لسماع
الخطبة اضغط على الرابط التالي:
http://www.ssadek.com/jomaa/wlaia.mp3
*كل
ذي ولاية في الإسلام تجب طاعته في المعروف
، كالأب والزوج وإمام الصلاة والخطيب و
المعلم و القاضي , والطبيب وسائقي وسائل النقل
والمواصلات و شيوخ القبائل والمناطق و عقال
الحارات، ومقدّمي الحسْبة والأسواق وأعيان
أصحاب الحِرَف ورجال المرور، والحرَّاس وقادة
الجيش والأمن والمديرين والمسؤلين في كل
القطاعات و سائرالسلطات، (كلكم راع ومسؤول عن
رعيته) متفق عليه . ولذلك كان المجتمع المسلم
متماسكا كالبنيان وكالجسد . و كل أمير ومسؤل
إمَّا مؤقَّت كأمير الرحلة أو الحج أو دائم
كالسلطان والأب ، قال تعالى:(أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)النساء .
*صاحب الولاية يرفع اجتهاده
الخلاف في القضايا الاجتهادية ، وأما في
القضايا النصية فالمرجع النص ، ولكن قد يسمح
بالاجتهاد في التوقيت أو المقدار ، فإذا حصل
خلاف هل القضية اجتهادية أو نصية لا اجتهاد
فيها ، فإذا كان صاحب الولاية عالما مُجازا في
الفتوى فحكمه يرفع الخلاف ، وإن لم يكن كذلك
فالمرجع عند النزاع ـ وهو نادر ـ أولو العلم
أهل الفتوى أو القضاء ، قال تعالى : (فإن
تنازعتم في شيء فردُّوه إلى الله و الرسول عن
كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) النساء .
وقال سبحانه : (ولو ردّوه إلى الرسول وإلى
أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم)
النساء .
* فعندما يأمر الأب ولده بأمر أو
الزوج زوجته أو الإمام المصلين أو الخطيب
المستمعين أو السائق الركاب أو المعلم الطلاب
أو الحارس الزوار، أو الشرطي العامة فلا بد من
الطاعة ، ويمكن المراجعة اليسيرة إذا كان
الظرف يحتملها ، وإلا فيجب التنفيذ ،
والمتلكِّئ يعتبر عاصيا .
* ويجب الاستئذان من صاحب
الولاية فيما يقتضي التوجيه أو العرف أو
النظام الاستئذان فيه ، قال تعالى : (وإذا
كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى
يستأذنوه، إن الذين يستأذنونك أولئك الذين
يومنون بالله ورسوله) ، وصاحب الولاية يأذن أو
لايأذن بحسب اجتهاده (فإذا استأذنوك لبعض
شأنهم فأذن لمن شئت منهم)النور .
* وتجب عليه الشورى فيما يمكن فيه الشورى
( وأمرهم شورى بينهم) الشورى. و الشورى واردة
في جميع المجالات كما تدل الآية بعمومها،
ولايلزم المسؤول أن يأخذ بالمشورة ، وإنما
يفعل ما يرجح أنه الصواب بعد أن يستفيد من
الخيارات المطروحة أمامه (وشاورهم في الأمر
فإذا عزمت فتوكل على الله) آل عمران .
فالشورى كما تشير الآية مُعْلِمة
، ولم يقل أحد من العلماء طَوال القرون إنها
مُلْزِمة إلا بعض المعاصرين مسايَرةً
للديمقراطية ، ولاعبرة بذلك . والمسؤول عندما
يكون ملزَمًا بأغلبية مجلس شوراه معناه أنه
حدث تناقض ، فكيف يكونون مأمورين بطاعته أصلا
، ثم يصبح هو مُلزَمًا بطاعتهم . ويترتب على
ذلك الدَّور ! والشريعة بريئة من ذلك .
والمعوّل في الإسلام هو على تقوى المسؤول في
اتباع الخيار الشوريِّ الأفضل ، أما الأغلبية
فقد أصبحت في عصرنا صناعة شائعةً للمسؤولين
تخرب فيها الذمم .
*ولا يجوز الجدال ومطاولة المسؤول ،
والتساهل في احترامه..لأن ذلك تخريب للنظام و
اعتداء على المجتمع ..1
عن زياد بن كسيب العدوي قال :كنت مع أبي بكرة
تحت منبر ابن عامر وهو يخطب وعليه ثياب رقاق
فقال أبو بلال : انظروا إلى أميرنا يلبس ثياب
الفساق فقال أبو بكرة : اسكت سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : ( من أهان سلطان
الله في الأرض أهانه الله) رواه الترمذي وقال
الألباني : إنه صحيح .1
*والمسؤول الصغير أو المكلَّف ، طاعته من
طاعة السلطان ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: ( من أطاعني فقد أطاع
الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أميري
فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني) متفق
عليه .1
* ويجب الحذر من التساهل في ذلك
، فرُبَّ تساهل أورث كارثة ، و لذلك توعّد
الله من لا يستأذن ، بالفتنة في الدين (فليحذر
الذين يخالفون عن امره أن تصيبهم فتنة أو
يصيبهم عذاب أليم ) النور .1
*ويجب الابتعاد عن روح التمرّد الوافــدة
علينا من الديمقراطية
التي لا تعرف الإخبات ولا الذلة للمؤمنين فضلا
عن أصحــاب الولاية
(عليكم
بالطاعة و إن عبدا حبشيا فإنما المؤمن كالجمل
الأَنِف حيثما قيد انقادحم هـ ك عن العرباض
.قال الألباني : صحيح .
وفي حديث آخر : (و إذا أنيخ على صخرة استناخ)
.1
* ومجتمعاتنا أقرب إلى النموذج ، لأنها
متماسكة يسودها الاحترام والترابط بسبب ما
ذكرناه ، فهي رغم ما نعانيه مجتمعاتُ خير أمة
أخرجت للناس . أما مجتمعات الغرب فلا احترام
لأب ولا لزوج ، و لا لمسؤول ....و لا أُسَر
شريفة إلا قليلا .. مجتمعاتهم مجتمعاتٌ
حيوانية (أولئك كالأنعام بل هم أضل) الأعراف .
|