لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/moaid.mp3
*
مأساة المؤيد وزايد و استدراجهما في ألمانيا ،
دون مراعاة للأمراض الخطيرة المتعددة في
الرجُل وكِبَر سنِّه و عمله الإنساني ، و
الحكم عليهما و ترحيلهما إلى أمريكا، ثم
محاكمتهما من جديد في أمريكا ، و الحكم عليهما
بالحكم الجائر مع الحبس الانفرادي لكل منهما ،
والمعاملة السيئة ووضع القيود ، و الحكم
بالبراءة مع السماح بإعادة المحاكمة (التفافٌ
ولعِبٌ بالمشاعر) ، ثم الإطلاق في آخر لحظة
بشرط الاعتراف بالذنب ، بعد سبع سنوات من
التعذيب بالمحاكمة و السجن الانفرادي ، و بعد
استهلاك الصحة تماما ، و ربما وضعوا في طعامه
شيئا ، بحيث لم تبزغ شمس فرحة العودة حتى
أفلتْ بدخول الشيخ الداعية في غيبوبة خطيرة ،
نسأل الله له الشفاء .. لقد أرادوا أن يكون
الإطلاق المتأخر في حد ذاته نوعا من التعذيب
و التشَفِّي ..(إن الكافرين كانوا لكم عدوا
مبينا) النساء . (لا يرقبون في مؤمن إلا ولا
ذمة) التوبة.
* ممارسات انتقامية مجسّدة في
المؤيد و زايد .. و كذلك في عبد السلام الحيلة
الذي استدرجوه في مصر وأخفوه ، ليظهر بعد عام
في أفغانستان ثم لينقلوه إلى جوانتانامو ، ثم
ليبقى هناك إلى أجل غير مسمى ضمْن المئات في
ذلك السجن الرهيب تحت التعذيب .. يقول عبد
السلام في مكالمة مع أهله : لقد انتهزوا فرصة
أحزاني بوفاة أخي ثم والدتي ثم ولديّ الاثنين
، وحاولوا اغتيالي لكي يعلنوا أنني انتحرت ،
تماما كما فعلوا مع سجناء من مثلي من قبل
وأعلنوا أنهم انتحروا..
* تتكرر المأساة مع الصحفي
السوداني سامي الحاج .. و مع الصحفي تيسير
علُّوني و مع أمين البكري ، إنها قصة سائر
الأسرى و السجناء في جوانتانامو وفي باجرام و
في أبي غريب وفي النقب ، و في سائر سجون
المشركين و الكافرين و عملائهم العلنية و
السرية الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم
الآخر ، المتشدقين بالحرية وحقوق الإنسان ..
لا يدري السجناء إلى الآن شيئا عن مصيرهم ،
(إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا) النساء .
(لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة) التوبة.
*و تتكرر المأساة أيضا مع
الزعماء الذين عادوا إلى صوابهم ، و راجعوا
دينهم ، فلم تشفع لهم زعامتهم و مكانتهم من
أمتهم .. فإذا بهم يتلقون التآمر والاغتيال و
القتل كمثل الملك فيصل والرئيس ياسر عرفات و
الرئيس صدام حسين رحمهم الله .. و من كان لا
زال حيا فهو تحت الملاحقة مثل الرئيس البشير
(إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا) النساء .
(لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة) التوبة .
*القصة مع سجناء و أسرى المسلمين
في السجون هي قصة الإرهاب الكافر المُشرِك
المستمر للمسلمين ، و الكفر ملة واحدة ( و
الذين كفروا بعضهم أولياء بعض) الأنفال . و هي
كذلك ذات القصة في بلاد المسلمين .. إرهابٌ
مخطّطٌ منسّقٌ بتحويل ديار المسلمين أيضا إلى
سجون كبيرةٍٍٍ محاصرة ، تُمطِرها الأسلحة
المحرّمة دوليا بأنواع القتل و الدمار لقتل
الملايين ، كما هو حاصل في غزة والعراق
وأفغانستان وباكستان و تركستان الشرقية
وغيرها ، وفتح أبواب الإجلاء و التطريد و
التشريد لطرد الملايين..
وبعض البلاد في طور التحضير
للفوضى الخلاقة و منها اليمن . تُضَخُّ إليها
الأموال والأسلحة و ِالخِطط لِغَرض نشر
الصراعات و القتل و التمزيق . (إن الكافرين
كانوا لكم عدوا مبينا) النساء . (لا يرقبون في
مؤمن إلا ولا ذمة) التوبة .
*إن تسليط الكافرين على المسلمين
هو بسبب الذنوب (قل هو من عند أنفسكم) آل
عمران . (و لا تكونوا كالذين تفرقوا و اختلفوا
من بعد ما جاءهم البينات و أولئك لهم عذاب
عظيم) آل عمران . (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين
ظلموا منكم خاصة ، و اعلموا أن الله شديد
العقاب) الأنفال . (قل هو القادر على أن يبعث
عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو
يلبسكم شيعا و يذيق بعضكم بأس بعض ) الأنعام .
(إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما
غيركم ...) التوبة .
* ورمضان على الأبواب ، و هو
فرصة للمراجعة ، ومحطة لحطّ الأوزار وتحصيل
التقوى ، و لن يكون ذلك إلا بالتخلية ..إلا
بالتوبة النصوح .. فإذا غيّرنا ما بأنفسنا إلى
الأفضل غيَّر الله أحوالنا إلى الأفضل (إن
الله لا يغيِّر ما بقوم حتى يُغيِّروا ما
بأنفسهم) الرعد . قال الحسن البصري رحمه
الله : العذاب لا ترفعه إلا الاستكانة والتضرع
و التوبة ، و استشهد بقوله تعالى : (و لقد
أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم و ما
يتضرَّعون) المؤمنون . و في الختام يقول تعالى
: (و إذْ تأذّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ، و
لئن كفرتم إن عذابي لشديد) إبراهيم .
|