العيد والتمايُز

خطبة عيد الفطر في مسجد جامعة الإيمان في غرة شوال 1435هـ الموافق 28 يوليو 2014م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  لسماع الخطبة عبر برنامج " الريل بلاير " اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/tmaioz.mp3

   الاحتفال بالعيد تعظيمٌ لشعيرةٍ من شعائر الله :

    يحِلُّ علينا العيد وهو مناسبة فرَح رغم الآلام و حروب الفوضى الخلاقة التي يشُنُّها الغرب وعملاؤُه على أمة الإسلام في غزة وسورية والعراق وليبية والصومال وأفغانستان وباكستان واليمن وغيرها من بلاد الإسلام ، و المسلمون كما يَصبِرون على المشقة يفرحون بالمناسبة ، تمامًا كما يصبرون على الصوم ويفرحون بالفطر كما في الحديث المتفق عليه .

    إننا نفرح بالفطر لأنه مناسبة إنجاز عبادة ، ونفرح بالعيد لأنه مناسبة إنجاز عبادات عديدة مهمة في شهر رمضان . قال تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يونس .

    الاحتفال رغم فوضى الحرْب الخلَّاقة :

    والابتلاءات والآلام التي نعاني منها - رغم شدتها لأنها في آخر الزمان وشيخوخته ، ورغم أنها مؤمراتٌ إقليمية ودولية من الكافرين والمنافقين والمفسدين - هي في مآلِها لمصلحة المسلمين من أجل الفرْز والفوز ، فرْز الصالحين عن المجرمين وفوز الصالحين في مجموعهم بالحُسْنَيَيْنِ كليهما في نهاية المطاف ، ولا يمنع ذلك من الفرَح لأن الحُسْنَيَيْنِ فرَح .

    وممَّا نفرح به رغم التضحيات صمود غزة أمام غطْرسة اليهود وحرْب الإبادة ، وضرْبهم العدوِّ رغم شدة الحصار و المعاناة من القصف من كل الجهات، وصمودُهم من آيات الله فإن الطائفة الظاهرة لا يضرُّها من خالفها ولا من خذلها كما في الحديث المتواتر .

    وأما الابتلاءات في اليمن فإنها متنوِّعة فمنها أزمة المشتقات النفطية التي يُعاقَب الناس فيها مرتين : مرةً بالانقطاع ومرةً بانتظار رفْع السعر ، وكذلك أزمة الكهرباء ، إضافة إلى اختلالات الأمن في كل مكان ، فالمجموعات المسلحة تختار المنطقة التي تريدها لكي تفعل بها ما تشاء ، والدولة تتفرَّج أو تتوسَّط كجمعية خيرية ، وغالبًا ما تستفيد المجموعات المسلحة من تلك الوساطات حتى اضطر الناس للدفاع عن أنفسهم بأنفسهم ، وغالبا ما تكون النتيجة أن يُقتَلوا ويتشرَّدوا ويفقدوا ممتلكاتهم ، بل تفقد الدولة مرافقها وممتلكاتها ومقرَّاتها ، ويتسِّع نفوذ المسلَّحين ، ويستمر ذوبان الدولة وتناقصها و اختزال اختصاصاتها ، مع ترويج الدولة الدعاوَى المُضلِّلة و الزيف ومزاعم الحلول عن طريق المبادرة والحوار ، وواضحٌ لكلِّ مراقب أن الذي يجري مُرَتَبٌ ومُمَنهجٌ داخليًّا وخارجيًّا ، ولا يخْفَى على الناس ، ولا قوة إلا بالله .

     قال عليه الصلاة والسلام : (ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ، لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً، فَإِذَا قِيلَ: انْقَضَتْ، تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ، فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ ، وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ، فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ، مِنْ يَوْمِهِ، أَوْ مِنْ غَدِهِ) رواه أحمد وأبوداود .

    زكاة الفِطْر وستُّ شوال كما في إرواء الغليل للألباني بتصرُّف :

   1- حديث ابن عمر: فرَض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين " رواه الجماعة . وتابعه عمر بن نافع عن أبيه عن ابن عمر به مثل لفظ الكتاب لكنه لم يقل " من رمضان ". وزاد: " وأمر بها أن تُؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة ". أخرجه البخارى وأبو داود والنسائى والدارقطنى والبيهقى. وهذه الزيادة عند مسلم أيضا .   

    2- حديث ابن عباس: " من أدَّاها قبل الصلاة فهى زكاة مقبولة , ومن أداها بعد الصلاة فهى صدقةٌ من الصدقات ". حسن ، أخرجه أبو داود وابن ماجه والدارقطنى والحاكم والبيهقى  من طريق مروان بن محمد: حدثنا أبو يزيد الخولانى ـ وكان شيخ صدق , وكان ابن وهب يروى عنه ـ حدثنا سيار بن عبد الرحمن الصدفى عن عكرمة عن ابن عباس قال: " فرَض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث , وطعمة للمساكين , من أدَّاها ... " الخ. وقال الدارقطنى: " ليس فيهم مجروح ".

    وقال الحاكم: " صحيح على شرط البخارى " ووافقه الذهبى , وأقره المنذرى فى " الترغيب " والحافظ فى " بلوغ المرام " , وفى ذلك نظر , لأن مَن دون عكرمة لم يخرج لهم البخارى شيئا , وهم صدوقون سوى مروان فثقة , فالسند حسن , وقد حسَّنه النووى فى " المجموع " ومن قبله ابن قدامة فى " المغنى " .

ثم رأيت العلامة ابن دقيق العيد فى " الإلمام " قد تعقب الحاكم بمثل ما تعقبتُه به , ولكنه أشار إلى تقوية الحديث , والحمد لله على توفيقه .

    3- حديث أبى سعيد: " كنا نخرج زكاة الفطر إذ ْكان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعًا من طعام , أو صاعا من شعير أو صاعا من تمر , أو صاعا من زبيب , أو صاعا من أقط " متفق عليه    

         وزاد فى آخره البخارى والترمذى: " فلما جاء معاوية , وجاءت السَّمْراء قال: " أرى مُدًّا من هذا يَعدِل مُدَّين " - زاد الترمذى: من تمْر. - قال: فأخَذ الناس بذلك , قال أبو سعيد: فلا أزال أخرجه كما كنتُ أخرجه " . ليس عند البخارى " أو صاعًا من أقط ". وجاءت الزيادة عن السَّمْراء أو الحنطة أيضًا عند مسلم .

    4- حديث ابن عمر: " أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقة الفطر عن الصغير والكبير , والحُرِّ والعبْد مِمَّن تَمُونون " رواه الدارقطنى (ص 200) قال الألباني حسن .

    5- حديث أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْر) رواه أحمد ومسلم والترمذي .

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©