الشام قلعة الإيمان في آخر الزمان

خطبة جمعة في مسجد جامعة الإيمان في غرة صفر 1434هـ الموافق 14 ديسمبر 2012م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/shaam.mp3

     بلاد الشام أرض الإيمان :

      عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني رأيت عمود الكتاب انتُزِع مِن تحت وسادتي ، فنظرتُ فاذا هو نورٌ ساطع عُمِد به إلى الشام ، ألا إن الإيمانَ اذا وقعت الفِتَنُ بالشام) قال الألباني : حديث صحيح أخرجه الحاكم ، و قال صحيح و وافقَهُ الذهبي ، و أخرجه أبو نعيم في الحِلية ، و كذلك البيهقي و الطبراني .

   و قال عليه الصلاة و السلام: (و عُقْر ـ أيْ أصل ـ دار المؤمنين بالشام) أخرجه أحمد و ابن سعد و البغوي و غيرهم ، و قال الألباني صحيح .

    و قال عليه الصلاة والسلام: (ستُجَنَّدون أجنادا : جُنْدًا بالشام و جُنْدًا بالعراق و جُنْدًا باليمن) قال عبد الله فقمتُ فقلت : خِرْ لي يا رسول الله ، فقال : (عليكم بالشام ، فمن أبَى فليلْحَقْ بِيَمَنه ولْيَسْتَقِ من غُدُرِهِ ، فان الله عز وجل قد تكفَّلَ لي بالشام وأهله) حديث صحيح جدا ، و وَرَد بلفظ : (عليك بالشام ، فانها خِيرَةُ الله من أرضِه يَجْتَبِي إليها خِيرَتَهُ من عبادِهِ) قال الألباني : رواه أبو داود و أحمد بسند صحيح .

    ما تميَّزتْ به الشام أخيرًا في جهادها ضدّ طغيان الروافض :

    ميَّز اللهُ بلاد الشام في الجهاد ضدّ النظام الذي يُؤَلِّه الأسد ، بأنه إسلامي أصْفَى من سائر البلاد التي حصلتْ فيها تغييرات ، لأنها عُقْر دار الإسلام ، و معقِل الإيمان في آخر الزمان عند وقوع الفِتَن  ، فكتائبهم مثلاً تتميَّز بأسمائها : كتيبة الله أكبر ، كتيبة خالد ، كتيبة أبي عبيدة ، كتيبة الصحابة ، كتيبة البراء ، كتيبة ابن تيمية ، لواء أحفاد الرسول ،  لواء التوحيد ، لواء الحبيب المصطفى ، لواء الإسلام .

     كما ميَّزَها بالاعتماد على الله ثم على أنفسهم ، و كان شِعارهم (ما لَنا غيرُك يا الله)  و أسلحتهم في الغالب من عدوّهم ، و فضَح الله بهم الدّول التي تُسَمِّي نفسها كبرى جميعًا ، فهي مابين مساعِدةٍ على القتْل ، و متواطئة ، و فضَح الحكام المنافقين في بلاد الإسلام ، و الحكام المبتَدِعة الحاقدين ، و حصل التمايُز اكثر من أيّ بلدٍ آخر من بلدان التغيير كما يبدو . و صفاء المنهج أفضل لديهم مما لدينا و من أيّ بَلَدٍ آخَر ، بل إن وضع مصر رغم المؤامرات عليهم أفضل من وضْعنا .                

     و أخيرًا أخَذَ الأعداء الألِدَّاءُ الداعمون مثل روسيا التي تَفَانَتْ مع إيران و الصين في دعم النظام النُّصَيريّ الحاقد ، و كذلك أمريكا و حلف الناتو ، يعترِفون بأنّ النظام لم يَعُدْ يسيطِر على سورية ، و أنه قريب السُّقوط ، وغرضهم من هذا التَّطَفُّل محاولة المشاركة في مستقبل سورية .

     لماذا ابتُلِي أهل الشام أكثر من غيرهم :

     و ابتلَى الله إخواننا في بلاد الشام أكثر من غيرهم ، والابتلاء تربية للناس و تكفيرٌ للذنوب لكثْرتها من جهة ، و لِأن المرء أيضًا يُبتَلَى على قدْر دينه من جهة أخرى .  

     أخرج أحمد و البخاري و النسائي و ابن ماجه عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ سَعْدٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ : ( أشَدُّ النّاسِ بَلاءً الأَنْبِياءُ ثمَّ الأَمْثَلُ فالأَمْثَلُ ، يُبْتَلى الرَّجُلُ على حَسَبِ دِينِهِ فإِنْ كانَ في دِينِهِ صُلْباً اشْتَدَّ بَلاؤُهُ ، و إنْ كانَ في دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ على قَدْرِ دِينِهِ ، فَما يَبْرَحُ البَلاءُ بالعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي على الأَرْضِ وما عليهِ خَطِيئَةٌ ) .     

     واجبنا النُّصْرة :

     فلا بدّ من نُصْرةِ إخواننا في حمْلة دعم سورية ، بما نستطيع عليه من المال و الإمكانات و السلاح و الغذاء و الرجال ، لأن المؤمنين كالجسد .. لا فواصل و لا حدود .. و حتى يُفَرِّج الله عنّا في بلَدنا إذا أسْهمْنا في التّفريج عن إخواننا ، فنخرج من تحت وصاية الكافرين و المنافقين .. عن سَالِم أَنَّ أباه عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) متفق عليه .

     و في الختام يقول الله تعالى : (و لَنبْلُوَنَّكم حتَّى نعلمَ المُجاهدين منكم و الصابرين و نبلُوَ أخباركم) محمد .

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©