لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/tmthil.mp3
*عن
عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: (أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتله نبي
أو قتل نبيا وإمام ضلالة وممثل من الممثلين)
رواه أحمد و الطبراني لكنه قال ( و هؤلاء
المصوِّرون) قال الألباني : صحيح و قال
الأرنؤوط : إسنـاده حسن . و قد ساق أحد
العلماء المعاصرين و هو الشيخ الوادعي رحمه
الله الحديث في الممثلين الذين يمارسون
التمثيل العصري .
* و قد حصل التمثيل من جبريل حين تمثّل
للصحابة لتعليمهم كما في الحديث (فإنه جبريل
أتاكم يعلمكم دينكم) متفق عليه . ويمكن القول
إن التمثيل فيه ما يجوز عندما يكون لغرض شرعي
و ليس فيه إسفاف ، و لا يكون مِهْنة .. لأن
الله يحب معالي الأمور وأشرافها و يكره
سفسافها كما
عند الطبراني عن الحسين بن علي وصححه الألباني
.
*
و لعل مهنة التمثيل تُشبِه مِهْنة الحجام
لوجود الدناءة ، فعن رافع بن خديج عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ثمن الكلب
خبيث ومهر البغي خبيث وكسْب الحجام خبيث) رواه
مسلم و أصحاب السنن ..1
قال النووي في شرح مسلم : وأما كسب
الحجام وكونه خبيثا ومن شر الكسب ففيه دليل
لمن يقول بتحريمه ، وقد اختلف العلماء في كسْب
الحجام فقال الأكثرون من السلف والخلف : لا
يحرم كسب الحجام ولا يحرم أكله لا على الحر
ولا على العبد ، وهو المشهور من مذهب أحمد ،
وقال في رواية عنه قال بها فقهاء المحدثين
يحرم على الحر دون العبد ، واعتمدوا هذه
الأحاديث وشِبْهها ، واحتج الجمهور بحديث ابن
عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه
وسلم احتجم وأعطى الحجام أجره .. قالوا ولو
كان حراما لم يعطه رواه البخارى ومسلم ،
وحملوا هذه الأحاديث التى في النهى على
التنزيه والارتفاع عن دنيء الأكساب والحث على
مكارم الاخلاق ومعالي الأمور ، ولو كان حراما
لم يفرق فيه بين الحر والعبد فإنه لا يجوز
للرجل أن يطعم عبده مالا يحل .1
*و تمثيل الملائكة لايجوز لكمالهم و
لأنهم معصومون ، ولأنهم خُلِقوا للعبادة فقط و
لا يوجد أحد مثلهم أو قريبا منهم (بَلْ
عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ،
لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم
بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) الأنـبياء
.
(
إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ
يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ
وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ )
الأعراف . و قد ذمَّ الله من تَصوَّرهم على
غير حقيقتهم ، فكيف بمن مثّلهم
(وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ
عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا
خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ
وَيُسْأَلُونَ) الزخرف .1
*و تمثيل الأنبياء لا يجوز لأنهم المثل
البشري الأعلى ، و هم معصومون ، و لا يمكن
تشبيه خلُقهم و خِلْقتهم و دينهم . وتمثيلهم
فيه استهانة بمقام النبوّة ، و قد اصطفاهم
الله كما اصطفى الصحابة لحمْل الدين . وأمر
باتباع الأنبياء فهم قدوة البشر (فبهداهم
اقتده) الأنعام . و أمر باتباع الصحابة ( و
الذين اتبعوهم بإحسان) التوبة .فلا يجوز
التقليل من مكانتهم بالتمثيل لكي يبقى مقامهم
مهيباً ، و مهما كان فلا يمكن لأيِّ ممثل أن
يكون قريبا من تلك المكانة .1
* قال تعالى : (الله يصطفي من الملائكة
رسلا و من الناس) الحج . والذين يمتهنون مقام
الملائكة و الأنبياء إنما هم المشركون و
اليهود فالمشركون قالوا إن الملائكة بنات الله
، و اليهود قالوا إن جبريل عدوّهم ، واليهود
ينتقصون الأنبياء وينسبون شرب الخمر إلى نوح
والفاحشة إلى لوط عليهما الصلاة و السلام
وحاولوا قتل عيسى ومحمد عليهما الصلاة و
السلام ، وقتلوا زكريا ويحيى عليهما الصلاة و
السلام
.
* والذين يُمثِّلون الملائكة و الأنبياء
هم بعض الفرق الضالة الذين يسيرون على سنن أهل
الكتاب فتجدهم ينتقصون مقام الملائكة
والأنبياء ، و منهم من يزعم أن جبريل خان
الرسالة ، ويقول كبيرهم في هذا العصر في كتاب
له أهدتْه لي سفارتهم قبل ثلاثين سنة : (إن
لأئمتنا مقاما لا يبلغه نبيٌّ مرسل و لا ملَكٌ
مقَرَّب) ، ولذلك فإن التمثيل الذي تقوم به
قنواتهم الفضائية هذه الأيام هو ترويجٌ لهذه
العقيدة الباطلة و امتهان للملائكة وللأنبياء
فيمثّلون النبي بالصورة ، وأما الإمام المعصوم
بزعمهم ، فلا يُظْهِرون وجهه وإنما يُظْهِرون
نورا فقط كما أخبرنا من شاهد ذلك . أما
انتقاصهم للصحابة فأظهر من أن يُذكَر فهم
يعتقدون أنهم كفَّار ما عدا القليل
* و مشاهدة صورة النبيِّ صلى الله عليه
وسلم لها آثارها التربوية العظيمة ، و فاز
بذلك الصحاية و تركت هذه الآثار فيهم ، ثم
تركت رؤية التابعين للصحابة آثارها في
التابعين ، وهكذا ..
(طوبى لمن رآني و آمن بي ، و طوبى لمن رأى من
رآني ، و لمن رأى من رأى من رآني و آمن بي ،
طوبى لهم و حسن مآب) طب ك عن عبدالله بن بسر
. قال الشيخ الألباني صحيح
(طوبى
لمن رآني ، و لمن رأى من رآني ، و لمن رأى من
رأى من رآني) عبدُ بن حميد عن أبي سعيد ، و
ابن عساكر عن واثلة . قال الشيخ الألباني صحيح
.1
* و لذلك فإن الأجيال الإسلامية اللاحقة
تتمنَّى رؤية النبي صلى الله عليه و سلم ، عن
أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: ( مِن أشد أمتي لي حبًّا ناسٌ يكونون
بعدي يودُّ أحدهم لو رآني بأهله وماله) م حم
حب ك .1
* وقد يسّر الله للأجيال اللاحقة رؤيته
في المنام ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: ( تسمّوا باسمي ولا تكنوا
بكنيتي ، ومن رآني في المنام فقد رآني حقا ،
فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ، ومن كذب علي
متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) متفق عليه .1
* ومنَع الله الشيطان من تمثيل الرسول
صلى الله عليه وسلم حتى لا يُفسِد هذه الأمنية
، فإذا جاء من يقوم بالتمثيل فقد تجرَّأَ على
ما لا يقدِر و لا يتجرأُ عليه الشيطان .
وتمثيل الأنبياء حرام ، ولا أعلم أحدا من أهل
السنة و الجماعة أجاز ذلك . والأنبياء جميعا
مثل النبي صلى الله وسلم عليهم جميعا ، في أن
الشيطان لا يتمثّل بهم و لا يجوز لأحد أن
يمثِّلهم فحكمهم واحد ، قال تعالى: (لا نفرّق
بين أحد من رسله) البقرة .1
*ولا يجوز متابعة هذه التمثيليات للملائكة
أو للأنبياء أو للصحابة ، لأن ذلك إقرارٌ
للمنكر و الباطل قال تعالى : ( و الذين لا
يشهدون الزور ) . و قال تعالى : (ذلك و من
يعظِّم حرُمات الله فهو خيرٌ له عند ربه) الحج.
|