لسماع
الخطبة
عبر برنامج " الريل بلاير "
اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/wahdh.mp3
لسماع
الخطبة
بصيغة
" إم بي ثري "
اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/mp3/wahdh.mp3
قال تعالى: {وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ
كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ}
:
جاء في تفسير ابن كثير: هُوَ إِخْبَارٌ
عَنْ نفوذ مشيئته-أي مشيئَة الله- في خلقه،
كما أخبر
بِنُفُوذِ قَدَرِهِ فِيهِمْ، فَقَالَ: {وَمَا
أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ} أَيْ: إِنَّمَا
نَأْمُرُ بِالشَّيْءِ مَرَّةً وَاحِدَةً، لَا
نَحْتَاجُ إِلَى تَأْكِيدٍ بِثَانِيَةٍ،
فَيَكُونُ ذَلِكَ الَّذِي نَأْمُرُ بِهِ
حَاصِلًا مَوْجُودًا كَلَمْحِ الْبَصَرِ، لَا
يَتَأَخَّرُ طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَمَا أَحْسَنَ
مَا قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:
إذَا مَا أرَادَ اللَّهُ أمْرًا فَإِنَّما
***
يقُولُ لهُ: كُنْ، قَوَلةً، فَيَكُونُ
..اهـ.
وفي تفسير الشوكاني: وَما أَمْرُنا
إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ أَيْ:
إِلَّا مَرَّةٌ وَاحِدَةٌ، أَوْ كَلِمَةٌ
كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ فِي سُرْعَتِهِ،
وَاللَّمْحُ النَّظَرُ عَلَى الْعَجَلَةِ
وَالسُّرْعَةِ. وَفِي الصِّحَاحِ: لَمَحَهُ
وَأَلْمَحَهُ إِذَا أَبْصَرَهُ بِنَظَرٍ
خَفِيفٍ، وَالِاسْمُ اللَّمْحَةُ. قَالَ
الْكَلْبِيُّ: وَمَا أَمْرُنَا بِمَجِيءِ
السَّاعَةِ فِي السُّرْعَةِ إِلَّا كَطَرْفِ
الْبَصَرِ.اهـ.
نموذج من أمر الله النافذ فورًا،
قيام الساعة:
من نماذج الأمر الذي ينفذ فورًا بلا
مراحل قيام الساعة كما في قوله تعالى: (وَمَا
يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً
مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ) ص. يعني أن الصيحة ما
لها من تكرار مرة ثانية، لا بعد حينٍ، ولا
قريبًا كَمِقدار ما بين الحَلْبَةِ الأُولى
والثانية.
وقوله تعالى: (وما أمْرُ الساعةِ إلَّا
كَلَمْحِ البصرِ أَوْ هُوَ أقْرَب) النحل.
وقوله تعالى: (فَإِذَا نُفِخَ فِي
الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ، وَحُمِلَتِ
الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً
وَاحِدَةً ، فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ
الْوَاقِعَةُ ، وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ
فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ ، وَالْمَلَكُ
عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ
فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) الحاقة.
وقوله تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ
فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي
الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ
نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ
يَنْظُرُونَ) الزمر.
وقوله تعالى: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا
الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ، مَا
يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً
تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ، فَلَا
يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى
أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ، وَنُفِخَ فِي
الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ
إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ، قَالُوا يَا
وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا
هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ
الْمُرْسَلُونَ ، إِنْ كَانَتْ إِلَّا
صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ
لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ) يس.
وقوله تعالى: (يَوْمَ تَرْجُفُ
الرَّاجِفَةُ ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ،
قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ، أَبْصَارُهَا
خَاشِعَةٌ ، يَقُولُونَ أَإِنَّا
لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ، أَإِذَا
كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً ، قَالُوا تِلْكَ
إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ، فَإِنَّمَا هِيَ
زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ، فَإِذَا هُمْ
بِالسَّاهِرَةِ) النازعات.
ومن نماذج الأمر الذي يَنْفُذ بعضه
فورًا وبعضه على مراحل، خلْق آدَم وعيسى:
قال تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ
اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ
ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) آل عمران.
والتفصيل في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ
رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ
بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ
، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ
رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) الحِجْر.
وفي قوله تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ
مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا
مَكَانًا شَرْقِيًّا ، فَاتَّخَذَتْ مِنْ
دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا
رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا
، قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ
مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ، قَالَ إِنَّمَا
أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا
زَكِيًّا ، قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي
غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ
أَكُ بَغِيًّا ، قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ
هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً
لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا
مَقْضِيًّا ، فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ
مَكَانًا قَصِيًّا ، فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ
إِلَى جِذْعِ النَّخْلَة...) مريم.
ومن نماذج الأمر الذي ينفُذ على
مراحل بِطُرُق أخرى، خلْق سائر البشر
المُستَمر:
قال تعالى : (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ
أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ
فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ
رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا
هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) الزمر.
وقال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا
الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ،
ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ
مَكِينٍ ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ
عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً
فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا
الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ
خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ
الْخَالِقِينَ) المؤمنون.
ومن المراحل كذلك خلْق السماوات والأرض،
قال تعالى: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ
بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ
وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ
الْعَالَمِينَ ، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ
مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ
فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ
سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ، ثُمَّ اسْتَوَى
إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَها
وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا
قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) حم السجدة.
وقال تعالى في دَحْيِ أو دَحْوِ الأرض من
بعد خلْق السماء : (أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا
أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا ، رَفَعَ سَمْكَهَا
فَسَوَّاهَا ، وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا
وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ، وَالْأَرْضَ بَعْدَ
ذَلِكَ دَحَاهَا ، أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا
وَمَرْعَاهَا ، وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ،
مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) النازعات.
|