طريقنا إلى الوفاق

ندوة في دورة الخطباء التي نظمتها مؤسسة إعمار المساجد في 16/8/1429هـ 18 /8/2008م

المشتركون في الندوة المقطري ـ الحميقاني ـ الصادق

 

لسماع الندوة اضغط على الرابط التالي:

www.ssadek.com/ndwat/wfak.mp3

     *الواقع الدولي من حيث الوفاق وإدراك أعدائنا لأهمية الوفاق كالاتحاد الأوروبي وغيره . (المقطري) .  10دقائق

     *التمزق والشقاق العربي والإسلامي (الحميقاني) 10 دقائق

     *واقع الأحزاب والجماعات (الصادق) . 10 دقائق:

      ـ الأحزاب يغلب عليها الجانب السياسي والحرص على السلطة ، ولا تهتم بالدين غالبا وما يتعلق به كالاهتمام باالصلاة والعبادات والأخلاق والمساجــد والحلقات والدعوة والنهي عن المنكرات . والنزاعات بينها على أشدها لأنها متنافسة ، لاسيما مع الحزب الحاكم منها ، وقد يصدق عليها ( ...كل حزب بما لديهم فرِحون) الروم ، وهذا وإن كان وصفًا للكافرين ، إلا أنه ينطبق على الأحزاب في ديار المسلمين لأن كل الأحزاب عندنا وعند الكافرين آخذة بمبدأ واحد هو الديمقراطية في داخلها غالبًا وفي الساحة ، فكل شيء مرجعه الأغلبية والتصويت للعوامّ ولغير الملتزمــين بالديـن ماداموا مواطنين (لتتبعن سنن من كان قبلكم) متفق عليه .   وإن تحالفت بعــض الأحزاب فإنما هو تكتيك مرحلي ، ليس فيه صدْق ، ولذلك فإن طبيعتها التفكك والصراع ، والواقع شاهد .

     ـ والجماعات على العكس من ذلك يغلب عليها الاهتمام بالدين ،والنزاعات بينها في الغالب مادامت على منهج أهل السنة هو بسبب الاجتهادات ،وبسبب تعدُّد القيادات ( مثل تعدّد ملكات النحل الذي يُلحِق الضرَر بوَحدة النحل)  ، و كذلك بسبب التنافس على ساحات العمل والنفوذ ، وبعض هذه الجماعات تسعى للسلطة ويكون سعيها للسلطة عاملا من عوامل نزاعها مع الآخرين .

      ونادرًا ماتتحالف الجماعات ، لأنها تعلم هنا أنه لا ينفع إلا التحالف الصادق ، فلذلك إما أن يحدث تحالف حقيقي وإلا فلا ، وقد ينفرط الحقيقي كما حصل أخـيرًا في الصومال بين الإسلاميين ، والأمة في ابتلاء شديد بسب الخلافات ، قال صلى الله عليه وسلم : (وسألت ربي ألا يجعل بأسهم بينهم فمنَعَنِيها ) م  ، وقال تعالى : (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون) الفرقان .

      وسبب الخلافات هو البغْي ، تمامًا كما هو حاصلٌ في أهل الكتاب ، قال تعـالى فيهم : ( وما تفرَّقوا إلا مِن بعد ما جاءهم العلم بغيًا بينهـم ) الشورى ، ونحـــن في الغالب نتَّبع سنَنَهم كما في الحديث المتفق عليه .  ولا علاج للخلافات إلا بالتنازل من الطرف الأَولَى بالحق ، والأكثر حرْصًا عليه ، كما فعَل الحسن مع معاوية كما في البخاري ، رغم بغْي معاوية ، قال تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن) حم السجدة .

    

     *الوفاق واجب شرعي وضرورة واقعية (المقطري) . 10دقائق

     *مظاهر رعاية النبي للوفاق في حياة أصحابه (الحميقاني) . 10دقائق

     *الطرق الموصلة للوفاق (العلم الشرعي ـ الالتزام بفريضة الأخوَّة وجمع الكلمة الولاء للمؤمنين ـ تجنّب إقصاء الآخرين ، وادعاء الحق المطلق ...  ) . (الصادق)10دقائق

      ـ العلم الشرعي لأنه توعية بالعقائد والفرائض ، فالرب واحد ، والنبي واحد ، والكتاب واحد ، والقِبلة واحدة ، والعبادات واحدة ، والأخلاق واحدة ، والحلال واحد ، والحرام واحد ، والشريعة في الجملة واحدة .. فالعلم  يجمع على منهج واحد ويوحّد ، وهو مرجع عند التنازع ، قال تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول ....) النساء .

     ـ وأما الالتزام بفريضة الأخوَّة وجمع الكلمة فهو التزام بعقيدة الولاء للمؤمنين ، قال تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) المائدة ، وشبّه الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمنين بالجسد الواحد كما في الحديث المتفق عليه ، وقال تعالى: (إنما المؤمنون إخوة) الحجرات . وأيُّ خلافٍ فعلاجه من أجل الحفاظ على عقيدة الولاء وفريضة الأُخوَّة هو التصالح (فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكـم) الأنفال  ، أو التحاكــم (وما اختلفتم فيه من شيء فحُكْمُه إلى الله) الشورى ، أو التنـــازل في النهاية (أذلَّـــةٍ على المؤمنين) المائدة .      

     ـ وأما تجنُّب إقصاء الآخرين ، فهو العدْل والإنصاف ، و هواعترافٌ بهم  وبحقهم في الاجتهاد إنْ كانوا من أهله ، وأنه قد يكون الحق معهم ، وهذه مقدمةٌ مهمة للحوار معهم ، والمُضِيِّ معهم في طريق الوفاق ، ولا يمكن أن يفكّر في الاتحاد والوفـــاق مع الآخرين مَن لا يُقِرُّ لهم بكيان ولا وُجود ، ولا حقٍّ في الاجتهاد إنْ كانوا من أهل الاجتهاد .

      إن اجتهاد طرَفٍ من المؤمنين ـ إن كان من أهل الاجتهاد ـ صوابٌ يحتمــل الخطأ ، واجتهاد الطرَف الآخر خطأٌ يحتمل الصواب ، ولا يخلو طرفٌ من أجرٍ واحدٍ على الأقل ، وذلك في حال الخطأ كما في الحديث المتفق عليه . و هذا مؤدَّاه أنــه لايمكن أن يدَّعيَ طرَفٌ احتكار الصواب ، وأن يعمل على إلغاء وإقصاء الآخــرين من إخوانه المخالفين له في الاجتهاد .

     ولا يدعي الحق المطلق في الاجتهادات من عنده عقل أوعلم ،وإنما يدّعيـــه من ضعُف عقله أو ورَعه ، فيُفضِي به للبغي .

     *الطرق الموصلة للوفاق (حسن الظن ، وتلمّس العذر ـ إشاعة ثقافة التغاضي عن الخطأ ـ التعاون ـ ...) (المقطري) .  10دقائق

     *الطرق الموصلة للوفاق (الالتفاف حول العلماء ـ محبة الخير لكل مسلم ، ومن كل مسلم) .(الحميقاني) .  10دقائق

     *ثمار الوفاق (الصادق) . 10دقائق

     تكون ثمار الوفاق بقدر ما يحصل من الوفاق .. وبعض الجماعات تكتفي بنسبة قليلة منه فتكون الثمار قليلة ، والثمار الكاملة إنما تكون مع الاندماج الكامل ، الذي لايمكن أن تعود الخلافة الإسلامية إلا به  ، ولا يكون إلا في الجمــاعات التي هي على منهج أهل السنة والجماعة .. فلا بد من رأسٍ واحدٍ تتنازل له في النهاية كل الرؤوس ، فالسيارة أو الطائرة أو السفينة أو الشركة أو الخلافة لا يمكن أن تنجـح إلا إذا قادها واحد ، وهذا ما سنَّهُ الحسن رضي الله عنه الخليفة الراشد القُــدْوَة ، فتنازل لمعاوية ومدَح الرسول صلى الله عليه وسلّم فِعْله كما عند البخاري .

     ومن نتائج وثمار الوفاق :

     ـ أداء الواجب (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين)، الأنفال .

     ـ  عودة القوة والريح للمتوافقين (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) ، الأنفال. (يد الله على الجماعة ) . رواه الترمذي عن ابن عباس وذكر الألباني أنه صحيح .

     ـ أنه علَامةٌ على عودة المياه إلى مجاريها بالتوبة من الذنوب وقبول التوبة (ما توادَّ اثنان فيفرَّق بينهما إلا بذنب يُحدِثه أحدهما) أحمد عن ابن عمر وذكر الأرناؤوط أنه صحيح ، والبخاري في الأدب المفرد عن أنس وذكر الألباني أنه صحيح .

    ـ أنه علَامة على صلاحٍ وحضور فاعلٍ ٍللدين  (ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكّروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ) المائدة .

    ـ أنه علامة على نيل محبة الله ورضاه ونصره وتوفيقه (يحبهم ويحبونه  ، أذلةٍ على المؤمنين أعزّةٍ على الكافرين)، المائدة . (وألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألّفت بين قلوبهم) الأنفال . (واذكروا نعمة الله عليكم إذْ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) آل عمران . (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ...) هود .

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©