هِمَمٌ في القِمَم

محاضرة في مسجد صلاح الدين (القشيبي) بصنعاء في17 رجب 1430هـ الموافق 8 يوليو 2009م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

   *يجب أن يحرص المسلم على تنمية همته لنيل سعادة الدارين (من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة) النساء ..عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم  : (المؤمن القويُّ خيرٌ و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف و في كل خير، احرص على ما ينفعك و استعن بالله و لا تعجز ، و إن أصابك شر فلا تقل لو أني فعلت كذا و كذا ، قل قدَّر الله و ما شاء الله فعل ، فإن لو تفتح عمـــل الشيطان) رواه مسلم .

إذا غامرت في شرف مرومِ ... فلا تقنع بما دون النجومِ

فطعم الموت في أمر حقيرٍ ... كطعم الموت في أمر عظيمِ

     * (الصلاة خير موضوع فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر) طس عن أبي هريرة. قال الألباني : حسن . كان صلى الله عليه و سلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه .ق ت ن هـ عن المغيرة . قال ابن بطال: في هذا الحديث أخْذ الإنسان على نفسه بالشدة في العبادة وأن أضر ذلك ببدنه ، لأنه صلى الله عليه وسلم إذا فعل ذلك مع علمه بما سبق له ، فكيف بمن لم يعلم بذلك فضلا عمن لم يأمن أنه استحق النار؟! انتهى من (الفتح ) . وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه . فقلت له : لِمَ تصنع هذا وقد غُفِر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر . قال: ( أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا) رواه البخاري ومسلم . و الشكر أعلى المقامات .1

     *وكذلك الذكْر هو زاد أصحاب الهمم العالية (فاذكروني أذكركم) البقرة . ( و لذكْر الله أكبر) العنكبوت .وهم يسردونه مع النفَس (الذين يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم) آل عمران .1

     * و الدعاء: (إذا تمنى أحدكم فليُكثِر فإنما يسأل ربه )طس ، عبد بن حميد عن عائشة. قال الألباني صحيح .1

     *(ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا، إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً، قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً، وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً، يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً، يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً، قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً، قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً،قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً، فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً، يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً، وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً، وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً، وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّا ) مريم .1

    *(قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ، يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) يوسف .  إلى قوله تعالى : (فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ، قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ) يوسف .1

     *(وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَـبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ) الأنبياء .1

    * عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تحدثوا عن بني إسرائيل فإنه كانت فيهم الأعاجيب ، ـ ثم أنشأ يحدث قال : ـ  (خرجت طائفة منهم فأتوا مقبرة من مقابرهم  ،فقالوا : لو صلينا ركعتين فدعونا الله عز وجل يخرج لنا بعض الأموات يخبرنا عن الموت  .. قال ففعلوا فبينا هم كذلك ، إذ طلع رجل رأسه من قبر بين عينيه أثر السجود ، فقال : يا هؤلاء ما أردتم إليَّ؟ فوالله لقد مت منذ مائة سنة  ،فما سكنَت عني حرارة الموت حتى كان الآن ، فادعوا الله أن يعيدني كما كنت ) رواه عبد بن حميد و قال الألباني صحيح .1

   *و التطلُّع إلى الرفيق الأعلى:  عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال : كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آتيه بوضوئه وبحاجته فقال ( سلْني ) فقلت : مرافقتك في الجنة قال ( أو غير ذلك؟ ) قلت هو ذاك قال : ( فأعنِّي على نفسك بكثرة السجود) رواه مسلم وأحمد و النسائي و أبو داود و الطبراني .1

    * والتعلُّم : عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يتعلم كتاب اليهود حتى كتب للنبي صلى الله عليه وسلم كتبه وأقرأهُ كتبهم إذا كتبوا إليه ، وذكر أنه تعلَّمه في نصف شهر رواه البخاري تعليقا ووصله في (التاريخ) و رواه أبو داود و الترمذي و أحمد و الحاكم وصححه ت ك والذهبي والألباني .1

     * والقيام بالأعمال الكبرى : عن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه وكان ممن يكتب الوحي و قد أرسل إليه أبو بكر عندما كثرالقتل في القراء وتراجع مع عمر في كتابة القرآن ، فقال أبو بكر لزيد: إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك ،كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه . فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن . .. فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر ، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعُسُب وصدور الرجال ، حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم )  إلى آخرهما. رواه البخاري و أحمد و الترمذي وغيرهم .1

     * والحرص على الجهاد والشهادة : عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان ، قال : فتكلم أبو بكر فأعرض عنه ثم تكلم عمر فأعرض عنه ، فقام سعد بن عبادة فقال إيانا تريد  يا رسول الله؟ والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى بَرْك الغِماد لفعلنا ، قال فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فانطلقوا حتى نزلوا بدرا ... رواه مسلم و أحمد و ابن حبان و غيرهم .1

     *عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (كم من ضعيف متضعِّف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبر قسمه منهم البراء بن مالك) ، فإن البراء لقي زحفا من المشركين و قد أوجع المشركون في المسلمين فقالوا : يا براء إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (إنك لو أقسمت على الله لأبرك فاقسم على ربك) فقال : أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم .. ثم التقوا على قنطرة السوس فأوجعوا في المسلمين فقالوا له : يا براء أقسم على ربك فقال : أقسمت عليك يا ر ب لما منحتنا أكتافهم و ألحقتني بنبيك صلى الله عليه وسلم .. فمنحوا أكتافهم و قتل البراء شهيدا . رواه الحاكم وقال هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه. و قال الذهبي صحيح .1

     * في (البداية) روى الواقدي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال  :لما حضرت خالدا الوفاة بكى ثم قال لقد حضرت كذا وكذا زحفا ، وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء . (والواقدي وإن كان ضعيفا إلا أن هذا الوصف واقعٌ في خالد) . وقال أبو يعلى ثنا سُرَيج بن يونس ثنا يحيى بن زكريا عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال قال خالد بن الوليد : ما ليلة يهدي إليّ فيها عروس أو أبشر فيها بغلام بأحب إليّ من ليلة شديدة الجليد ، في سرية من المهاجرين أصبِّح بهم العدو (قال حسين أسد :صحيح) . وقال ابو بكر بن عياش عن الأعمش عن خيثمة قال أتي خالد برجل معه زق خمر فقال : اللهم اجعله عسلا. فصار عسلا ، وله طرق وفي بعضها مر عليه رجل معه زق خمر، فقال له خالد: ماهذا؟ فقال عسل . فقال اللهم اجعله خلا . فلما رجع إلى أصحابه قال : جئتكم بخمر لم يشرب العرب مثله . ثم فتحه فاذا هو خل ، فقال أصابته والله دعوة خالد رضي الله عنه  . وقال حماد بن سلمة عن ثمامة عن أنس قال : لقي خالد عدوا له فولى عنه المسلمون منهزمين وثبت هو وأخي البراء بن مالك وكنت بينهما واقفا ، قال فنكّس خالد رأسه ساعة الى الأرض ، ثم رفع رأسه الى السماء ساعة ، قال وكذلك كان يفعل إذا أصابه مثل هذا ، ثم قال لأخي البراء: قم فركبا ، واختطب خالد من معه من المسلمين وقال : ماهو إلا الجنة وما إلى المدينة سبيل ، ثم حمل بهم فهزم المشركين .1

    * روى البخاري عن قيس بن أبي حازم قال سمعت خالد بن الوليد يقول: لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية .1  

    *في المداومة على العبادة : عن عبد الله بن عمرو و ذكر أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم  فقال له : ( كيف تصوم ؟) . قلت: كل يوم. قال ( وكيف تختم ؟) . قلت : كل ليلة قال: ( صم في كل شهر ثلاثة ، واقرأ القرآن في كل شهر ) . قال قلت: أطيق أكثر من ذلك ، قال: ( صم ثلاثة أيام في الجمعة ) . قلت: أطيق أكثر من ذلك ، قال ( أفطر يومين وصم يوما ) . قال قلت: أطيق أكثرمن ذلك قال: ( صم أفضل الصوم صوم داود صيام يوم وإفطار يوم ، واقرأ في كل سبع ليال مرة ) . فليتني قبِلتُ رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذاك أني كبرت وضعفت .  فكان يقرأ على بعض أهله السبُع من القرآن بالنهار ، والذي يقرؤه يعرضه من النهار ليكون أخف عليه بالليل ، وإذا أراد أن يتقوَّى أفطر أياما وأحصى وصام أياما مثلهن ،كراهية أن يترك شيئا فارق النبي صلى الله عليه وسلم عليه .قال أبو عبد الله وقال بعضهم : في ثلاث وفي خمس وأكثرهم على سبع  . متفق عليه .

      * النفس التوَّاقة :جاء في (البداية) عن عمر بن عبد العزيز: ويقال إنه خطب الناس فقال في خطبته : أيها الناس إن لي نفسا تواقة لا تعطَى شيئا إلا تاقت إلى ما هو أعلى منه ، وإني لما أعطيت الخلافة تاقت نفسي إلى ما هو أعلى منها وهي الجـــنة ، فأعينوني عليها يرحمكم الله.1

     *عن عبد الله بن محمد بن عقيل أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتريت بعيرا ، ثم شددت عليه رحلي فسرت إليه شهرا حتى قدمت عليه الشام ، فإذا عبد الله بن أنيس فقلت للبواب قل له جابر على الباب ، فقال ابن عبد الله قلت نعم  ، فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته ، فقلت : حديثا بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (يحشر الناس يوم القيامة أو قال العباد عراة غرلا بُهْمًا) ، قال قلنا: وما بُهْماً؟ قال: ( ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان ، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه ، حتى اللطمة) قال قلنا: كيف وأنا إنما نأتي الله عز وجل عراة غرلا بُهْماً؟ قال: (بالحسنات والسيئات) رواه أحمد و البخاري في (الأدب المفرد) وذكر الألباني و الأرناؤوط أنه حسن . وأشار إليه البخاري تعليقا .

     * في طلب الحديث : من (التهذيب) قال الكشميهني عن البخاري : سمعت الفربري يقول قال لي محمد بن إسماعيل ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا الا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين . وقال جعفر بن محمد القطان إمام الجامع بأرمينية : سمعت محمد بن إسماعيل يقول كتبت عن ألف شيخ وأكثر ما عندي حديث إلا وأذكر إسناده.1

     * قال في (البداية): وقد كان رحمه الله يصلي في كل ليلة ثلاث عشرة ركعة . وكان البخاري يستيقظ في الليلة الواحدة من نومه فيوقد السراج ويكتب الفائدة تمر بخاطره ثم يطفىء سراجه ثم يقوم مرة أخرى وأخرى حتى كان يتعدد منه ذلك قريبا من عشرين مرة . وقال البخاري فكرت البارحة فإذا أنا قد كتبت لي مصنفات نحوا من مائتي ألف حديث مسندة وكان يحفظها كلها .1

     *جاء في (التهذيب) عن الإمام أحمد : وقال أبو زرعة الرازي كان أحمد يحفظ ألف ألف حديث فقيل له وما يدريك؟ قال أخذت عليه الأبواب . وقال عبد الله: كان أبي يصلي في كل يوم وليلة ثلاثمائة ركعة ، و لما ضعُف بعد المحنة صار يصلي مائة و خمسين ركعة .و مسنده ثلاثون ألف حديث كما في (البداية) وغيرها و في الواقع .1

     *وفي الثقة بالله فيما بعد الموت : في (البداية) قال الامام أبو عثمان الصابوني : سمعت ابا عبدالرحمن السيوفي يقول حضرت جنازة أبي الفتح القواس الزاهد مع الشيخ أبي الحسن الدارقطني فلما بلغ إلى ذلك الجمع العظيم أقبل علينا وقال سمعت أبا سهل بن زياد القطان يقول سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول: قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم الجنائز .. قال ولا شك أن جنازة أحمد بن حنبل كانت هائلة عظيمة بسبب كثرة أهل بلده واجتماعهم لذلك وتعظيمهم له  ، وأن الدولة كانت تحبه ، والشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله توفي ببلدة دمشق وأهلها لا يعشُرون أهل بغداد حينئذٍ كثرة ، ولكنهم اجتمعوا لجنازته اجتماعا لو جمعهم سلطان قاهر وديوان حاصر لما بلغوا هذه الكثرة التي اجتمعوها في جنازته ، وانتهوا إليها هذا مع ان الرجل مات بالقلعة محبوسا من جهة السلطان ، وكثير من الفقهاء والفقراء يذكرون عنه للناس أشياء كثيرة مما ينفر منها طباع أهل الأديان فضلا عن أهل الاسلام وهذه كانت جنازته .1

    ومن نماذج الهمم العالية في هذا العصر :

    * تأليف سيد قطب لكتاب الظلال الفريد وهو في السجن تتناوشه الأمراض وقال الألباني إن على كلامه نورا . وكدْح عبد القدير خان في أوروبا سنوات في الصعوبات حتى هيأ الإمكانات لصناعة القنبلة النووية الإسلامية ، ثم عاد إلى باكستان و صنَعها ، و كذلك ما صنعه  يوسف حبيبي ، حتى جعل من إندونيسيا دولة يشار إليها بالبنان في صناعة الطائرات ، وكذلك البشير في السودان في صناعة الطائرات و أنواع الأسلحة و في التنمية و غيرها . وكذلك المجاهدون في أفغانستان الذين أسقطوا أعظم دولة في هذا العصر و هي الاتحاد السوفيتي ، وأسقطوا معها حلف وارسو . والمحاهدون أيضا في أفغانستان مرة أخرى وفي العراق الذين هم في طريقهم لإسقاط أمريكا و حلف الأطلسي إن شاء الله . و مجاهدو فلسطين الذين أسسهم المقعد العملاق أحمد ياسين ، و الذين أذاقوا اليهود والغرب من خلفهم مرارة الصمود في غزة و غيرها  و اضطروهم لبناء الجدار العازل والهجرة العكسية .1

       

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©