مأساة المؤيَّد مأساةٌ من مآسي المسلمين

خطبة جمعة في مسجد جامعة الإيمان في 23شعبان 1430هـ الموافق 14أغسطس2009م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/moaid.mp3

    * مأساة المؤيد وزايد و استدراجهما في ألمانيا ، دون مراعاة للأمراض الخطيرة المتعددة في الرجُل وكِبَر سنِّه و عمله الإنساني ، و الحكم عليهما و ترحيلهما إلى أمريكا،  ثم محاكمتهما من جديد في أمريكا ، و الحكم عليهما بالحكم الجائر مع الحبس الانفرادي لكل منهما ، والمعاملة السيئة ووضع القيود ، و الحكم بالبراءة مع السماح بإعادة المحاكمة (التفافٌ ولعِبٌ بالمشاعر) ، ثم الإطلاق في آخر لحظة بشرط الاعتراف بالذنب ، بعد سبع سنوات من التعذيب بالمحاكمة و السجن الانفرادي ، و بعد استهلاك الصحة تماما ، و ربما وضعوا في طعامه شيئا ، بحيث لم تبزغ شمس فرحة العودة حتى أفلتْ بدخول الشيخ الداعية في غيبوبة خطيرة ، نسأل الله له الشفاء .. لقد أرادوا أن يكون  الإطلاق المتأخر  في حد ذاته نوعا من التعذيب و التشَفِّي ..(إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا) النساء . (لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة) التوبة.

     * ممارسات انتقامية مجسّدة في المؤيد و زايد .. و كذلك في عبد السلام الحيلة الذي استدرجوه في مصر وأخفوه ، ليظهر بعد عام في أفغانستان ثم لينقلوه إلى جوانتانامو ، ثم ليبقى هناك إلى أجل غير مسمى ضمْن المئات في ذلك السجن الرهيب تحت التعذيب  .. يقول عبد السلام في مكالمة مع أهله : لقد انتهزوا فرصة أحزاني بوفاة أخي ثم والدتي ثم ولديّ الاثنين ، وحاولوا اغتيالي لكي يعلنوا أنني انتحرت ، تماما كما فعلوا مع سجناء من مثلي من قبل وأعلنوا أنهم انتحروا..

     * تتكرر المأساة مع الصحفي السوداني سامي الحاج .. و مع الصحفي تيسير علُّوني و مع أمين البكري ، إنها قصة سائر الأسرى و السجناء في جوانتانامو وفي باجرام و في أبي غريب وفي النقب ، و في سائر سجون المشركين و الكافرين و عملائهم العلنية و السرية الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ، المتشدقين بالحرية وحقوق الإنسان .. لا يدري  السجناء إلى الآن شيئا عن مصيرهم ،  (إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا) النساء . (لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة) التوبة.

      *و تتكرر المأساة أيضا مع الزعماء الذين عادوا إلى صوابهم ، و راجعوا دينهم ، فلم تشفع لهم زعامتهم و مكانتهم من أمتهم ..  فإذا بهم يتلقون التآمر والاغتيال و القتل كمثل الملك فيصل والرئيس ياسر عرفات و الرئيس صدام حسين رحمهم الله .. و من كان لا زال حيا فهو تحت الملاحقة مثل الرئيس البشير (إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا) النساء . (لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة) التوبة .

     *القصة مع سجناء و أسرى المسلمين في السجون  هي قصة الإرهاب الكافر المُشرِك المستمر للمسلمين ، و الكفر ملة واحدة ( و الذين كفروا بعضهم أولياء بعض) الأنفال . و هي كذلك ذات القصة في بلاد المسلمين .. إرهابٌ مخطّطٌ منسّقٌ بتحويل ديار المسلمين أيضا إلى سجون كبيرةٍٍٍ محاصرة ، تُمطِرها الأسلحة المحرّمة دوليا بأنواع القتل و الدمار لقتل الملايين  ،  كما هو حاصل في غزة والعراق وأفغانستان وباكستان  و تركستان الشرقية  وغيرها ، وفتح أبواب الإجلاء و التطريد و التشريد  لطرد الملايين..

     وبعض البلاد في طور التحضير للفوضى الخلاقة و منها اليمن . تُضَخُّ إليها الأموال والأسلحة و ِالخِطط لِغَرض نشر الصراعات و القتل و التمزيق  . (إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا) النساء . (لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة) التوبة .

     *إن تسليط الكافرين على المسلمين هو بسبب الذنوب (قل هو من عند أنفسكم) آل عمران . (و لا تكونوا كالذين تفرقوا و اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات و أولئك لهم عذاب عظيم) آل عمران . (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ، و اعلموا أن الله شديد العقاب) الأنفال . (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا و يذيق بعضكم بأس بعض ) الأنعام . (إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ...) التوبة .

     * ورمضان على الأبواب ، و هو فرصة للمراجعة ، ومحطة لحطّ الأوزار وتحصيل التقوى ، و لن يكون ذلك  إلا بالتخلية ..إلا بالتوبة النصوح .. فإذا غيّرنا ما بأنفسنا إلى الأفضل غيَّر الله أحوالنا إلى الأفضل (إن الله لا يغيِّر ما بقوم حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم) الرعد .   قال الحسن البصري رحمه الله : العذاب لا ترفعه إلا الاستكانة والتضرع و التوبة ، و استشهد بقوله تعالى : (و لقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم و ما يتضرَّعون) المؤمنون . و في الختام يقول تعالى : (و إذْ تأذّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم  ، و لئن كفرتم إن عذابي لشديد) إبراهيم  .

    

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©