العدْل

محاضرة في دورة الاستقبال في جامعة الإيمان في 23 شوال 1430هـ الموافق 12 أكتوبر 2009م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لسماع المحاضرة اضغط على الرابط التالي :

http://www.ssadek.com/mohadrat/adl.mp3

     *العدل يكون بمعنى المساواة (ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) الأنعام . وقال عمر رضي الله عنه كما في البخاري تعليقا: نعم العِدْلان (الحِمْلان المتساويان على الجانبين فوق الدابة) ،  ونعم العِلاوَة (ما يضاف فوق العِدلين على الوسط) : (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم (عِدْل) ورحمة (عِدْل) وأولئك هم المهتدون (عِلاوة) البقرة . . وعن سعيد بن المسيب عن عمر رضي الله عنه قال : نعم العدلان و نعم العلاوة : (الذين إذا أصـابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ) .. نعم العِــدلان ( وأولئك هم المهتدون) نعم العلاوة . رواه الحاكم و قال :  هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه ، و لا أعلم خلافا بين أئمتنا أن سعيد بن المسيب أدرك أيام عمر رضي الله عنه و إنما اختلفوا في سماعه منه . و قال الذهبي على شرط البخاري ومسلم .

     ويكون العدْل بمعنى الإنصاف و إعطاء الحق وليس بالضرورة على سبيل المساواة (إن الله يأمر بالعدل و الإحسان ) النحل . ويكون  بمعنى الجور فيقال عَدَل عن الطريق إذا انحرف. ويأتي أيضا قَسَط بمعنى عدَل ، قال تعالى : (إن الله يحب المقســطين) الحجرات . و أقسط بمعنى جار ، قال تعالى : (و أما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا) الجن .1

     * والعدْل فرضٌ على رب الأسرة لأنه وليّها ، فيعدل بين زوجاته (من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة و شقه مائل) حم د ن هـ  عن أبي هريرة .

      وقال الألباني  صحيح . و يعدل بين أولاده  ، فعن النعمان بن بشيرأن أباه أتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني نحلْتُ ابني هذا غلاما فقال ( أكُلّ ولدك نحلْت مثله ؟) . قال لا قال ( فارجعه ) متفق عليه . و يعطي كل أحد بحسب حاجته وظرفه فحاجة المريض غير حاجة الصحيح و الصغير غير الكبير في الدراسة و نحوها ، فإذا تساوت الظروف فلا بد من المساواة  و للذكر مثل حظ الأنثيين .1

     * و العدل فرضٌ في كل ما يتولاه الإنسان ( كلكم راعٍ و مسؤول عن رعيته) متفق عليه . من تدريس أومشيَخة على الطلاب في القبول  و التأهيل والتقريب و الكلام و النظر والامتحان والتقويم والنصح والاستشارة ... و مثل ذلك في التعامل والكلام مع الإخوان  و الأصدقاء ... وكذلك فيما يتولاه من إدارة أو وزارة أو رئاسة في قطاع خاص أو عام ، و في معايير التولية و الترقية والمرتبات و المكافآت... قـال تعالى :  ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط) النساء .1

    *والأقوال كا لأفعال يجب فيها العدل في الأفراد و الجماعات ، فلا يجوز السب و لا السخرية و لا الغيبة ولا النميمة و لا الخداع ويجب تمحيض النصح ، قال تعالى: ( و إذا قلتم فاعدلوا) الأنعام . و يشمل القول كذلك كل ما تبثه وسائل الإعلام فلا بد من العدل فيه ... و القلم و سائر هذه الوســائل ألْسِنة .1

      *و العدل فرضٌ عند إجراء الصلح رغم أن الصلح برضا الطرفين ، فلا يجوز التشدّد مع جانب أو الضغط عليه أو إحراجه بغير مبرر شرعي قال تعالى : (فأصلحوا بينهما بالعدل و أقسطوا) الحجرات . و كذلك عند الحكم بين الناس قال تعالى: ( و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) .1

      *ولا يجوز أن تؤثر الخصومة في العدل قولاً أو فعلاً قال تعالى :  ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى) المائدة  .  و حتى مع الكافرين فنعاملهم بالمِثْل بالإحسان إذا عاملونا بالإحسان قال تعالى: (لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ، إن الله يحب المقسطين) الممتحنة .1

     * وبالجملة فلا بد من العدل في جميع المجالات ، قال عليه الصلاة و السلام : (إن المقسطين عند الله يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن ، و كلتا يديه يمين  ، الذين يعدلون في حكمهم و أهليهم و ما وُلّوا) حم م ن عن ابن عمرو .

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©