمنين ، وكثرت
الفعّاليّات وقُتِل و جُرح أعدادٌ من المسلمين
في كثير من الدُّوَل ، و حصل إنزالٌ لقوّات
أجنبيّة في بعض الدّوَل ، و بعضها اقتربت
القِطَع البحرية الأجنبية من سواحلها ، و
حلَّقت الطائرات بدون طيّار فوقها . و في
بلدنا حدث كلّ ذلك ، و بعض الدُّول رفضتْ
القوّات الأجنبية .
و زاد الطّين بِلّة أن صحيفة فرنسية
أمْعَنَتْ في تَحَدِّي مشاعر المسلمين و
استفزازها فنشرتْ في هذه الظروف والمُسلمون
مُسْتَفَزُّون أصلاً صُوَرًا مؤذيةً للرسول
صلى الله عليه و سلم . و لا زال كثيرٌ من
الغربيين يشْمَتون في أن عندهم حرّيّة الرأي ،
رغم تعسُّفهم في جعْل محْرقة اليهود عقيدة
يُعاقِبون من لم يعتقدها ، و كذلك من لا
يجارِيهم في المبالَغات فيما يُسَمُّونه
بالإرهاب ، فحماس إرهابيّة ، و مَن يعتقد
عقيدة الولاء والبراء ينشُر الكراهية ، و
الجهاد إرهاب .. إلخ .
و قُبِض في أمريكا منذ مدّة على موسى أبي
مرزوق الذي كان رئيسًا للمكتب السياسي لحماس ،
ولكنه أُطْلِق سراحَه بالمتابعة الجادّة من
حماس ، و سُجِن المؤيّد ورفيقه ، بتحيُّلٍ و
تعسُّف في ألمانيا و في أمريكا و طالت المدّة
لعدم الجدّية في المتابعة .
و هكذا أصبح المسلمون بسبب المعاصي
مغبُونين ، و الإساءات مُتَكَرِّرة منذ سنوات
، و لا ردْع و لا سلامة و لا احترام ، و يضَع
الغرْب اعتبارًا لثلاثة عشر مليونا من اليهود
في العالم ، فيُجَرِّمون من ينكر محرقتهم التي
جعلوها عقيدة ! و لا يضعون اعتبارًا لمليارٍ و
نصف من المسلمين فيسيئون إلى عقيدتهم بحجة
حرية الرأي ..! إنا لِلّه و إنّا إليه راجعون
.. اللهم أْجُرْنا في مصِيبتِنا و اخْلُف لنا
خيرًا منها .
عداوة الكافرين و تداعيهم على المسلمين :
و صدَق الله : (إن الكافرين كانوا لكم
عدُوًّا مُبِينًا) النساء . و قال تعالى : (قد
بَدَت البغضاءُ من أفواهِهم و ما تُخْفِي
صُدُورُهم أكبر) آل عمران .
و صدَق رسول الله صلى الله عليه وسلم : (
يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ
كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا)
. فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ
يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : (بَلْ أَنْتُمْ
يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ
كَغُثَاءِ السَّيْلِ ، وَلَيَنْزِعَنَّ
اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ
الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ
اللَّهُ فِى قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ) . فَقَالَ
قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ
؟ قَالَ : (حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ
الْمَوْتِ) . رواه أحمد وأبو داود وقال
الألباني صحيح ، و قال قال الأرناؤوط حسن .
البراءة الأوّليّة ربماحصلتْ لذِمَّة بعض
العلماء و الخطباء و العامة :
براءة الذِّمَّة ربما حصلتْ في بعض
الخُطَب الفردية للعلماء العاملين و الدّعاة
الملتزمين ، و في تفاعل العامّة
المُتَدَيِّنين .
أما الدُّوَل فليس لها موقف يُذْكَر ما
عدا مصر .. و هنالك من يقول إنّ الدّوَل في
حال ضعْف ، والأمر ليس كذلك ، فالدّوَل ليس
مطلوبًا منها إعلان الحرب في هذه الظروف ، لأن
بيدها خيارات قويّة مثل : قطْع النفط ، و قطْع
العلاقات التجارية ، و قطْع العلاقات
الدبلوماسية . و تصوّروا لو أنّ رَمْزاً من
رموز الأنظمة كرئيس الدولة مثلاً أُسِيءَ إليه
.. إنّ أيّ نظام يحصل له ذلك ربّما لن يقلَّ
ردُّ الفعْل لديه عن قطع العلاقات ، أفليس
رسول الله صلى الله عليه وسلم أغلى لدينا من
كل رمْزٍ و من كلّ رئيسٍ و من كل نظام؟ بل و
أغلى لدينا من أموالنا و أهلينا وأنفسنا
والناس أجمعين ؟
لايَحلُمون َبتاتًا إنْ أُسِيءَ
لهم *** وإنْ أُسِيءَ إلى خيرِ
الورَى حَلُمُوا !
عَنْ
أَنَسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَا يُؤْمِنُ
أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ
مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ
أَجْمَعِينَ) متفق عليه .
و عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (لاَ يُؤْمِنُ
عَبْدٌ - وَفِى حَدِيثِ عَبْدِ الْوَارِثِ
الرَّجُلُ - حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ
مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَالنَّاسِ
أَجْمَعِينَ) . رواه مسلم .
و عن
عَبْدِ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ كُنَّا
مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عُمَر :ُ يَا
رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ
مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي ..
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : (لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ
حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ
نَفْسِكَ) فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : فَإِنَّهُ
الْآنَ ، وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ
مِنْ نَفْسِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (الْآنَ يَا
عُمَر) رواه البخاري.
و المقاطعة الحازمة هي الموقف الشرعي في
مواجهة الإساءة ؟ :
الدُّول في بلاد المسلمين
بيدها خيارات قويّة منها كما ذكرنا : قطْع
النفط ، و قطْع العلاقات التجارية ، و قطْع
العلاقات الدبلوماسية
و البديل في التجارة الشراء من الدّوَل
الإسلامية .. فهنالك دولٌ صناعية مثل تركيا و
ماليزيا و إندونيسيا و مصر و الباكستان وغيرها
، و هي أيضًا دولٌ زراعية ، بالإضافة إلى
دُوَلٍ زراعية أخرى كالسودان و المغرب العربي
و بلاد الشام و غيرها .
و هنالك دولٌ أجنبية يمكن التعامل معها
في المنتجات الصناعية و الزراعية كالبرازيل
والإرجنتين وجنوب أفريقيا و سيرلانكا و غيرها
، و هي دُوَلٌ مسالِمةٌ للمسلمين قال تعالى :
( لا ينهاكم اللهُ عن الذين لم يُقاتلوكم في
الدِّين و لم يخرجوكم من دياركم ...) الممتحنة
.
عدم براءة ذمّة الحكّام و القُوَى الضاغطة و
كذلك تكتُّلات العلماء لعدم صدور فتْوى شرعية
صريحة بالضغط من أجل تسليم المُسِيئين :
أين دور القوَى الضاغطة كالاتحادات
والنقابات وشيوخ القبائل و سائر التكتلات
لتضغط على الحكام حتى يستخدموا سلاح المقاطعة
في بعض ما ذكرناه على الأقل ؟ و مِن هذه
القوَى العلماء .. لماذا لا يُصدِرون الفتوى
الضاغطة فُرَادَى و مجتمعين على الحكام و على
القُوَى التي يمكن أن تضغط على الحكام ..
الفتوى بالمقاطعة الحازمة حتى يتمّ تسليم
المسيئين و محاكمتهم وَفْق الشرْع ، و حتى
يتمّ انسحاب القوات الأجنبية ؟
ياأُمَّةَ الخاتَمِ المبعوثِ شَمْسَ
هُدًى *** ماذا دهاكِ وأنتِ
الأُمَّـةُ الشَّمَــمُ؟
أصْبَحْتِ مِثْلَ غُثَاءِ السَّيْلِ مِن
وَهَنٍ *** حِينَ استبَدَّ بكِ
الغِـرْبانُ والرَّخَـمُ
هلَّا قَطعْتِ وَرِيْدَ القومِ مِن
زَمَنٍ *** فالمالُ والنفطُ روحُ
القومِ والنَّسَمُ
والجَزْمُ بالقطْعِ للحُكَّامِ لوْ
صَدَقُوا *** ولمْ يَكُ الخَصْمُ في
وَقْتٍ هو الحَكَمُ
لم يَسْكُتِ الغَرْبُ في إِنْكارِ (مَحْرَقَةٍ
) *** ويَسْكُتُ الغرْبُ لَمَّا
تُهْتَكُ الحُرَمُ!
لَوْ أَيْقَنُوا الحَزْمَ مِنَّا في
تَعامُلِنا *** أَوْ عايَنُوا
الحَسْمَ ما اسْتَعْلَى لهم علَمُ
ولولم يتحقّق تسليم المُسِيئين ، فإن الفتوى
بضرورة الضغط في اتجاه تسليمهم رادعٌ
للمُسِيئين مع دُوَلهم و لو جُزْئيًّا:
و حتى لو لم يتحقّق ذلك كله أو لم يتحقّق
بعضه ، يكون قد حصَل الإعذار و شيءٌ من
الرّدْع على الأقل ، و الله حافظٌ دينَه كافٍ
نبيّه إلا أنه يبتلينا لاستخراج مواقفنا ..
قال تعالى: (و لو يشاءُ الله لانتصرَ منهم و
لكن ليبْلُوَ بعضَكم بِبَعض) محمد .
و قد ينفع هذا الضغط ليجعل دوَل الغرْب من
باب الحفاظ على مصالحها في بلاد المسلمين
تعمل على وضْع قوانين لفرْض احترام عقيدة
المسلمين و هم مليار ونصف ، ويجعلها تُرجِّح
أنّ ذلك أوْلَى من مراعاتها لليهود في وضع
قوانين لِمعاقبة من يعادي الساميّة بزعْمهم ،
ومَن يُنكِر محْرقة الهولوكست ، و في تجْريم
كل مَن لا يتفق مع هذه الدُّوَل في تعريفها
لِما يُسمَّى الإرهاب .. قال تعالى : (وَإِذَ
قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ
قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ
مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ
مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ
يَتَّقُونَ) الأعراف.
بعض مخالفات النساء في الأعراس :
وبقيتْ قضيّةٌ لا بدّ من إبراء الذِّمّة
فيها و هي صُوَر النساء في الأعراس التي توضَع
في محلاتٍ للتصوير فيها رجال ، بحجة أنه يوجد
فيها كادَرٌ نسائي لِتحميض الصُّوَر ، وثبَت
أن في هذه المحلات مُخادعين ، فهل يجوز للناس
الاستمرار في كشْف صُوَر نسائهم للأجانب ، و
تعريضها للبقاء في كمبيوتراتهم و أراشيفهم ؟
أين الغَيْرة و أين الحميّة ؟ و أين الدّين ؟
و كذلك ذهاب النساء إلى محلات الكوافير غير
المأمونة ؟ و كذلك ذهابهن إلى القاعات حيث
المخالفات في خلْع اللباس و في أنواع الموسيقى
والرقْص الأجنبي؟
ألم يمنع الرسول عليه الصلاة والسلام
النساء من دخول الحمّامات ، و من خلْع الثياب
في غير بيوتهن ، من باب سدّ الذريعة لأجل
صيانة النساء و ستْرهن؟
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ مِنْ ذُكُورِ أُمَّتِي فَلَا يَدْخُل
الْحَمَّامَ إِلَّا بِمِئْزَرٍ ، وَمَنْ
كَانَتْ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ مِنْ إِنَاثِ أُمَّتِي فَلَا تَدْخُل
الْحَمَّامَ) . رواه أحمد و قال الأرناؤوط :
حسن لغيره .
عَنْ سَهْلٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ
أُمَّ الدَّرْدَاءِ تَقُولُ خَرَجْتُ مِنْ
الْحَمَّامِ فَلَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
(مِنْ أَيْنَ يَا أُمَّ الدَّرْدَاءِ ؟)
قَالَتْ : مِنْ الْحَمَّامِ ، فَقَالَ
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ
امْرَأَةٍ تَضَعُ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ
بَيْتِ أَحَدٍ مِنْ أُمَّهَاتِهَا إِلَّا
وَهِيَ هَاتِكَةٌ كُلَّ سِتْرٍ بَيْنَهَا
وَبَيْنَ الرَّحْمَنِ) رواه أحمد و قال
الأرناؤوط : حديثٌ حسن
عن يُحَنَّسٍ
أَبي مُوسَى أَنَّ أُمَّ الدَّرْدَاءِ
حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَهَا يَوْمًا
فَقَالَ: (مِنْ أَيْنَ جِئْتِ يَا أُمَّ
الدَّرْدَاءِ؟) فَقَالَتْ : مِنْ الْحَمَّامِ
، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَا مِنْ
امْرَأَةٍ تَنْزِعُ ثِيَابَهَا إِلَّا
هَتَكَتْ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ مِنْ سِتْرٍ) . رواه
أحمد و قال الأرناؤوط : إسناده حسن . |