تصريف المطر

خطبة جمعة في مسجد الإصلاح في 8 شعبان 1430هـ  الموافق 31يوليو 2009م

  لسماع الخطبة اضغط على الرابط التالي:

http://www.ssadek.com/jomaa/tsrif.mp3

      * (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً ، لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً ، وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) الفرقان .

    * ماء المطر رحمة ، والذين اعتادوا الاعتماد عليه إذا توقّف عنهم أو نقص فهو علامة على قلة رحمة الله بسبب ذنوبهم ، واستعادة رحمة الله يالتوبة (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ، يرسل السماء عليكم مدرارا) نوح.

     *وماء المطر طهور فهو خال من الشوائب و الجراثيم لأنه من البخار . قال ابن عاشور في تفسيره : (وماء المطر بالغ منتهى الطهارة إذ لم يختلط به شيء يكدِّره أو يقذِّره ، وهو في علم الكيمياء أنقى المياه لخلوه عن جميع الجراثيم فهو الصافي حقا) .

     *و هو للإحياء والإسقاء والشفاء لأنه ماء مبارك كثير الخير و النفع . قال تعالى : (و نزلنا من السماء ماء مباركا) ق .

     * وقد صرَّفه الله في الأرض للتذكير ، و إلا فالكمية واحدة كل سنة . قال ابن عاشور في تفسيره : (فحصل من هذا أن المقدار الذي تفضل الله به من المطر على هذه الأرض ، لا تختلف كميته وإنما يختلف توزيعه . وهذه حقيقة قررها علماء حوادث الجوّ في القرن الحاضر ،  فهو من معجزات القرآن العلمية) .

     *أخبرني أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا إبراهيم أنبأ يزيد بن هارون أنبأ سليمان التيمي عن الحسن بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (ما من عام أمطرمن عام ، لكن الله يصرفه حيث يشاء ثم قرأ (و لقد صرفناه بينهم)  رواه الحاكم  وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه . قال الذهبي: على شرطهما ، و قال الوادعي قد أخرجاه ، و لعله يعني الحديث المتفق عليه : (مطرنا بنوء كذا )  لأن الآية (و لقد صرفناه بينهم ليذّكّروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا ) الفرقان  . ورواه البيهقي بلفظ الحاكم .

     *و قال البيهقي في(السنن): عن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما عام بأمطر من عام ولا هبَّتْ جَنوبٌ إلا سال وادٍ) كذا روي مرفوعا بهذا الإسناد.. والصحيح موقوف . وقال البيهقي أيضا : قال عبد الله هو ابن مسعود : (ما عام بأكثر مطرًا من عام ولكن الله يحوّله كيف يشاء) . و ذكر الألباني في (صحيح الجامع) أن المرفوع  ضعيف .1

     * قال الألباني في (الصحيحة) : (مـا مـن عـام بأكثر مطرا من عام ، ولكن الله يصرفه بين خلقه  حيث يشاء ) . ثم قرأ : (ولقد صرفناه بينهم ليذكروا )الفرقان . عن ابن عباس  ( صحيح ) . ويستفاد منه : أن كمية المطر في كل عام واحدة لكن تصريفه يختلف , وقال البغوي في معالم التنزيل عقب حديث ابن عباس : وهذا كما روي مرفوعا (عند الشافعي و ابن أبي الدنياو ذكر الألباني أنه ضعيف في(الضعيفة) : ما من ساعة من ليل ولا نهار إلا والسماء تمطر فيها ، يصرفه الله حيث يشاء . وذكر ابن اسحاق وابن جريج ومقاتل ؛ وبلغوا به ابن مسعود يرفعه قال : ليس من سنَةٍ بأمرَّ ( أي أسوأ ) من أخرى ، ولكن الله قسم هذه الأرزاق فجعلها في السماء الدنيا  في هذا القَطر ، ينزل منه في كل سنة بكيل معلوم ووزن معلوم ، وإذا عمل قوم بالمعاصي حوَّل الله ذلك إلى غيرهم ، فإذا عصوا جميعا صرف الله ذلك إلى الفيافي والبحار .اهـ .1

     *و نحن في اليمن أحوج إلى الأمطار لحفظها في الغُدران (السدود) للزراعة و الشرب والتغذية الجوفية  حتى لا نحتاج إلى غيرنا ، لا سيما في هذا الزمان الذي لعل الحديث يشير إليه ، وقد ظهر جند العراق و جند الشام (المجاهدون في العراق و في فلسطين) ، و ذلك من المعجزات ، و بقي جند اليمن . عن عبد الله بن حَوالة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (سيصير الأمر أن تكونوا أجنادا مجندة ، جندٌ بالشام وجندٌ باليمن وجندٌ بالعراق ) .قال ابن حوالة: خِرْ لي يا رسول الله إن أدركتُ ذلك. فقال: (عليك بالشام فإنها خِيرة الله من أرضه يجتبي إليها خِيرته من عباده ، فأما إن أبيتم فعليكم بِيَمَنكم واسقوا من غُدُركم ، فإن الله توكّل ـ وفي رواية تكفّل ـ لي بالشام وأهله) . رواه أبو داود و أحمد وابن حبان والحاكم وقال : صحيح الإسناد ووافقه الذهبي . و صححه الألباني والأرناؤوط .  والغديركما في كتب اللغة الماء الذي يغادره السيل ، أي يبقى بعده  .1

    *واليمن أرض مباركة بماء السماء وبالأحاديث الواردة .. عن ابن عمر قال :ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: ( اللهم بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا ) . قالوا يا رسول الله وفي نجدنا ؟ قال ( اللهم بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا ) . قالوا يا رسول الله وفي نجدنا ؟ فأظنه قال في الثالثة ( هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان ) .رواه البخاري والترمذي و أحمد .1

    

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©