لا تحسبوه شرًّا لكم بل هو خير لكم

خطبة جمعة في الإصلاح في 7/3 /1429# 14/3/2008م

 

*  الغرب يعيث فسادًا في شتى مجالات الحياة ومعظم المسلمين في سبات ، وفي إعجاب بالغرب واستيراد منهم ، والإيقاظ صعب فجاءت الإساءة إلى رسول الإسلام إيقاظًا  للمسلمين و تنبيهًا على حقيقة الغرب وفرصة لنشر شمائل رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام وتقديم هداه للناس وللغربيين بالذات وإقامة الحجة والتمايز في صفوف المسلمين  .

*  اليهود يعيثون فسادا في فلسطين والمسلمون غافلون فتأتي جرائمهم مابين حين وآخر فتشدّ المسلمين إلى تذكّر الخطر الجاثم  والعمل على التماسك ،  والقيام بواجب الأُخوّة تجاه المنكوبين واصطفاء الله للشهداء، وظهور المنافقين،  وتدل الإحصاءات على أن أعداد الشهداء لا تزيد عن الأعداد في الحوادث  .

*   والمعاناة تصنع المناعة ، والتطعيم يصنع الحماية ، والشدائد تعلّم الدروس، والاحتساب يأتي بالمقامات والدرجات ..

            جزى الله الشدائد كل خير             وإنْ كانت تُنغِّصني بريقي

                 وما احببْتها كرمًا ولكن                   عرفتُ بها عدوّي من صديقي

    

*  ما يُبتلَى به المسلمون وإنْ كانت فيه معاناة ففيه خير كثير في مجالات شتى ، فحادثة الإفك استمرّتْ شهرًا ، ولكن استفاد منها المسلمون فوائد تربوية كثيرة ، وظهر المنافقون ، وظهر ثبات الرسول صلى عليه وسلم رغم شدّة البلوى التي تتعلّق بعِرْضه الشريف ، وظهر ثبات الصحابة وانضباطهم ، وظهر صبر عائشة وفضائلها التي سُجّلت في صفحات الخلود ..(إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرًّا لكم ، بل هو خير لكم ...) النور.

*  وما حدث للمسلمين في أحد عندما عصى بعضهم نبيّهم كان مصيبة وشرًّا ( أوَ لمّا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا ؟ قل هو من عند أنفسكم) آل عمران .  ولكنهم استفادوا دروسا ومصالح عظيمة (إنْ يمسسكم قرْح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء) آل عمران . (ولا تهنوا في ابتغاء القوم إنْ تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون) النساء.        

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©